Ru En

خبير: انسحاب واشنطن من النيجر علامة فارقة في تحرير البلاد من النفوذ الغربي

١١ يونيو

وصف الخبير العسكري، ومدير برنامج أكاديمية العلوم السياسية، وكبير الباحثين في معهد أمريكا اللاتينية التابع لأكاديمية العلوم الروسية - ألكسندر ستيبانوف، انسحاب الولايات الأمريكية من النيجر بأنها علامة فارقة في طريق تحرير البلاد من النفوذ الاستعماري الغربي الجديد، وذلك اليوم الثلاثاء 11 يونيو/حزيران 2024.

 

وقال ألكسندر ستيبانوف في مقابلة مع وكالة "تاس" للأنباء إن "انسحاب الوحدة العسكرية الأمريكية من النيجر، الذي تم الإعلان عنه في 8 يونيو، يعد علامة آخرى فارقة في تاريخ البلاد على طريق التحرر النهائي من النفوذ الاستعماري الجديد الغربي. وفي الوقت نفسه، قد يشير هذا إلى أن سلطات البلاد قد اتخذت مساراً لا لبس فيه لضمان سيادتها، بما في ذلك في مجال الأمن".

 

وأضاف ستيبانوف أن "الاستخبارات المركزية تعمل بنشاط على تطوير استراتيجية لمواجهة روسيا والصين في افريقيا، والتي تعمل كعنصر من عناصر الضرورة العامة لواشنطن للتصعيد العالمي في إطار حرب هجينة شاملة، حيث تعمل مجموعات المنظمات الإرهابية الدولية، مثل التشكيلات والأنظمة الأخرى الخاضعة للرقابة، كأدوات الوكيل الرئيسية".

 

وفقاً للخبير، هذا هو السبب في أن هدف روسيا الواضح هو مساعدة السلطات المحلية في ضمان الأمن القومي، وأكد أن "نشر القاعدة في المنطقة له ما يبرره بشكل عام، وهذا سيسمح لروسيا بحل مهام مساعدة الحلفاء الإقليميين وفقاَ للاتفاقيات الدولية لضمان أمن أصول الشركات الروسية، وسيضمن تعزيز مجالات التعاون الأخرى، على سبيل المثال، من خلال مؤسستيّ "روسآتوم" أو "روسكوسموس" الروسيتين.

 

كما يرى الخبير أنه إضافة إلى إرسال المدربين والمتخصصين، فإن جانباً مهماً من التعاون العسكري هو التعليم، عندما يدرس الجنود المحليون في مؤسسات التعليم العسكري العالي الروسية.

 

ووأضح أن اليوم "يدرس أكثر من 2.5 ألف عسكري من الدول الافريقية في مراكز التدريب لدينا، ومعظمهم ممثلون مستقبليون للنخبة العسكرية الوطنية وقادة تعاون طويل الأمد مع بلدنا".

 

بالاضافة الى ذلك أشار ألكسندر ستيبانوف إلى أن "هؤلاء المتخصصون هم الذين سيكونون قادرين على بناء نظام أمن قومي سيادي، وإحضار مظهر القوات المسلحة لبلدانهم إلى أحدث المعايير، وتقديم حلول تكنولوجية جديدة والأسلحة الأكثر تقدماً. وللقيام بذلك، من المهم تأكيد تطوير التعاون العسكري التقني وضمان توريد المنتجات العسكرية المطلوبة في السياق الإقليمي لمكافحة المنظمات الإرهابية الدولية".

 

وخلص ستيبانوف القول إلى إن: "الطبيعة المعقدة للتعاون ستكون قادرة على ضمان تطوير شراكة استراتيجية طويلة الأجل بين روسيا والقارة الافريقية".

 

 

حول انسحاب القوات الأمريكية من النيجر

 

من الجدير بالذكر أن النيجر أنهت اتفاقية عسكرية مع الولايات المتحدة في مارس/آذار الماضي، التي بموجبها تم إنشاء قاعدة أمريكية للطائرات المسيرة في شمال البلاد. وأوضحت السلطات العسكرية في النيجر، موضحة قرارها، أن هذا الاتفاق فرض على البلاد ولا يلبي مصالح الشعب.

 

من جهتها أعلنت الإدارة الأمريكية إنها على اتصال مع قيادة النيجر وتواصل مناقشة الوضع، علماً أنه كان هناك حوالي 1.1 ألف عسكري أمريكي في النيجر حتى نهاية عام 2023، معظمهم في قاعدة القوات الجوية في منطقة أغاديس شماليّ البلاد.

 

ووفقاً للصحفي في جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية - جون هدسون، فقد وافقت الولايات المتحدة على سحب وحدتها العسكرية من النيجر، إذ أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الـ "بنتاغون" - باتريك رايدر في الساعات القليلة الماضية أن واشنطن بدأت مشاورات مع النيجر بشأن سحب قواتها من هناك.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Pascal Treichler\Pixabay

المصدر: تاس