Ru En

بوتين يلتقي الرئيس الفلسطيني في إطار قمة "بريكس"

٢٤ أكتوبر

يختتم الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين سلسلة من الاجتماعات الثنائية على هامش قمة "بريكس" المُقامة حالياً في عاصمة جمهورية تتارستان الروسية - قازان. ومن المقرر أن يجري في اليوم الأخير محادثات مع خمسة زعماء أجانب على الأقل، بما في ذلك اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة - أنطونيو غوتيريش، وستجري هذه المناقشات بالتزامن مع أحداث أوسع نطاقاً مثل جلسة التوعية العامة لمجموعة "بريكس"، والتي ستشمل ممثلين من ما يقرب من 40 دولة.

 

 

التركيز على الشرق الأوسط

 

ستبدأ اجتماعات الرئيس بوتين الثنائية مع الرئيس الفلسطيني - محمود عباس. علماً أن الرئسين كان قد التقيا آخر مرة في أغسطس/آب خلال زيارة الأخير إلى موسكو. ومن المقرر أن يناقشا هذه المرة العلاقات الثنائية والأزمة المستمرة في الشرق الأوسط. ومن المرجح أن يتبادل الزعيمان وجهات النظر بشأن التدابير الرامية إلى وقف إراقة الدماء في غزة واستئناف عملية السلام. وقد دعت روسيا باستمرار إلى حل سياسي ودبلوماسي للصراع، ودعمت إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تتعايش بسلام مع إسرائيل.

 

كان الوضع في الشرق الأوسط بالفعل محوراً رئيسياً في قمة "بريكس" . قبل الحدث، أشار الـ كريملِن إلى أن هذه القضية ستحظى باهتمام خاص. ودان الإعلان النهائي لدول مجموعة "بريكس"، الذي تم اعتماده يوم أمس الأربعاء، الهجمات الإسرائيلية على المواقع المدنية والبنية الأساسية الإنسانية، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وحث على الإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن.

 

 

جنوب شرق آسيا كأولوية

 

اللقاء التالي على جدول أعمال بوتين هو لقاء مع رئيس لاوس - ثونغلون سيسوليث. وسيكون هذا اجتماعهما الثاني في عام 2024، بعد محادثاتهما في العاصمة الروسية - موسكو في شهر مايو/أيار الماضي. وستركز المناقشات على تعزيز العلاقات الثنائية وتعاون روسيا مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث تتولى لاوس حالياً رئاستها. وقد أكد بوتين سابقاً على أهمية تطوير العلاقات مع رابطة دول جنوب شرق آسيا كأولوية للسياسة الخارجية الآسيوية لروسيا.

 

 

حوار روسيا وافريقيا

 

سيلتقي بوتين بعد ذلك بالرئيس الموريتاني - محمد ولد الغزواني، الذي يرأس أيضاً الاتحاد الافريقي، إذ زار الغزواني روسيا من قبل، وأبرزها حضور القمة الروسية - الافريقية الأولى في سوتشي عام 2019.

 

وبهذا الصدد أشار الـ كريملِن إلى أن روسيا وموريتانيا تتعاونان في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية، وتستعدان لعدة اتفاقيات ثنائية. كما نمت العلاقات بين روسيا والاتحاد الافريقي، حيث زادت التجارة بين روسيا وافريقيا بأكثر من 30% في عام 2023 لتصل إلى 24.5 مليار دولار.

 

 

شريك من أمريكا الجنوبية

 

سيجري بوتين أيضاً محادثات مع الرئيس البوليفي - لويس آرسي، الذي التقى به آخر مرة خلال منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي في يونيو/حزيران من هذا العام. ووفقاً للتقارير، يخطط آرسي لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الطاقة النووية وتغير المناخ والتعاون في التعليم، إذ تتشارك روسيا وبوليفيا وجهات نظر مماثلة بشأن القضايا العالمية الرئيسية، مثل سيادة الدولة وسيادة القانون والأمن.

