بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لانضمام روسيا الاتحادية إلى أنشطة منظمة التعاون الإسلامي عقدت مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" والمكتب التمثيلي لروسيا الاتحادية في منظمة المؤتمر الإسلامي، مؤتمرا عبر الفيديو، اليوم الثلاثاء، بعنوان "15 عاما من الشراكة بين روسيا الاتحادية ومنظمة التعاون الإسلامي".
وشارك في أعمال هذا المؤتمر، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، والممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى منظمة التعاون الإسلامي، رمضان عبد اللطيفوف، والممثل الخاص لوزير الخارجية الروسي للتعاون مع منظمات الدول الإسلامية، سفير المهام الخاصة، قسطنطين شوفالوف وآخرون.
وسوف يفتتح المؤتمر ويرحب بالمشاركين، رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف، وهو رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي".
وخلال المؤتمر، سيتم تقديم كتيب عن التعاون بين روسيا الاتحادية و"منظمة التعاون الإسلامي".
وانضمت روسيا إلى المنظمة بصفة دولة مراقبة في نهاية حزيران/ يونيو 2005 خلال أعمال المؤتمر الثاني والثلاثين لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، والذي عقد في العاصمة صنعاء (وحتى عام 2011، منظمة المؤتمر الإسلامي).
وقد بدأ العملية في العام 2003 من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة عمل لماليزيا. وفي حديثه للمشاركين في القمة العاشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في مدينة
بوتراجاي أعلن الرئيس الروسي ضرورة مشاركة روسيا في أنشطتها بسبب "تشابكها مع العالم الإسلامي".
عبد اللطيفوف: لدى روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي إمكانات هائلة للتعاون
تتمتع روسيا الاتحادية ومنظمة التعاون الإسلامي بإمكانيات كبيرة للتعاون في مختلف المجالات.
وأعلن عن ذلك اليوم خلال افتتاح المؤتمر عبر الفيديو "15 عاما من الشراكة بين روسيا الاتحادية ومنظمة التعاون الإسلامي"، الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى المنظمة، رمضان عبد اللطيفوف.
وأشار عبد اللطيفوف إلى أنه اليوم، 30 حزيران/ يونيو، يصادف الذكرى الـ 15 لانضمام روسيا إلى منظمة التعاون الإسلامي.
انضمت روسيا إلى المنظمة بصفة دولة مراقبة في نهاية حزيران/ يونيو 2005 وذلك خلال أعمال المؤتمر الثاني والثلاثين لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد في العاصمة اليمنية صنعاء (وحتى العام 2011، كانت تسمى "منظمة المؤتمر الإسلامي").
وقد بدأت هذه العملية في العام 2003 من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة عمل له إلى ماليزيا.
وفي حديثه للمشاركين في القمة العاشرة لـ"منظمة المؤتمر الإسلامي" في بوتراجاي، أعلن الزعيم الروسي ضرورة مشاركة روسيا في أنشطة المنظمة نظرا لـ"تشابكها مع العالم الإسلامي".
وشدّد عبد اللطيفوف على أن "الانضمام إلى أكبر منظمة دولية بعد الانضمام إلى الأمم المتحدة أصبح نقطة بارزة في استعادة العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي".
مشيرا إلى أن روسيا، على مر السنين، وصلت إلى مستوى متين من التعاون مع منظمة التعاون الإسلامي في كامل نطاق العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف.
وتُعقد مشاورات سياسية بين موسكو وجدة سنويا، وتناقش مجموعة واسعة من القضايا المدرجة على جدول الأعمال الثنائي والدولي. وستجرى الجولة التالية من هذه المفاوضات في مدينة جدة. وبرنامج الاستشارات قيد التطوير بالفعل.
إن روسيا ومنظمة المؤتمر الإسلامي، كما أكد عبد اللطيفوف، توحد بشكل خاص الموقف من الإسلام المعتدل وضرورة الحوار بين الأديان. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الأطراف بفعالية معا لمكافحة التطرف والإرهاب.
