أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن توصل روسيا إلى تفاهم مع تركيا لضمان سلامة السفن المحمّلة بالحبوب الأوكرانية في مياه البحر الأسود، مشيراً إلى أن المشكلة برمّتها تكمن في عدم رغبة كييف في تطهير موانئها من الألغام.
وصرّح وزير الخارجية الروسي بذلك، اليوم الخميس 23 يونيو/حزيران 2022، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
كما وشكر لافروف طهران على "فهمها الصحيح تماماً" للوضع في أوكرانيا - نحن نتحدث عن محاولة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها لتأمين "الهيمنة الأبدية". ووصف الوزير الروسي سياسة واشنطن فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني بأنها "غير متّسقة على الإطلاق" وأكد أن موسكو ستسعى لاستعادة العمل بالاتفاق.
هذا وجمعت وكالة أنباء "تاس" كافة البيانات الرئيسي لوزيري الخارجية في روسيا الاتحادية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
حول أوكرانيا والعقوبات
وقال سيرغي لافروف إن روسيا ممتنة لإيران على "فهمها الصحيح تماماً" للأحداث في أوكرانيا، وهي مقتنعة بأن "الغالبية العظمى من دول العالم تتفهم الوضع الحالي جيدا".
وبحسب قوله، نحن نتحدث عن محاولة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها لتأمين "هيمنة أبدية كاملة" لأنفسهم، الأمر الذي يتعارض مع "الاتجاه نحو تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب".
وبالإضافة إلى ذلك، أدان الجانبان "الممارسة غير المقبولة للعقوبات غير القانونية من جانب واحد".
من جانبه أكد الوزير عبد اللهيان أن طهران تعارض القيود الغربية على موسكو.
حول مشكلة الحبوب
وفي سياق متصل، أكد الوزير الروسي أنه لا توجد صلة بين العملية العسكرية الروسية وأزمة الغذاء، ووصف المحاولات "لإحداث مأساة عالمية" للخروج من حالة الحبوب الأوكرانية بأنها "بلا ضمير على الإطلاق"، منوّهاً بأن "الآن من المهم إجبار الأوكرانيين إطلاق سراح السفن الأجنبية وعدم محاولة جعل هذه المشكلة بمناورة تصرف الانتباه عن إخفاقات وأخطاء الغرب نفسه في مجال السياسة الدولية، وفي مجال تجارة المواد الغذائية والأسمدة".
وأضاف: "إنّ موسكو على استعداد لضمان سلامة مرور سفن الحبوب من أوكرانيا إلى مضيق البوسفور، ولدينا تفاهم مع تركيا حول هذا الموضوع".
وفي الوقت نفسه، قال الوزير الروسي إن مبادرة تنظيم نوع من التحالف الدولي لتصدير الحبوب تهدف فقط إلى "التدخل في شؤون منطقة البحر الأسود تحت رعاية الأمم المتحدة".
من جانبه أشار نظيره الإيراني إلى أن طهران اتخذت إجراءات وليست قلقة بشأن الأمن الغذائي داخل البلاد، ودعا موسكو وكييف إلى بدء المفاوضات في أقرب وقت ممكن.
حول البرنامج النووي الإيراني
أكد سيرغي لافروف أن روسيا، إلى جانب المشاركين الآخرين في الاتفاق النووي الإيراني، تبذل قصارى جهدها من أجل إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاقية وتحقيق رفع العقوبات المتضاربة ضد إيران.
ووفقا لوزير الخارجية الروسي، فإن واشنطن في الشؤون الدولية، بما في ذلك ما يتعلق بالصفقة، تتصرف "بشكل غير متّسق على الإطلاق"، في محاولة لصرف انتباه الناخبين عن المشاكل الداخلية.
وفي الوقت نفسه، أشار الوزير، إلى أنه قبل عام مضى، حاولت الولايات المتحدة نفسها إلقاء اللوم على روسيا بسبب مشاكل إعادة الاتفاقية: "لقد كان، بعبارة ملطفة، غير صحيح. والجميع يفهم هذا جيدا".
أما حسين أمير عبد اللهيان فقال إن إيران تواصل اتباع المسار الدبلوماسي "لأنها الطريق الصحيح" وتدعو الولايات المتحدة إلى "تبني نهج واقعي".
عن القمة في طهران
تتوقّع إيران أن يُعقد اجتماع لقادة الجمهورية الإسلامية وروسيا وتركيا قريباً في عاصمتها. وأوضح الوزير الإيراني أن "هذه القمة، من جهة، ستعقد على شكل لقاءات ثنائية، ومن جهة أخرى، بصيغة أستانا".
في العلاقات الروسية الإيرانية
وصلت العلاقات بين موسكو وطهران، بحسب سيرغي لافروف، إلى أعلى نقطة في تاريخهما، ولكن لا يزال هناك احتمال لإحراز المزيد من التقدم.
وأوضح الوزير على وجه الخصوص، أن هناك آفاقا جيدة في قطاع الطاقة، وداخل "أوبك +": "هناك توافق كامل على ضرورة ضمان مصالح إيران في أنشطتها المستقبلية".
وبالإضافة إلى ذلك، يعمل الطرفان الآن على اتفاق شامل اقترحته طهران، والذي سيحدد آفاق التعاون الاستراتيجي بين الطرفين على مدى السنوات العشرين المقبلة.
وقال سيرغي لافروف: "اليوم اتفقنا على أن الخبراء يجب أن يتفقوا على هذه الوثيقة الجديدة الهامة في أقرب وقت ممكن".
أما الوزير حسين أمير عبد اللهيان، قال: "إن إيران مستعدة لإلغاء التأشيرات بين البلدين، وقد تكون الخطوة الأولى نظام بدون تأشيرة لرجال الأعمال".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس