Ru En

بوتين والرئيس الجزائري سيجريان محادثات في الكريملِن

١٥ يونيو ٢٠٢٣

سيستقبل الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين في الكريملِن نظيره الجزائري - عبد المجيد تبون، الذي يزور روسيا في زيارة رسمية.

 

كما ذكر سابقاً مساعد الزعيم الروسي - يوري أوشاكوف، أن المفاوضات ستجري بشكل جلسات مغلقة وموسعة، وسيدلي الرؤساء ببيانات حول النتائج. وشدد على أن "التنسيق الروسي - الجزائري يجري في أشكال ومنظمات متعددة الأطراف، بما في ذلك في الأمم المتحدة، مع مراعاة انتخاب الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2024 - 2025. وأضاف ممثل الرئاسة الروسية أنه تم إنشاء عمل مشترك مثمر في إطار (أوبك+) ومنتدى الدول المصدرة للغاز. وفي معظم القضايا الدولية، فإن مواقف بلدينا إما تتطابق أو قريبة جداً"، منوّهاً بأنه "ضمن المخطط العام للعلاقات بين روسيا وافريقيا ستتم مناقشته أيضاً في المحادثات، مع مراعاة القمة التي ستعقد في نهاية يوليو (تموز) المقبل". كما أكد يوري أوشاكوف أنه "ستتم مناقشة جوانب مختلفة من الأزمة الأوكرانية".

 

ومن المقرر أيضاً التوقيع على وثائق مشتركة. كما أشار رئيس الوزراء الروسي - ميخائيل ميشوستين في اجتماع مع الرئيس تبون يوم أمس الاربعاء 14 يونيو/حزِيران 2023، إلى أنه سيتم التوقيع على إعلان بشأن الشراكة الاستراتيجية المتعمقة بين البلدين. ووفقاً لرئيس الوزراء، فإن هذه الوثيقة "ستمثل انتقال التعاون الروسي الجزائري إلى مستوى نوعي جديد". وأكد ميشوستين أن حكومتي روسيا والجزائر ستضمن العمل المنسق بشأن تنفيذ الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها على أعلى مستوى.

 

ووفقاً للبروتوكول الدبلوماسي، فإن صيغة "زيارة دولة" تتمتع بالمكانة الأعلى بالبروتوكول الدبلوماسي وهو الأعلى في تدرج الزيارات الأجنبية ويستخدم بشكل غير منتظم. عادة ما تعني مثل هذه الزيارات أنه بالإضافة إلى المفاوضات التجارية، يتم عقد العديد من أحداث واجتماعات البروتوكول الإضافي.

 

هذا ووصل الرئيس الجزائري إلى العاصمة الروسية - موسكو في 13 يونيو. بالإضافة إلى ، حيث أجرى الزعيم محادثات مع رئيس الوزراء الروسي - ميخائيل ميشوستين ، ومع رئيسة مجلس الاتحاد - فالنتينا ماتفينكو وايضاً مع رئيس مجلس الدوما - فياتشيسلاف فولودين، وكذلك شارك في منتدى الأعمال الروسي - الجزائري.

 

سيستمر برنامج الرئيس تبون في سانت بطرسبرغ يوم الجمعة، حيث سيشارك مع نظيره الروسي فلاديمير وبوتين في الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الدولي وسيقدم تقريراً هناك.

 

 

 

روسيا مستعدة لبناء علاقات

 

قال نائب وزير الخارجية الروسي - ميخائيل بوغدانوف، رداً على سؤال من وكالة (تاس) إن "روسيا تقدر زيارة الزعيم الجزائري جيداً. ولفت الدبلوماسي الانتباه إلى آفاق تطوير التعاون على مستوى مجتمعات الأعمال والشركات، فضلاً عن آفاق التعاون التقني.

 

وأشار وزير التنمية الاقتصادية في روسيا - مكسيم ريشيتنيكوف إلى أن الجزائر تتمتع بالأفضليات التجارية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي. ووفقاً للوزير، فإن روسيا مهتمة باتفاقية تجارة حرة مع الجزائر ومستعدة للمساهمة في ذلك، بما في ذلك من خلال المشاورات في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. أدرج ريشيتنيكوف الصناعة والطاقة والبنوك والجيولوجيا واستخدام باطن الأرض والنقل والخدمات اللوجستية بين مجالات التعاون المحتملة.

