Ru En

المشاركون في "أستانا" يمهدون الطريق لعقد الجلسة السادسة للجنة الدستورية السورية

٠٩ يوليو ٢٠٢١

اختتم الاجتماع الدولي الـ 16 حول سوريا بصيغة "أستانا" يوم أمس الخميس 8 يوليو/ تموز 2021، في عاصمة جمهورية كزاخستان مدينة نور سلطان، وتمثلت الموضوعات الرئيسة في المحادثات حول استئناف عمل اللجنة الدستورية في جنيف - سويسرا، وتقديم المساعدات الإنسانية لسوريا وسط انتشار جائحة فيروس كورونا.

 

وقد عُقِد الاجتماع السابق في مدينة سوتشي، جنوب روسيا، في فبراير/ شباط 2021 بسبب القيود المفروضة في مدينة نور سلطان والمتعلقة بالوضع الوبائي، ولكن هذه المرة عادت المفاوضات إلى مكانها الأصلي.

 

وحاول المنظمون خلالها بذل كل ما في وسعهم من أجل الحفاظ على الترحيب الحار بالضيوف، وهو أمر تقليدي بالنسبة إلى اجتماعات صيغة "أستانا"، وفي نفس الوقت ضمان حماية صحة أعضاء الوفود والصحفيين.

 

كما جرت المفاوضات بصورة تقليدية على مدى يومين: في اليوم الأول، عُقدت الوفود مشاورات ثنائية ومتعددة الأطراف في فندق "ريتز كارلتون"، وفي اليوم التالي تمت مواصلة المفاوضات في فندق "ريكسوس".

 

وجرت معظم المشاورات خلف أبواب مغلقة، باستثناء الجلسة العامة التي تم فيها اعتماد بيان مشترك وعقد المؤتمر الصحفي الختامي.

 

 

جلسة في جنيف

 

وكما هو متوقع، أصبح جدول أعمال جنيف أحد الموضوعات الرئيسة للمشاورات. ونتيجة للاجتماع، أشارت الدول الضامنة - روسيا وإيران وتركيا - إلى أهمية عمل اللجنة الدستورية، وتحدثت عن عقد اجتماعها السادس في جنيف في وقت مبكر.

 

 كما دعت الأطراف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، إلى تكثيف العمل في هذا الاتجاه.

 

وعلى الرغم من أنه لا تزال هناك خلافات بين المفاوضين داخل اللجنة، إلا أنه "تم وضع كافة المتطلبات الأساسية لتنظيم الاجتماع وتمت إقامة جميع الشروط لذلك"، بحسب ما أشار إليه رئيس الوفد الروسي، المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية، ألكسندر لافرنتييف.

 

من جهته، قيّم غير بيدرسن بشكل إيجابي المناقشات التي جرت حول هذا الموضوع في نور سلطان، ووعد بتحديد مواعيد الاجتماع، معرباً عن أمله في أن يتم استئناف أعمال اللجنة قريباً وأن تصبح اجتماعاتها بصورة منتظمة.

 

ومع ذلك، لم تكن هناك إجابة محدّدة على السؤال حول توقيت الجلسة، وهو الأمر الذي يتصدر اهتمام الصحفيين. وعلى الرغم من أن جميع المشاركين في محادثات "أستانا" تقريباً، أفادوا بثقة، في تصريحاتهم وأثناء التواصل مع الصحافة، بأن اللجنة ستعُقد في المستقبل القريب، فيما لم يستبعد ألكسندر لافرنتييف، في مقابلة مع "تاس"، أن تعقد اللجنة اجتماعها القادم في هذا الصيف.

 

 

 

العمل صاحب الأولوية

 

لطالما كانت قضية تبادل الأسرى والمختطفين  بين الأطراف السورية تعتبر من أولويات عمل صيغة "أستانا" حول سوريا.

 

وفي اليوم الثاني من المحادثات، عُقد اجتماع لمجموعة العمل حول الأشخاص المحتجزين قسرياً، عُرض خلاله على الصحفيين شريط فيديو لتبادل خمسة أسرى من العسكريين السوريين مقابل خمسة أعضاء من الجماعات المسلحة غير الشرعية، والذي تم في 2 يوليو (تموز الجاري) من قِبَل روسيا وتركيا بتحرك من سوريا.

