صرّح سفير روسيا الاتحادية لدى الجمهورية لدى أفغانستان - دميتري جيرنوف في تعليق خاص لوكالة "تاس" للأنباء، أن حركة "طالبان" (حركة محظورة في روسيا) تسيطر حالياً على كامل أراضي أفغانستان، في محاولة لإقامة حياة سلمية والتغلب على الدمار الموروث من الحكومة السابقة، وذلك اليوم الثلاثاء 15 أغسطس/آب 2023.
وقال دميتري جيرنوف إن "حركة "طالبان" تسيطر على كامل أراضي البلاد، وحققت بعض النجاح في الحرب ضد "داعش" (جماعة الدولة الإسلامية الإرهابية المحظورة في روسيا)، وأعلنت مساراً للقضاء على صناعة المخدرات. إنهم يحاولون إقامة أسلوب حياة سلمي، للتغلب على الدمار الموروث من (الحكومة الدمية الهاربة)".
ووفقاً للسفير الروسي، فإنه يجب أن يتم ذلك في ظروف العقوبات الصارمة التي تفرضها الولايات المتحدة على البلاد، وتجميد احتياطاتها من الذهب والعملات الأجنبية من قبل الأمريكيين. ونحن نعمل مع شركاء أجانب لضمان اعتراف الولايات المتحدة وأتباعها، الذين أغرقوا أفغانستان في كارثة إنسانية، بمسؤوليتهم أخيراً، وتحمل العبء الرئيسي في الانتعاش الاقتصادي للبلاد".
الأمر الواقع
إلى ذلك ذكّر دميتري جيرنوف بأن قوات "طالبان" دخلت العاصمة الأفغانستانية - مدينة كابُل، في 15 أغسطس 2021، بعد أن احتلت جميع الولايات تقريباً قبل بضعة أشهر. متسائلاً "ما قد أظهرت العامين الماضيين؟ لم تعد "طالبان" مجرد أمر واقع. مشيراً إلى أن أنصار الأمس أظهروا أنفسهم بثقة تامة كقوة، مع وصول احتلال الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، الـ "ناتو"، لمدة 20 عاماً لأفغانستان والحرب الأهلية الطويلة".
كما أفاد الدبلوماسي بأنه "لا يوجد بديل جاد لـ "طالبان"، والعمل الذي أطلقناه مسبقاً لإقامة اتصالات مع هذه المجموعة العسكرية - السياسية، التي كانت آنذاك في المعارضة المسلحة، يبرر نفسه تماما".
في انتظار التطورات
وفقاً للسفير الروسي في كابُل، فإنه بعد وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، واصلت روسيا مساعدة الشعب الأفغاني بشحنات كبيرة من المساعدات الإنسانية.
كما أكد جيرنوف أن: "إمداداتنا من الحبوب والوقود لقد خففت من عواقب الكوارث الطبيعية وبرودة الشتاء على السكان. في كل عام، يتم تقديم عدة مئات من المنح الدراسية للتدريب المجاني للأفغان في الجامعات الروسية في التخصصات ذات الأهمية الاجتماعية".
ووفقاً للسفير الروسي "نحن ننشئ طالبان بأنفسهم لإنشاء نظام دولة شامل بمشاركة ممثلين عن جميع الجماعات العرقية والدينية والسياسية الأفغانية، لزيادة مكافحة تعاطي المخدرات والمخدرات. يجب أن يكون لا هوادة فيه. هذه هي الأسئلة الرئيسية. ولا تزال لدينا توقعات بإحراز تقدم بشأنها".
منصة تنسيق موسكو
قال دميتري جيرنوف إن: "روسيا يعمل بصبر على المستوى الثنائي مع كابول وفي إطار صيغة موسكو للمشاورات بشأن أفغانستان".
وأضاف أن "هذه المنصة تشمل جميع جيرانها، وتوحد الدول التي تلعب دوراً رئيسياً في الشؤون الأفغانستانية. لقد اكتسبت ثقلاً سياسياً دولياً قوياً وسلطة، وسمحت لنا بتطوير مواقف قائمة على توافق الآراء. الرؤية المشتركة هي أن تكون أفغانستان دولة مستقلة ومحايدة وموحدة وديمقراطية ومسالمة وخالية من الإرهاب والحرب والمخدرات".
وأعرب السفير عن ثقته في أولوية النهج الإقليمي لتسوية المشكلة الأفغانية. على خطوط أخرى، ووفقاً له، للأسف، نحن لا نسجل رغبة صادقة في المساهمة في حلها. لا نرى سوى الرغبة في دفع أهداف جيوسياسية ضيقة الأفق على حساب استقرار أفغانستان وأمن المنطقة المحيطة، وفي المقام الأول قوى مثل روسيا والصين وإيران".
وأشار جيرنوف إلى أن القاعدة الإقليمية لصيغة موسكو نفسها تتوسع. كما تمت دعوة ممثلي السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإندونيسيا إلى قازان، حيث سيعقد اجتماعها الخامس في 29 سبتمبر/أيلول القادم. مؤكداً أن مساهمتهم في الجهود المشتركة ستكون مهمة أيضا".
إلى ذلك يُذكر أن الرئيس الأمريكي - جو بايدن أعلن، في 14 ابريل/نيسان 2021، نهاية العملية في أفغانستان، التي باتت أطول حملة عسكرية أجنبية في التاريخ الأمريكي. وفي 15 أغسطس/آب من نفس العام، دخلت "طالبان" كابُل دون قتال وأحكمت سيطرتها على المدينة في غضون ساعات قليلة.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: David Mark/Pixabay
المصدر: تاس