 

وتجدر الإشارة الى أن في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قدمت السلطات الجزائرية طلباً رسمياً للانضمام إلى مجموعة "بريكس". حيث أكد رئيس المنظمة العامة لعموم روسيا "ديلافايا روسيا" - أليكسي ريبيك، أن أعمال روسيا تدعم مثل هذا القرار. وبحسب رأيه، فإنه من الضروري اتخاذ تدابير من شأنها توسيع التعاون بين رواد الأعمال في البلدين، على وجه الخصوص، سيكون من الممكن تمديد نظام التأشيرة الحرة لممثلي الأعمال، وتوسيع الفرص لمثل هذه الرحلات. كما يعتقد رئيس "ديلافايا روسيا" أيضاً أنه يجب على الدول إيلاء المزيد من الاهتمام للمشاريع المبتكرة، ويمكن أن تساعد التقنيات الروسية في زيادة القدرة التنافسية للمنتجات الجزائرية في الأسواق العالمية.

 

 

توقعات الجانب الجزائري

 

خلال الزيارة، أوضح الرئيس الجزائري إن بلاده تتوقع تطوير العلاقات مع روسيا في جميع المجالات. ولفت الانتباه إلى تاريخ العلاقات بين الدول، والتي "لا يمكن أن تتغير، حتى لو تغير الوضع في العالم. وفقا لتبون، فإنه ضمن الظروف الحالية، لا يزال هناك تفاهم متبادل بين بلداننا من الناحية السياسية.

 

وأكد الزعيم الجزائري أن آفاق التعاون ستكون في الزراعة والصناعة والسياحة والعلوم الدقيقة والثقافة.

 

هذا ودعا وزير الطاقة والمناجم الجزائري - محمد عرقب في وقت سابق، الى زيادة الاستثمارات في البلاد من قِبل الشركات الروسية. كما أشار إلى أن بلاده مهتمة بتعزيز وتطوير العلاقات مع روسيا، من أجل إيجاد فرص جديدة في الاستكشاف الجيولوجي وإنتاج الطاقة وغيرها من المجالات.

 

بدوره، سلط وزير اقتصاد المعرفة والشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة في الجزائر - ياسين المهدي وليد، الضوء بشكل خاص على فرص بناء العلاقات في مجال الاقتصاد الرقمي. ووفقاً له، يمكن لشركات التكنولوجيا فتح فروع لها في الجزائر وتقديم الدعم المعلوماتي في مجال تكنولوجيا المعلومات.

 

 

العلاقات بين روسيا والجزائر

 

تعتبر الجزائر هي واحدة من الشركاء التجاريين الثلاثة الرئيسيين لروسيا في افريقيا، حيث تحتل المرتبة الثالثة بعد مصر والمغرب. ففي عام 2022، بلغ حجم التداول التجاري 1.7 مليار دولار، وفي يناير/كانون الثاني - مارس/آذار من هذا العام ارتفع المؤشر بنسبة 73.7٪، بينما تضاعف حجم التجارة المتبادلة في المنتجات الزراعية والغذائية، في عام 2022، متجاوزاً 700 مليون دولار.

 

ويُذكر أنه من بين مجالات التعاون، هو الطاقة والمستحضرات الصيدلانية، إذ تم تسليم مليون جرعة من لقاح "سبوتنيك V" ضد فيروس كورونا إلى الجزائر، وتم تصدير الأدوية المضادة للأورام، بمشاركة الجانب الروسي، إذ يتم إنتاج الأنسولين على الأراضي الجزائرية.

 

ويتم إيلاء اهتمام خاص وتقليدياً للعلاقات الإنسانية، إذ تساعد روسيا بتدريب الموظفين المؤهلين للجزائر. وعلى مدار سنوات التعاون، تم تدريب حوالي 19 ألف متخصص جزائري في مختلف المجالات، ويدرس حوالي 1.5 ألف مواطن من رعايا الدولة الجزائرية في جامعات روسيا الاتحادية.

 

تجدر الإشارة الى أن التنسيق الروسي - الجزائري يجري في أشكال ومنظمات متعددة الأطراف، بما في ذلك في الأمم المتحدة، مع مراعاة انتخاب الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2024 - 2025. حيث تم إنشاء عمل مشترك مثمر في إطار (أوبك+) ومنتدى الدول المصدرة للغاز.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Robert Pastryk/Pixabay

المصدر: تاس