 

وكان هناك موضوع آخر مهم بصورة تقليدية وهو محاربة الجماعات الإرهابية في منطقة خفض التصعيد في إدلب.

 

وفي هذا السياق، أشار ألكسندر لافرنتييف، إلى أن الحرب ضد الإرهاب في سوريا لا تزال واحدة من القضايا الرئيسة، على الرغم من أن موسكو ترصد الاستقرار التدريجي للوضع. وقد اتفقت الدول الضامنة، في بيان مشترك، على مواصلة التعاون في مكافحة الإرهاب، وأدانت تنامي النشاط الإرهابي في مختلف أنحاء سوريا.

 

كما كان البحث عن حلول وسط، بحسب رئيس الوفد الروسي في محادثات نور سلطان، صعباً بسبب تدني مستوى الثقة بين ممثلي المعارضة السورية والسلطات الرسمية في البلاد. ومع ذلك، لا تزال هناك احتمالات لزيادة تدريجية في الثقة.

 

 

 

المساعدات الإنسانية

 

الجدير بالذكر أن الفكرة المهيمنة في تصريحات المشاركين بالمحادثات كانت حول مسألة تقديم دعم إنساني فعال للجمهورية العربية السورية.

 

ودعا المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية، في هذا الخصوص، المجتمع الدولي إلى تحويل التركيز من قضايا الاستقرار العسكري للوضع في سوريا إلى القضايا الإنسانية. وفي الوقت نفسه، أكد الممثل الروسي مراراً أن هذا لا يتعلق على الإطلاق بإمداد المساعدات الإنسانية، ولكن على تنفيذ مشاريع محدّدة لإعادة تأهيل البلاد وبنيتها التحتية.

 

وعلى الرغم من أن القضايا الإنسانية كانت دائماً على جدول أعمال محادثات "أستانا"، فقد اكتسبت هذه المرة إلحاحاً أكبر في ضوء القضية المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والمتمثلة في توسيع آلية إيصال المساعدة عبر الحدود إلى سوريا.

 

من جهتها، تؤيد روسيا تقليص هذه الآلية التي "تجاوزت فائدتها منذ زمن بعيد".

 

وقال ألكسندر لافرنتييف في هذا الصدد إن الغرب لم يقدم حتى الآن إيضحات مقنعة لصالح تمديدها، ودعا إلى تشكيل آلية جديدة لإيصال المساعدات الإنسانية مباشرة عبر دمشق.

 

بدروه، أكد نائب وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، أن الجمهورية العربية السورية بحاجة إلى مساعدات إنسانية دون تمييز، موضحاً أن آلية عبور الحدود تؤدي إلى زيادة الإرهابيين.

 

وفي الوقت نفسه، أعرب رئيس وفد المعارضة السورية، أحمد طعمة، عن أمله في ألا تستخدم روسيا حق النقض (الـ فيتو) عند التصويت لتمديد عمل الممر الحدودي الوحيد، مشيراً إلى أن إغلاقه "سيكون مأساة كبيرة لسوريا"، علماً بأن مصير هذه الآلية سيتضح خلال الأيام المقبلة، بعد نتائج التصويت في مجلس الأمن الدولي.

 

 

 

الخطط المستقبلية

 

إلى ذلك يُشار إلى أنه عقب انتهاء الاجتماع، قرر المفاوضون عقد جولة أخرى من المشاورات حول سوريا بصيغة "أستانا" قبل نهاية العام الجاري في نور سلطان، مع مراعاة الوضع المتعلق بانتشار وباء كورونا.

 

كما أعاد هذا الاجتماع الأمل في أن تعقد في المستقبل القريب، القمة الثلاثية الروسية - الإيرانية - التركية في طهران، والتي تم تأجيلها بسبب انتشار الوباء.

 

وعقب المشاورات في عاصمة كازاخستان، أكدت الدول الضامنة موافقتها على عقد اجتماع القمة الثلاثي هذا في أقرب وقت يسمح به الوضع المرتبط باتساع رقعة الوباء في العالم.

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Creative Commons

المصدر: تاس