أكد بشار الأسد أنه يمكن أن للجنود الروس الذين يؤدون الخدمة العسكرية في سوريا أن يكونوا مصدر فخر للمواطنين الروس.
وجاءت تصريحات الأسد خلال مقابلة تم نشرها على الموقع الإلكتروني لقناة "زفيزدا" التلفزيونية.
وقال الأسد: "كما قلت في البداية، من حق الشعب الروسي أن يفخر بما حققه جيشهم في سوريا. ولا شك أن عائلات هؤلاء العسكريين تفخر بهم أكثر من غيرهم من المواطنين الروس، والذين حققوا مآثر عظيمة في سوريا، ولم يقتصر على حماية الشعب السوري، ولكن أيضا حموا أحبائهم وأبناء وطنهم".
ويصادف هذا العام مرور 5 سنوات بالضبط على بدء العملية العسكرية الروسية لمساعدة الشعب السوري على تحرير البلاد من الجماعات الإرهابية الدولية.
وخلال مرحلتها النشطة التي استمرت من 30 أيلول/ سبتمبر 2015 إلى 11 كانون الأول/ ديسمبر 2017، تم تحرير مدن سورية رئيسية مثل تدمر وحلب ودير الزور.
واستعادت الحكومة السورية السيطرة على 88% من مساحة البلاد. واليوم تسيطر الحكومة السورية على 1435 منطقة.
كما نفذ الطيران الروسي خلال العملية السورية أكثر من 44 ألف طلعة جوية دمرت خلالها أكثر من 121 ألف منشأة للإرهابيين وحوالي 10.5 ألف قطعة عتاد وحيّدت أكثر من 130 ألف مسلح.
وقام المهندسون العسكريون بتطهير أكثر من 20 ألف مبنى، وأكثر من 1.5 ألف كيلومتر من الطرق، وإبطال مفعول ما يقرب من 144 ألف ذخيرة متفجرة.
مهنية الجيش الروسي
وأشار الأسد إلى أن المعدات التقنية الجيدة والاحترافية للجيش الروسي تجلت بوضوح خلال الحرب ضد الإرهاب في سوريا.
وقال الأسد: "لا شك أن الجيش الروسي مجهز بشكل جيد من الناحية الفنية. وقد تجلى ذلك بوضوح خلال الحرب. ومن ناحية أخرى، فهو جيش محترف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وقادر على تحديد الأهداف وطرق تحقيقها بدقة".
وأشار إلى أن العسكريين الروس الذين تعاملت معهم دمشق مباشرة على جميع المستويات، عملوا دون انقطاع."
وأضاف أن الطيارين "في خضم المعارك قاموا بأول طلعاتهم في الساعة الثالثة صباحا، حتى قبل شروق الشمس، وانتهوا من عملهم بعد منتصف الليل". لافتا "بالطبع لا يسع المرء إلا أن يتذكر بأن الجيش الروسي تكبد تضحيات في سوريا".
الشفافية والصدق
بالإضافة إلى ذلك، أشار الأسد إلى عمل وزارة الدفاع الروسية، مبينا أن هذا نوع من "المظلة" التي تجري تحت غطاء العمليات على الأرض، ذات الطابع العسكري والسياسي على حد سواء".
وبيّن أن هذه الإدارة تبعث على ثقة كبيرة، "والتي بدونها سيكون من الصعب القيام بالمهام العسكرية التي تواجههم من خلال الجهود المشتركة لجيوش البلدين".
وقال: "أساس هذه الثقة هو مستوى عال من الشفافية والصدق. وهذا ينطبق على جميع الاتفاقات وكل ما تم تحقيقه على مدى السنوات الخمس الماضية. وهكذا يمكنك أن تصف بإيجاز هذا الانطباع الذي تشكل عند العديد من العسكريين السوريين الذين تعاونوا مع زملائهم الروس خلال هذا الوقت".
وبحسب الأسد، فإن "الشعب الروسي، الذي يفخر دائما بجيشه، يجب أن يكون أكثر فخرا به بعد هذه السنوات الخمس فيما يتعلق بنجاحاته الكبيرة في سوريا".
الأحداث قبل خمس سنوات
وفي حديثه عن الأحداث في سوريا عام 2015، وصف بشار الأسد الوضع في ذلك الوقت بأنه خطير للغاية. وأوضح أن "الإرهابيون هاجموا مناطق متفرقة من البلاد، واستولوا على مدن بمساعدة مباشرة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا العظمى وقطر والسعودية. وقدمت لهم الدول الغربية والغرب ككل دعما غير مباشر".
وبحسبه، كان هذا الوضع الخطير للغاية الموضوع الرئيسي للاتصالات بين دمشق والقيادة العسكرية والسياسية الروسية، خاصة بعد عام 2014، "عندما احتل الإرهابيون مناطق صحراوية شاسعة في شرق سوريا".
وأشار الأسد إلى أن دمشق كانت تأمل حينها في المساعدة، وكانت هناك عدة أسباب لذلك. الأول، حسب قوله، "هو موقع سوريا المهم من الناحية السياسية".
وأضاف الأسد: "أي خطأ يقع هنا يمكن أن يؤثر على الوضع في الشرق الأوسط بأكمله وفي مناطق أخرى. الصراع من أجل سوريا بسبب أهميتها مستمر منذ العصور القديمة، وهذه ليست ظاهرة جديدة".
وأضاف "السبب الثاني أن الإرهاب الذي حارب سوريا هو نفس الإرهاب المسؤول عن أسر الأطفال في مدرسة في بيسلان عام 2004 وقتل أبرياء في مسرح "دوبروفكا". هذا إرهاب دولي"، وقال الزعيم السوري: لذلك نعتقد أن من مصلحة روسيا "ضرب الإرهاب" وكذلك "تجنب زعزعة الاستقرار في سوريا".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس