صرح رئيس الوزراء النيجري - علي لامين زين أن بلاده أقامت شراكات عسكرية مع روسيا وتركيا ودول أخرى بسبب غياب الدعم من الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وذلك اليوم الثلاثاء 14 مايو/أيار 2024.
وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" أدلى علي لامين زين بتصريح مفاده أنه "بقي الأمريكيون على أرضنا، ولم يفعلوا شيئاً بينما كان الإرهابيون يقتلون الناس ويحرقون المدن. وإن القدوم إلى أرضنا ولكن السماح للإرهابيين بمهاجمتنا لا يعتبر مؤشراًعلى الصداقة. لقد رأينا ما ستفعله الولايات المتحدة لحماية حلفائها لأننا نشاهد أوكرانيا وإسرائيل".
وأضاف رئيس الوزراء أن "حكومة النيجر شعرت بالحيرة من قرار الولايات المتحدة تجميد الدعم العسكري مع إصرارها على الاحتفاظ بقوات في البلاد دون تبرير استمرار وجودها".
وشدد زين على أن النيجر لم تكن لتطلب المساعدة من روسيا ودول أخرى لو استجابت الولايات المتحدة لطلبها بزيادة الدعم، منوّهاً بتناقض رد فعل واشنطن إزاء الانقلاب في النيجر بشكل حاد مع رد فعل الدول الأخرى، بما في ذلك روسيا وتركيا والإمارات، التي رحبت بزعماء النيجر الجدد، حيث كان سلوك مساعدة وزير الخارجية للشؤون الافريقية - مولي في، مزعجاً بشكل خاص للسلطات الجديدة في النيجر، التي حثت حكومة النيجر على الامتناع عن التعامل مع إيران وروسيا في حال أرادت النيجر مواصلة علاقتها الأمنية مع الولايات المتحدة. العقوبات إذا مضت النيجر في صفقة بيع اليورانيوم لإيران.
وذكر رئيس الحكومة أيضاً أن محاولاته للقاء المسؤولين الأمريكيين في واشنطن على مدار عدة أشهر رُفضت، كما رفض الأمريكيون الاتفاقية الجديدة التي تنظم وجود القوات الأمريكية في النيجر، التي وضعها نائب الرئيس - ساليفو مودي. وعلى الرغم من ذلك، أعرب زين عن أمله في الحصول على المساعدة الأمريكية، بما في ذلك الدعم الاقتصادي. وتابع علي لامين زين بالقول إنه "لا يوجد نيجري يعتبر الولايات المتحدة عدوا. إذا جاء المستثمرون الأمريكيون فسنعطيهم ما يريدون، لدينا اليورانيوم، لدينا النفط، ولدينا الليثيوم. تعالوا واستثمروا. هذا كل ما نريده".
الوجود الأمريكي في النيجر
قبل الانقلاب الذي شهد إطاحة الرئيس - محمد بازوم، على يد رئيس الحرس الرئاسي - عبد الرحمن تشياني، قدم الجنود الأمريكيون التدريب والاستخبارات والمعدات للقوات النيجيرية. بعد الانقلاب، اقتصرت الأنشطة الأمريكية على التدابير اللازمة لأمن القوات الأمريكية. وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن وزارة الدفاع الأمريكية قررت سحب ما يقرب من 1000 عسكري أمريكي من النيجر خلال الأشهر القليلة المقبلة، وبحسب مصدر في "بوليتيكو"، سيتم إعادة انتشار هذه القوات إلى دول أخرى في المنطقة، حيث يمكنهم مواصلة العمليات.
إلى ذلك يُذكر أن النيجر أنهت اتفاقية عسكرية مع الولايات المتحدة، في مارس/آذار الماضين نصت على إنشاء قاعدة أمريكية للطائرات دون طيار الدولة الافريقية. وفي تفسير قرارها، ذكرت السلطات العسكرية في النيجر أن الاتفاقية فُرِضَت على البلاد ولا تخدم مصالح الشعب. وبحلول نهاية عام 2023، كان هناك حوالي 1100 جندي أمريكي في النيجر، تمركز معظمهم في قاعدة جوية بالقرب من منطقة أغاديس الواقعة في شمال البلاد.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Pascal Treichler\Pixabay
المصدر: تاس