أعلن الرئيس فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء في خطاب - الرسالة إلى الجمعية الفيدرالية أن روسيا تعلق مشاركتها في معاهدة تدابير المُضي قُدما في تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها (ستارت).
ووفقا للرئيس الروسي، فإن موسكو لا تنسحب من الاتفاقية، لكنها ستعود إلى تنفيذها عندما تفهم كيف سيتم أخذ الترسانات النووية لبريطانيا وفرنسا في الاعتبار. بالإضافة إلى ذلك، سوف تستعد لإجراء تجارب نووية محتملة، لكنها لن تكون أول من يجريها.
في خطاب استمر 1 ساعة و45 دقيقة، تطرق الرئيس أيضاً إلى موضوع العملية العسكرية الخاصة، منتقداً مرة أخرى سياسة الدول الغربية ومعلناً عن عدد من التدابير الاجتماعية والاقتصادية الجديدة، بما في ذلك إنشاء صندوق خاص لدعم قدامى المحاربين في الأعمال القتالية والإصلاح التعليمي.
هذا وجمعت وكالة "تاس" الأطروحات الرئيسية لفلاديمير بوتين.
بشأن تعليق المشاركة في معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها (ستارت)
روسيا، بعد التصريحات الأخيرة لحلف الـ "ناتو"، مضطرة إلى تعليق مشاركتها في الاتفاقية: "أكرر، إنها لا تنسحب من المعاهدة، بل تعلق مشاركتها".
ستعود إلى الاتفاقية عندما يتم فهم كيف ستأخذ المعاهدة في الاعتبار ترسانات ليس الولايات المتحدة فحسب، بل وأيضاً القوى النووية الأخرى في الـ "ناتو" - بريطانيا وفرنسا.
يجب على وزارة الدفاع الروسية و"روسأتوم" الاستعداد لإجراء تجارب نووية إذا لزم الأمر، لكن موسكو لن تكون أول من يجريها.
حول العملية في أوكرانيا
أطلقت روسيا عملية عسكرية خاصة لحماية الناس في أراضيها التاريخية والقضاء على التهديد الذي تشكله أوكرانيا. لقد فعلت كل ما هو ممكن من أجل تسوية سلمية، ولكن وراء ظهرها كان يجري إعداد "سيناريو مختلف تماماً، ولعبت الدول الغربية التي شاركت في المفاوضات "بأوراق مزيفة".
تقع المسؤولية عن الأحداث الحالية في نهاية المطاف على عاتق الغرب، الذي يحاول أن قطع من روسيا "الأراضي التاريخية التي تسمى اليوم أوكرانيا": "هم الذين أطلقوا العنان للحرب، وقد استخدمنا القوة ونستخدمها لوقفها".
تسعى النخب الغربية إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا و"تنوي نقل الصراع المحلي إلى مرحلة المواجهة العالمية"، والتي سترد عليها موسكو "وفقاً لذلك". يجب أن يدرك الغرب أنه "من المستحيل هزيمة روسيا في ساحة المعركة".
ستؤدي إمدادات الأسلحة إلى كييف إلى العواقب التالية: "كلما وصلت منظومات (صواريخ) غربية طويلة المدى إلى أوكرانيا، سنضطر إلى دفع التهديد بعيدا عن حدودنا".
حول دعم المشاركين في العملية
"أريد أن نقول شكرا لأبطالنا - جنود وضباط الجيش والبحرية، والحرس الجمهوري، وموظفي الأجهزة الخاصة وجميع وكالات إنفاذ القانون، ومقاتلي فيلق دونيتسك ولوغانسك، والمتطوعين، والوطنيين الذين يقاتلون في صفوف احتياطي الجيش القتالي BARS. أريد أن أعتذر، أنا آسف لأنني لن أتمكن من تسمية الجميع خلال خطاب اليوم".
في روسيا، من الضروري إنشاء صندوق حكومي خاص يقدم مساعدة موجهة مباشرة للمحاربين القُدامى وعائلات الذين قُتِلوا خلال العملية: "لكل عائلة متوفى، لكل مقاتل قديم يجب تعيين أخصائي اجتماعي شخصي خاص". وينبغي نشر هياكل الصندوق في جميع مناطق البلد بحلول نهاية العام.
وينبغي أن يحصل جميع المشاركين في العملية العسكرية الخاصة، بمن فيهم المتطوعون ومن ذهب ضمن التعبئة، على إجازة كل ستة أشهر لمدة أسبوعين دون اعتبار وقت السفر ضمنها.
سيتم ترقية الضباط الذين تميزوا خلال العملية العسكرية الخاصة إلى مناصب أعلى كمسألة ذات أولوية، وإرسالهم إلى الجامعات العسكرية، والخدمة بمثابة "احتياطي قوي للقوات المسلحة. وبالطبع، يجب أن يكونوا مطلوبين في هيئات السلطات المدنية على جميع المستويات".
حول دعم المناطق الجديدة
"ستفعل روسيا كل شيء لضمان عودة السلام الذي طال انتظاره إلى أراضي المناطق الجديدة، حتى يتم ضمان أمن الناس".
في هذه المناطق، ستحصل العائلات التي ولد فيها أطفال منذ عام 2007 على رأس مال الأمومة.
يجب أن يكون الدعم الرئيسي لتطوير جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومناطق زابوروجيه وخيرسون هو من أولئك ممن ولد ونشأ وقاتل من أجلها هناك: "أريد أن أناشدهم وأقول: "روسيا تعتمد عليكم".
عن الخونة وأولئك الذين تنحوا "خطوة جانبا"
الغالبية المطلقة من الروس "اتخذوا موقفاً مبدئياً من العملية العسكرية الخاصة" وأيدوا "إجراءات لحماية دونباس": "أصدقائي الأعزاء، أود أن أشكر جميع شعب روسيا على شجاعتهم وتصميمهم".
أما أولئك الذين "شرعوا في طريق الخيانة المباشرة وارتكاب جرائم إرهابية وغيره" سيخضعون للمساءلة بموجب القانون، لكن السلطات الروسية لن تشارك في «مطاردة الساحرات»: "لن نقوم بتسوية الحسابات مع أولئك الذين اتخذوا خطوة جانباً، انسحبوا من الوطن الأم. هم وضميرهم".
التدابير الاقتصادية
أطلق الغرب "جبهة اقتصادية" ضد روسيا "لجعل الروس يعانون"، لكنه "لم يحقق أي شيء في أي مكان ولن يحقق أي شيء". بل على العكس من ذلك، فإن "المبادرين بالعقوبات يعاقبون أنفسهم".
لن تدمر السلطات الاقتصاد من أجل تطوير صناعة الدفاع: "لدينا كل شيء لضمان الأمن وتهيئة الظروف للتنمية الواثقة للبلاد".
من الضروري تحفيز المواطنين على استثمار مدخرات طويلة الأجل في الاقتصاد، ويجب أن يعمل برنامج الدولة المعني اعتباراً من ابريل القادم. فضلاً عن ذلك، ستقوم الدولة بتأمين مدخرات التقاعد الطوعية للروس بمبلغ يصل إلى 2.8 مليون روبل.
ستتلقى شركات التكنولوجيا الفائقة دعماً منفصلاً: "سيتم تزويدهم بالدعم لوضع الأسهم في سوق الأوراق المالية المحلية، بما في ذلك الحوافز الضريبية لكل من الشركات والمشترين لهذه الأسهم".
لتحفيز تنمية الاقتصاد، "من الضروري إزالة أي تناقضات بين الإدارات، والإجراءات الشكلية، والبيروقراطيات وغيرها من الهراء: كل شيء من أجل القضية، كل شيء من أجل النتيجة".
المبادرات الاجتماعية
يجب زيادة الحد الأدنى للأجور على الفور بدءا من 1 يناير 2024 بنسبة 18.5٪ حتى 19242 روبل. كما سيتم زيادة الخصومات الضريبية: سيتضاعف الخصم التعليمي للأطفال حتى 100 ألف روبل، للعلاج - من 120 ألف إلى 150 ألف روبل.
في روسيا، سيتم إطلاق برنامج مساكن إيجار تفضيلية لموظفي "الدفاع". سيكون سعر الإيجار بالنسبة لهم أقل بكثير من سعر السوق.
سيمدد برنامج التغويز الاجتماعي إلى أجل غير مسمى: "بالنسبة للمواطنين، سيعمل هذا البرنامج الآن بشكل مستمر. سيكونون قادرين دائماً على التقدم بطلب لتوصيل منازلهم بشبكات إمدادات الغاز".
حول إصلاح التعليم
ستعود روسيا إلى المخطط التقليدي للتعليم العالي، وستكون فترة الدراسة من أربع إلى 6 سنوات. إذا كانت المهنة تتطلب تدريباً إضافياً، فيمكن مواصلة التعليم في مرحلة ما قبل الدكتوراة وبعدها، ثم في كلية الدراسات العُليا.
عن الحياة الخاصة
لن تقوم السلطات الروسية بتنظيم الحياة الخاصة للمواطنين: "لا أحد يغزو الحياة الخاصة، ولن نفعل ذلك". ومع ذلك، يجب أن نتذكر أنه، كما يقال في الكتب الرئيسية لجميع أديان العالم، "الأسرة هي اتحاد رجل وامرأة".
نبذة عن الانتخابات
ستجرى الانتخابات في روسيا هذا العام والعام المقبل: "ستجرى كل من انتخابات السلطات المحلية والإقليمية في سبتمبر (أيلول) من هذا العام، والانتخابات الرئاسية في عام 2024 بما يتفق بدقة مع القانون، ووفقاًلجميع الإجراءات الدستورية الديمقراطية".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس