قال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، في تصريح للصحفيين اليوم الإثنين 18 يوليو/تموز 2022، إن الولايات المتحدة تواصل زعزعة استقرار الوضع في منطقة شرقي الفرات من خلال تشجيع الانفصال وتزويد المنطقة بالسلاح.
وأشار السياسي الروسي إن "موسكو وأنقرة ضامنتان للحفاظ على وقف الأعمال العسكرية في شمال شرقي سوريا وفق مذكرة 2019.الجميع يعلم أن نشاط الولايات المتحدة لا يزال عاملاً مزعزعاً للأوضاع في منطقة شرقي الفرات، والتي تستمر في تشجيع الانفصالية بشكل نشط ومستمر من خلال تقديم مساعدة شاملة لهياكل شبه الدولة الكردية، بما في ذلك الإمداد لهم من الأسلحة".
وقال يوري أوشاكوف إن رؤساء روسيا وإيران وتركيا، فلاديمير بوتين وإبراهيم رئيسي ورجب طيب إردوغان، سيناقشون في اجتماع طهران يوم غد الثلاثاء - 19 يوليو/تموز 2022 "مجموعة من الإجراءات المشتركة من أجل تحقيق تسوية نهائية وطويلة الأمد في سوريا. "
ولفت إلى أنه "سيولى اهتمام خاص لقضايا تطبيع الأوضاع في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في منطقتي إدلب وشرقي الفرات".
وأضاف في هذا الجانب: "من أجل تطبيع الأوضاع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، كما هو معروف، يستمر تنفيذ مذكرة سوتشي الروسية - التركية لعام 2018 والبروتوكول الإضافي لها في عام 2020، وهما يوفران، من بين أمور أخرى، تنظيم الدوريات المشتركة في هذه المنطقة من قبل العسكريين الروس والأتراك".
كما نوّه مساعد الرئيس الروسي بالقول إنه "بالنسبة لخطط تركيا لشن عملية جديدة ضد التشكيلات الكردية في شمالي سوريا، فمن الطبيعي أن تُناقش هذه المسألة".
واستدرك قائلا: "الموقف الروسي المبدئي هو أنّنا نعارض أي أعمال تنتهك المبدأ الأساسي للتسوية السورية المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي قرارات صيغة (أستانا)، وهو احترام السيادة ووحدة أراضي سوريا".
المساعدات الإنسانية لسوريا
وقال يوري أوشاكوف أيضاً إن الولايات المتحدة وحلفاؤها يواصلون تسييس قضية المساعدات الإنسانية لسوريا، ولا يفون بالتزاماتهم، مشيراً إلى أنه ستتم مناقشة القضايا الإنسانية في الاجتماع بين بوتين ورئيسي وإردوغان.
وأضاف: "تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها تسييس مسألة تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا، خلال العام الماضي لم يفوا بالتزاماتهم لدعم مشاريع التعافي المُبكر للبنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية الأساسية في سوريا، وكذلك تخفيف العقوبات، على الرغم من التوصل إلى جميع التفاهمات ذات الصلة قبل عام، وتم تسجيلها في قرار مجلس الأمن رقم 2585 بشأن آلية عبور الحدود".
وبيّن أنّه "في ضوء المناشدات العديدة الموجهة إلينا فيما يتعلق بالحفاظ على الآلية العابرة للحدود لإيصال المساعدة إلى إدلب، تنازلت روسيا مرة أخرى وأيّدت في 12 يوليو/تموز الجاري قرار مجلس الأمن رقم 2642 بتمديد صلاحيته لمدة 6 أشهر من أجل منح فرصة أخرى للطرفين للوفاء بالتزاماتهما".
كما ولفت الانتباه إلى اقتراح تمديد الآلية لمدة سنة واحدة. وقال: "لكننا قبلنا لمدة 6 أشهر فقط وشدّدنا مرة أخرى على أننا بالطبع نعارض أي تمديد آخر في هذا الصدد، وفي المرة القادمة سيتم التعبير عن موقفنا بشكل قاطع أكثر. نعتقد أن الآلية العابرة للحدود بشكل عام هي إجراء مؤقت وطارئ يجب تقليصه، لأنه ينتهك القانون الإنساني الدولي، والأهم من ذلك، هو انتهاك لسيادة سوريا".
وفي حديثه عن مواضيع قمة طهران المرتقبة، قال مساعد رئيس روسيا الاتحادية إنّ "رؤساء الدول سينظرون بالتفصيل في الخطوات على المسار الإنساني للتسوية"، موضحاً أنّ "الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا صعب للغاية، والعقوبات الأُحادية غير الشرعية التي فرضها الغرب على دمشق كان لها أثر سلبي خطير".
إلى ذلك لفت يوري أوشاكوف إلى أنّه "وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي وفي إطار عملية "أستانا"، يجري العمل على تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين والنازحين داخلياً إلى أماكن إقامتهم الدائمة".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: anjči/Creative Commons 2.0
المصدر: تاس