ستواصل وزارة الخارجية الروسية مقاومة اتجاهات إعادة كتابة تاريخ الحرب العالمية الثانية ولن تسمح بتشويه شرف الجنود السوفييت المنتصرين فيها. جاء ذلك في كلمة وزير الخارجية سيرغي لافروف الافتتاحية للمجلد الخامس عشر من مشروع النشر "تاريخ رواه الشعب"، التي نشرت نصّها وزارة الخارجية يوم الاثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 على موقعها الإلكتروني.
وأكد لافروف في كلمته أن "العمل المنجز مطلوب بشكل أكبر لأن عدد من الدول الأوروبية اليوم، وخاصة في أوكرانيا ودول البلطيق، يتكثف منهج إعادة كتابة التاريخ وتبرير الجرائم الدموية للنازيين وأتباعهم. ويتم إنكار الدور الحاسم لبلدنا في هزيمة النازية. إن الهدف الكامن من مثل هذه الإجراءات ليس تشويه سمعة روسيا الحديثة كخليفة للاتحاد السوفياتي فحسب، بل ومراجعة النتائج القانونية الدولية المعترف بها عموماً للحرب العالمية الثانية كذلك، بما في ذلك قرارات محكمة نورينبيرغ".
وأضاف قائلاً: "في هذا الصدد، ستواصل وزارة الخارجية الروسية مواجهة هذه الاتجاهات الخطيرة بلا هوادة، والمساهمة بنشاط في الحفاظ على الحقيقة التاريخية ونقلها إلى الأجيال القادمة بشكل غير مشوه. لن نسمح لأي شخص بتشويه شرف والسمعة الطيبة للجنود المنتصرين".
ونوه وزير الخارجية الروسي بأن مجلد "تاريخ رواه الشعب" مكرس للذكرى الـ 220 للخدمة الدبلوماسية الروسية: "أبطاله هم دبلوماسيون سوفييت في فترة الحرب، إذ سجل في الأشهر الأولى بعد الهجوم الألماني أكثر من 160 موظفاً من موظفي مفوضية الشعب للشؤون الخارجية أنفسهم في الميليشيا الشعبية، وتوجهواإلى الجبهة، وشاركوا في معركة الدفاع عن موسكو. سقط الكثير منهم موت الشجعان. واليوم، تم نحت أسمائهم على لوحة تذكارية في مبنى وزارة الخارجية. فيما آخرون، لم يدخروا جهدا، فعلوا كل ما في وسعهم لإنشاء وتعزيز التحالف المناهض لهتلر، وتقريب موعد فتح الجبهة الثانية، وكذلك تشكيل بنية الأمن العالمي ما بعد الحرب، بما في ذلك تأسيس هيئة الأمم المتحدة. لقد أوفوا جميعاً بواجبهم المهني والإنساني تجاه الوطن الأم بشرف وحتى النهاية".
واستطرد الوزير سيرغي لافروف قائلاً إن أساس الكتاب يستند إلى وثائق فريدة تم العثور عليها وجمعها شيئاً فشيئاً: "وقد قدم مجلس المحاربين القدامى والإدارة التاريخية والوثائقية في وزارتنا مساهمة كبيرة في الجهود المشتركة. ووضع المؤلفون لأنفسهم هدفا نبيلا للغاية ألّا وهو إظهار الحرب الوطنية العظمى من خلال منظور المصائر البشرية، بالاعتماد على مواد من المحفوظات الشخصية والعائلية وآلاف الصور والوثائق والقصص والذكريات".
وخلص وزير الخارجية الروسي إلى أن "مثل هذه المبادرة وتنفيذها تدهش بعمقها العلمي وشحنتها العاطفية القوية".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: Akishin Vyacheslav/Creative Commons 2.0
المصدر: تاس