وفي الوقت نفسه، تهتم منظمة التعاون الإسلامي بتجربة روسيا في التعايش السلمي بين الأديان والقوميات. ويتم التخطيط لعدد من الفعاليات المخصصة للحوار الدولي في المستقبل القريب. وبحسب عبد اللطيفوف، فإن مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، التي تم إنشاؤها بمبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقيادة رئيس تتارستان، رستم مينيخانوف، تشارك بنشاط فيها.
الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يعرب عن أمله في زيادة تطوير التعاون مع روسيا
أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين أن المنظمة تولي اهتماما كبيرا بالتعاون مع روسيا وأنها تأمل في مواصلة الحوار.
وجاء كلام الأمين العام خلال مؤتمر "15 عاما من الشراكة بين روسيا الاتحادية ومنظمة التعاون الإسلامي"، أشار خلاله إلى أن "روسيا هي أهم شريك للمنظمة وتسهم إسهاما كبيرا في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي".
وأضاف: "نحن نقدر المساحة القانونية للمسلمين في روسيا والقادرين على أداء شعائرهم. إن الإسلام عنصر تاريخي مهم في التراث الثقافي لروسيا، حيث يعيش 20 مليون مسلم. بالإضافة إلى ذلك، فإن روسيا الاتحادية مجاورة للعديد من الدول الإسلامية."
وقال العثيمين إن العلاقات القوية بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي تسهم إسهاما كبيرا في تنمية الإمكانات الفكرية للطرفين وتساعد على تعزيز العلاقات بين روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي، التي واجهت في السنوات الأخيرة العديد من الصعوبات، بما في ذلك الإرهاب والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية، والتي تفاقمت فيما يتعلق بوباء فيروس كورونا.
مبينا أنه "كل هذه القضايا تمت مناقشتها مع الجانب الروسي خلال المشاورات المنتظمة على مختلف المستويات".
وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي: نأمل أن تجري الجولة المقبلة من المشاورات في مقر منظمة التعاون الإسلامي في جدة. نحن على استعداد لدعم مبادرات روسيا لتعزيز موقف الإسلام المعتدل، الذي يرفض جميع أشكال العنف.
وأكد "نتطلع إلى توسيع الاتصالات مع روسيا من أجل تعزيز التنوع الثقافي والحضاري في العالم".
مينيخانوف: تتارستان تفخر بمساهمتها في تطوير التعاون بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي
أكد رئيس جمهورية تتارستان، رستم مينيخانوف، رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا-العالم الإسلامي"، أن تتارستان تفخر بمساهمتها في تطوير العلاقات بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي.
وجاء كلام الرئيس مينيخانوف في كلمته الترحيبية للمشاركين في المؤتمر عبر الفيديو "15 عاما من الشراكة بين روسيا الاتحادية ومنظمة التعاون الإسلامي"، والتي تلاها بالنيابة عنه نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، فاريت موخاميتشين.
إن الدول الإسلامية، كما أشار مينيخانوف، هم الشركاء التقليديين لروسيا في تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات. وتتعاون روسيا الاتحادية ومنظمة التعاون الإسلامي لضمان الاستقرار والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما تقيم تتارستان بدورها حوارا مع كل من المكتب المركزي لمنظمة التعاون الإسلامي والهياكل التابعة لها.
علاوة على ذلك، وفقا لرئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية، فإن العلاقات بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي لا تزال لديها إمكانات النمو.
ويواجه العالم الحديث العديد من التحديات، والتي كما أكد الرئيس مينيخانوف، لا يمكن التغلب عليها إلا سوية.
وتقول رسالة رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" إن "إنجاز هذه المهمة سيسمح بتحسين العلاقات بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي إلى مستوى جديد نوعيا".
بدوره، أشار فاريت موخاميتشين، إلى أن العالم دخل في السنوات الأخيرة فترة من عدم الاستقرار الخطير الذي يؤثر على جميع البلدان. وهناك تآكل في القانون الدولي. إن نظام العلاقات الدولية الذي تم إيجاده منذ عقود يجري تدميره، كما يشكل الإرهاب والتطرف الديني تهديدا خاصا.
