أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن عودة قوات حفظ السلام الروسية إلى وطنهم يوم 19 يناير/كانون الثاني 2022، تمثّل استكمال عملية حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في جمهورية كازاخستان.
هذا وقد أشار وزير الدفاع شويغو في تقريره إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 13 يناير الجاري، إلى أنه كان من المفترض أن تستغرق عودة الوحدات الروسية 5 أيام وتنتهي بصورة نهائية في 19 يناير.
ومن المعروف أنه تم إرسال قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان في 6 يناير 2022. وقد ضمّت المجموعة كلاً من وحدات القوات المسلحة الروسية والجيش من بيلاروسيا وأرمينيا وطاجيكستان وقرغيزستان.
علما أنه تم نقل هذه القوات من قبل قوات طيران النقل العسكري التابع للقوات الجوية الروسية، وفي معدل متوسط، كان هناك حوالي 20 رحلة جوية في اليوم الواحد، وقد شاركت كل من طائرات "إيل-76" وطائرة النقل العسكرية الثقيلة "أنتونوف-124" (رسلان).
هذا وكانت نقاط المغادرة الرئيسية للوحدة الروسية هي مطار "تشكالوفسكي" في منطقة موسكو والمطار في مدينة إيفانوفا. وتم نقل وحدات القوات المسلحة لأرمينيا وبيلاروسيا بواسطة طائرات القوات الجوية الروسية من يريفان ومينسك على التوالي، كما تم تسليم وحدة من القوات المسلحة الطاجيكية على متن الطائرة الروسية (إيل-76).
من جهتهم، وصل الأفراد العسكريون في قرغيزستان إلى ألما-آتا بمفردهم عن طريق البر، ضمن قافلة محمّلة بالمعدات القياسية. وبذلك تم تفريغ الوحدات في قاعدة "زيتغن" الجوية في ضواحي ألما -آتا وعلى أراضي المطار الدولي في المدينة نفسها.
حماية المواقع الإستراتيجية
الجدير بالذكر أن المهمّة الرئيسة لقوات حفظ السلام، التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، تمثّلت في حماية المنشآت المهمة استراتيجياً في ألما-آتا، وذلك بهدف تحرير موارد قوات الأمن الكازاخستانية من أجل استعادة النظام الدستوري في البلاد.
وبالإضافة إلى المطارين، كانت القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام هي أراضي مدرسة ألما-آتا العُليا المشتركة لقيادة الأسلحة (معهد القوات البرية).
وبحسب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، فإن قوات حفظ السلام وضعت تحت الحماية 14 قطعة تتمتع بأهمية خاصة، من بينها مرافق الاتصالات والطاقة والمسؤولة عن حياة الدولة.
بدورهم قام المظليون الروس بحراسة المطار الدولي، والقنصلية الروسية العامة، ومركز الاتصالات الرئيسي في "كازاخ-تيليكوم"، ومحطة الطاقة الحرارية المشتركة -3، ومحطة ضخ المياه الرئيسية، وكذلك أبراج الاتصالات الرئيسية.
وقام ممثلو دولة قرغيزستان بتأمين سلامة محطة الطاقة الحرارية المشتركة -2، وهي منشأة تزود المدينة بحوالي 60 بالمائة من الكهرباء والتدفئة.
أما العسكريون من وحدة حفظ السلام البيلاروسية فقد نظّموا حماية مطار "زيتغن" العسكري المهم استراتيجياً والواقع في ضواحي ألما-آتا، والذي استقبل الطائرات الأولى مع قوات حفظ السلام.
هذا تتواجد أكبر ترسانة من ذخيرة المدفعية في كازاخستان بالقرب من قرية كابتشاغي، وتقع على بعد 60 كيلومتر من ألما-آتا، وقد وُضَعت هي أيضاً تحت الحراسة.
من جهتها دافعت كتيبة عسكرية من أرمينيا عن مخبز المدينة وقناة مياه دروزبا، في حين دافع الجنود الطاجيك عن محطة الطاقة الحرارية رقم 1، وهي ثاني أهم نقطة في مجمع الطاقة في المدينة.
القوات المشاركة
يُشار إلى أن عدد مجموعات قوات حفظ السلام بلغ في المتوسط 2.5 ألف عنصراً و 250 قطعة عتاد.
وتم نقل إحدى الوحدات الأولى من لواء المهام الخاصة 45 المنفصل عبر الجو إلى أراضي كازاخستان، فضلاً عن ألوية القيادة والسيطرة للقوات المحمولة جواً. بعد ذلك بدأت وحدات من وحدات الحرس 98 المحمولة جواً من فرقة سفير المحمولة جواً بالوصول إلى ألما-آتا.
هذا وشملت معدات القوات الروسية ناقلات جند مدرعة "بي تي إر- 82 أ"، والعربات المدرعة "تايغر" و"تايفون"، بالإضافة إلى مركبات قتالية محمولة جواً "بي إم دي-2" و "بي تي إر- إم دي" (راكوشكا).
أما بيلاروسيا فقد نشرت وحدات من اللواء 103 فيتيبسك للحرس المنفصل المحمول جواً، والذي يتألف من حوالي 200 شخص مع مركبات عادية وناقلات جند مدرعة "بي تي إر-80"، في حين مثّلت قرغيزستان وحدات من لواء "العقرب" المزوّد بمدرعات صينية الصنع " Dajiang".
وأرسلت أرمينيا حوالي 100 من أفرادها العسكريين، وكذلك المركبات اللازمة، ونشرت طاجيكستان حوالي 200 عسكري، وقدم الجانب الكازاخستاني المعدات اللازمة.
العودة إلى الوطن
تم يوم 13 يناير/كانون الثاني 2022، الإعلان عن انتهاء عملية حفظ السلام في كازاخستان. وكما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد لعبت قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي دوراً مهماً للغاية في إعادة استقرار الوضع في البلاد. وفي المتوسط، تم التخطيط لـ 20 طلعة جوية في اليوم من أجل سحب الأفراد والمعدات العسكرية. وبداية، عادب الوحدات الأجنبية إلى وطنها، وثم المظليين الروس.
وتتوجه وحدة قرغيزستان، كما أثناء عملية دخول القوات، إلى مواقع انتشارها الدائم عن طريق النقل البري.
وفي 14 يناير/كانون الثاني، غادرت طائرات تحمل جنود حفظ سلام من أرمينيا وبيلاروسيا وطاجيكستان مطارات ألما-آتا و"زيتغن" متوجهة إلى بلادها. وفي 15 يناير، بدأ النقل الجماعي لوحدات القوات الروسية المحمولة جواً من ألما-آتا إلى روسيا.
هذا ويُذكر أنه تم تسليم حوالي 2.2 ألف مواطن روسي وأجنبي، خلال عملية حفظ السلام، أعربوا عن رغبتهم في مغادرة البلاد على متن طائرات النقل الجوي للقوات الجوفضائية من كازاخستان إلى روسيا.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الدفاع في روسيا الاتحادية
المصدر: تاس