 

 

ضيف خاص

 

من أبرز الاجتماعات في جدول أعمال الرئيس بوتين مناقشته مع الأمين العام للأمم المتحدة - أنطونيو غوتيريش، الذي زار روسيا آخر مرة في عام 2022. ومن المتوقع أن تتناول محادثاتهما أنشطة الأمم المتحدة والقضايا الدولية الملحة، بما في ذلك أزمة الشرق الأوسط والصراع في أوكرانيا. ويتزامن الاجتماع مع يوم الأمم المتحدة، الذي يصادف الذكرى السادسة والسبعين لدخول ميثاق الأمم المتحدة حيز التنفيذ في عام 1945.

 

 

الشريك الاستراتيجي

 

ستختتم اجتماعات الرئيس الروسي بوتين الثنائية في قمة بريكس" بمحادثات مع رئيس الوزراء الفيتنامي - فام مينه تشينه. وفي وقت سابق من هذا العام، زار بوتين هانوي والتقى بقادة فيتنام الرئيسيين، وتواصل الدولتان تعزيز علاقاتهما، والتعاون على المستويين الثنائي والدولي. ووفقاً للـ كريملِن، فإن نهجيهما في معالجة العديد من القضايا العالمية والإقليمية يتوافقان بشكل وثيق.

 

 

حول القمة

 

تمثل هذه الاجتماعات المقررة الارتباطات الرسمية المدرجة على جدول أعمال فلاديمير بوتين. كما ينتهز الرئيس الروسي الفرصة للقاء جميع القادة الحاضرين تقريباً خلال القمة، حيث يجتمع ممثلون من 36 دولة وست منظمات دولية في قازان.

 

وقد انطلقت في 22 على أن تختتم في 24 أكتوبر. ففي اليوم الأول، أجرى بوتين محادثات مع الأعضاء المؤسسين لمجموعة بريكس" - الهند والصين وجنوب افريقيا - بينما انضم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن طريق تقنية الفيديو لأسباب صحية.

 

وشهد يوم الأربعاء المزيد من الاجتماعات الثنائية مع رؤساء إيران وفنزويلا وتركيا، بالإضافة إلى رئيس وزراء إثيوبيا. وتبعت هذه المناقشات جلسات رئيسية للدول الأعضاء في مجموعة "بريكس"، والتي بلغت ذروتها باعتماد إعلان "قازان". كما يُشار إلى أن جدول أعمال بوتين مزدحم، ليس فقط بالمحادثات الثنائية والمناقشات العامة ولكن أيضاً بواجباته كمضيف للقمة، والتي تشمل الترحيب بالضيوف وتوديعهم، وإدارة الحوار، وضمان سير الأمور بسلاسة. وفي مساء اليوم الخميس، سيختتم بوتين القمة بمؤتمر صحفي يلخص نتائجها.

 

تجدر الإشارة إلى قمة "بريكس" السادسة عشرة تُعقد في قازان، وهي حدث رئيسي في ظل الرئاسة الروسية الحالية لمجموعة "بريكس"، من 22 إلى 24 أكتوبر، علماً أن المجموعة تأسست  في الأصل من قِبَل البرازيل وروسيا والهند والصين في عام 2006، وانضمت جنوب افريقيا في عام 2011. في 1 يناير/كانون الثاني 2024، ستصبح مصر والإمارات والسعودية وإثيوبيا وإيران رسمياً أعضاء كاملية في المجموعة، علماً أن هذه القمة هي الأولى التي تضم الأعضاء الجدد، مع تمثيل أكثر من 30 دولة، بما في ذلك الرئيس الصيني - شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الهندي - ناريندرا مودي، ورئيس جنوب افريقيا - سيريل رامافوزا.

 

وأصبحت قمة "بريكس"، المُقامة حالياً في عاصمة جمهورية تتارستان الروسية - قازان، واحدة من أكبر التجمعات لقادة العالم في روسيا في السنوات الأخيرة، مقارنة بقمة مجموعة العشرين في عاصمة الشمال الروسي - مدينة مدينة سانت بطرسبورغ عام 2013 وقمة روسيا وافريقيا في سوتشي في عاميّ 2019 و2023.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا

المصدر: تاس