وبحسب موخاميتشين، فإن التصدي المضاد للتهديدات العالمية الحديثة "يجب أن يصبح بين أولويات للتفاعل بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي".
وزارة الخارجية: علاقات روسيا مع العالم الإسلامي "تاريخية"
إن علاقات روسيا مع دول العالم الإسلامي، منذ قرون، لها طابع تاريخي. وخلال السنوات الأخيرة اكتسبت هذه العلاقات سمات الشراكة بين الحضارات.
وجاء ذلك على لسان الممثل الخاص لوزير الخارجية الروسي للتعاون مع منظمات الدول الإسلامية، سفير المهام الخاصة، قسطنطين شوفالوف، خلال فعاليات المؤتمر "15 عاما من الشراكة بين روسيا الاتحادية ومنظمة التعاون الإسلامي".
وأضاف شوفالوف: "إن منظمة التعاون الإسلامي ليست فقط أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، ولكنها أيضا الرابط الوحيد بين الدول على أساس المجتمع الديني والحضاري". مؤكدا أن التنوع الحضاري "لا يزال شرطا مسبقا للتنمية البشرية".
إن تعزيز الدول الإسلامية من خلال "منظمة التعاون الإسلامي" لمواقفها هو لصالح تطوير التعددية والديمقراطية في صنع القرار. كما أن التعاون داخل منظمة التعاون الإسلامي في مجالات الاقتصاد والتمويل وحقوق الإنسان والثقافة والعلوم والتكنولوجيا يجعل من الممكن إنشاء نموذج تنموي خاص بنا لا يحاكي تجربة الآخرين.
وذكر شوفالوف أن منظمة التعاون الإسلامي، قبل كل شيء، منظمة سياسية وجوهر عملها هو حل مشكلة القدس وفلسطين.
إن اعتراف روسيا بفلسطين كدولة مستقلة، كما أكد ممثل وزارة الخارجية الروسية، يوفر أساسا متينا لتنمية العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي ككل ومنظمة التعاون الإسلامي بشكل خاص.
وأشار الدبلوماسي الروسي بشكل خاص إلى العمل في هذا الاتجاه من قبل مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، والذي وفقا له، هي منصة صلبة لتقارب مواقف روسيا مع الدول الإسلامية.
أكمل الدين إحسان أوغلو: العالم الإسلامي يأمل في دور روسيا تجاه القضية الفلسطينية
"إن روسيا دولة مهمة وذات تاريخ غني، منذ 50 عاما بالفعل، عندما تم تأسيس منظمة التعاون الإسلامي (حتى العام 2011 كانت "منظمة المؤتمر الإسلامي")، دافع الاتحاد السوفيتي باعتباره أحد أكبر الدول العظمى في العالم، عن مصالح العالم الإسلامي في القضية الفلسطينية. الجميع يأمل في مساعدة روسيا في حل هذه المشكلة الآن."
حول هذا، تحدث في المؤتمر عبر الفيديو "15 عاما من الشراكة بين روسيا الاتحادية ومنظمة التعاون الإسلامي"، الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، والذي ترأس أعمال المنظمة بين 2005 و2013.
في الوقت الحالي، بحسب أوغلو، جاء عصر العولمة، "حيث تهدف جميع الجهود إلى إزالة الحواجز من أجل ضمان حرية حركة البضائع والأفكار".
ومن خلال الانضمام إلى "عائلة دول منظمة التعاون مؤتمر الإسلامي"، كما أشار الأمين العام السابق للمنظمة، فتحت روسيا فرصة وآفاقا جديدة للتفاعل مع العالم الإسلامي. وما يوحد روسيا الاتحادية ومنظمة التعاون الإسلامي هو دعم القيم الإسلامية التقليدية مثل المساواة والعدالة.
وأضاف أوغلو: "كما نقدر جهود روسيا في الحفاظ على علاقات جيدة مع العالم الإسلامي". مؤكدا أن هذه الجهود ستفيد الطرفين وتساهم في السلام والاستقرار والازدهار على المستوى العالمي.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"