ستستضيف العاصمة السعودية، الرياض، اليوم الثلاثاء اجتماعاً دبلوماسياً مهماً بين وفدين روسي وأميركي، مما يمثل لحظة نادرة من المشاركة المباشرة بعد سنوات من العلاقات المتوترة، حيث ستركز المناقشات على الصراع في أوكرانيا والجهود الأوسع نطاقاً لكسر الجمود في العلاقات الثنائية.
ويقود الوفد الروسي، بتوجيه من الرئيس فلاديمير بوتين، وزير الخارجية - سيرغي لافروف، ومساعد الرئيس - يوري أوشاكوف. وفقاً لشبكة "سي إن إن"، يضم الفريق الأمريكي وزير الخارجية - ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي - مايك والتز، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط - ستيفن ويتكوف.
وأبرز المتحدث باسم الـ كريملِن دميتري بيسكوف أن الهدف الرئيسي للاجتماع هو وضع الأساس لقمة محتملة، بين الرئيسين الروسي والأمريكي، فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، مما يشير إلى تحول محتمل في الديناميكيات الدبلوماسية، وذلك اليوم الثلاثاء 18 فبراير/شباط 2025.
اهتمام إعلامي متزايد
أثارت المفاوضات الجارية اهتماماً إعلامياً كبيراً، مع تزايد التكهنات حول الاختراقات المحتملة. يُنظر إلى الاجتماع على أنه خروج عن موقف واشنطن السابق، الذي سعى إلى حد كبير إلى عزل موسكو.
وتشير التطورات الأخيرة إلى إعادة ضبط السياسة الخارجية الأميركية. فقد وُصِف الاتصال الهاتفي بين بوتين وترامب في الثاني عشر من فبراير الجاري بأنه "بناء وعملي"، إذ أقر الزعيمان بتدهور العلاقات خلال رئاسة جو بايدن.
كما سيمثل هذا الاجتماع أول حوار شامل بين وزيري الخارجية الروسي والأمريكي منذ أوائل عام 2022. وعلى النقيض من اللقاءات السابقة ــ التي اقتصرت على تبادلات موجزة في القمم العالمية ــ من المتوقع أن ينخرط لافروف وروبيو في مناقشات جوهرية، تعكس الاعتراف المتبادل بالحاجة إلى الحوار.
أوكرانيا والطريق إلى الأمام
من المتوقع أن يهيمن الصراع في أوكرانيا على جدول الأعمال. وفي حين أعربت موسكو باستمرار عن استعدادها للمفاوضات، يؤكد المسؤولون الروس أن واشنطن لابد أن تتخذ الخطوة الأولى في إحياء الجهود الدبلوماسية.
قبل مغادرته إلى المملكة العربية السعودية، أشار سيرغي لافروف إلى أن الولايات المتحدة هي التي بادرت إلى الاجتماع، وأن الممثلين الروس يعتزمون تقييم مقترحات واشنطن بعناية. وسيتم نقل نتائج المحادثات إلى بوتين وترامب، اللذين سيقرران بعد ذلك الخطوات التالية.
في هذه الأثناء، رفض الرئيس الأوكراني - فلاديمير زيلينسكي، الذي من المقرر أن يزور الرياض في اليوم التالي، المفاوضات، منوّها بعدم مشاركة أوكرانيا فيها، وبناءً عليه كييف لن تعترف بأي قرارات تتخذ في غيابها.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس