Ru En

قادة "الأمن الجماعي" يصفون أحداث كازاخستان بالعدوان الخارجي وقرار بتحسين الاتحاد

١٠ يناير ٢٠٢٢

أكد المشاركون في الاجتماع الاستثنائي لمجلس الأمن الجماعي لدول "منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، أن الأحداث في كازاخستان أصبحت محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية من الخارج – مشيرين إلى أن البلاد واجهت الإرهاب الدولي بدلاً من الأعمال الاحتجاجية.

 

ومن جهته، وصف رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف أمام المشاركين في الاجتماع الاستثنائي الذي انعقد بصيغته الافتراضية، اليوم الاثنين 10 يناير/كانون الثاني 2022، الحادثة بأنها محاولة انقلاب، وبدوره استذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الثورات الملونة"، كما أشار نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى "الهجوم المشترك" الأخير على بلاده.

 

إلى ذلك جمعت وكالة أنباء "تاس" البيانات الرئيسية التي تم الإدلاء بها خلال الاجتماع.

 

 

الأسباب وراء ما حدث

 

أعلن الرئيس قاسم جومارت توكاييف أنه متأكد من أن الأحداث في كازاخستان، والتي أصبحت أصعب أزمة في تاريخ استقلالها البالغ ثلاثين عاماً، كان يتم الاستعداد لها منذ فترة طويلة، ووعد في وقت لاحق بتزويد المجتمع الدولي بالأدلة على التحضير لهجوم إرهابي على الجمهورية.

 

هذا وشدّد رئيس الدولة على أن المطالب الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية الأولية للمتظاهرين "سرعان ما تلاشت في الخلفية"، وبدأت المرحلة الساخنة من الأزمة بعد تنفيذها: "دخلت مجموعات من المسلحين بينهم أجانب، هدفها "تقويض النظام الدستوري، وتدمير مؤسسات الدولة، والاستيلاء على السلطة".

 

كما وافق الرئيس بوتين على تقييم توكاييف - ووفقاً لرأيه، لم يكن التهديد لقيام دولة جارة بسبب الاحتجاجات العفوية على أسعار الوقود، ولكن بسبب حقيقة أن قوى داخلية وخارجية مدمرة استغلت الموقف.

 

إلى ذلك، شدّد الرئيس الروسي على أن إدخال قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى الجمهورية أظهر أن أعضاء المنظمة لن يسمحوا "بتعديل الوضع في الوطن" وتنفيذ سيناريوهات "الثورات الملونة".

 

كما وأشار الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، خلال الحديث عن الأحداث في كازاخستان، إلى مصير يوغوسلافيا والعراق وليبيا وسوريا وأوكرانيا وأفغانستان، فضلاً عن "الهجوم المشترك" على بيلاروسيا. وفي الوقت ذاته، شدّد على أنه "وراء كل العوامل الخارجية يجب على المرء أيضا أن يرى العوامل الداخلية".

 

 

تقييم رد الفعل والوضع في كازاخستان

 

هذا وقال رئيس جمهورية كازاخستان إنه تمت استعادة النظام الدستوري في البلاد، بما في ذلك بفضل الاستجابة السريعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي. وبحسب قوله، فإن وصولهم هو الذي ساعد في صد الهجوم على ألما-آتا.

 

كما واتفق المشاركون في الاجتماع على أن آلية حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي أثبتت فعاليتها وأهميتها - فهي، كما قال الأمين العام للمنظمة ستانيسلاف زاس، "تعمل حقا وقادرة على إنجاز المهام الموكلة إليها". والآن، حسب قوله، لا توجد مشاكل في كازاخستان "تتطلب حلاً على مستوى رؤساء الدول".

 

إلى ذلك، يخطّط زاس نفسه للمغادرة إلى كازاخستان يوم غد الثلاثاء من أجل دراسة الوضع على الفور ولقاء قائد بعثة حفظ السلام، أندريه سيرديوكوف، وقيادة الجمهورية.

 

وفي السياق ذاته، قال توكاييف إنه يعتزم في 11 يناير/كانون الثاني تقديم مقترحات للبرلمان بشأن تشكيل جديد للحكومة، التي تم رفضها وسط الاحتجاجات، وتحديد "مهام محدّدة لحل المشاكل الحادة في المجال الاجتماعي والاقتصادي".

 

 

استنتاجات القادة

 

إلى ذلك، أكد الرئيس الروسي، أن الأحداث في كازاخستان "ليست المحاولة الأولى والبعيدة عن الأخيرة" للتدخل في شؤون الدول الأعضاء في المنظمة من الخارج، لافتاً إلى أنه لذلك فإنه من الضروري "التفكير في تحسين إجراءات اتخاذ القرار (بخصوص) استخدام القوات المشتركة".

 

كما اقترح أيضاً تكليف أمناء مجالس الأمن بتقديم مقترحات مشتركة لصد محاولات التدخل الخارجي.

 

أما الرئيس الكازاخستاني فقد حثّ على تحسين توقيت استجابة منظمة معاهدة الأمن الجماعي في حالات الأزمات على غرار ما حدث في بلاده.

 

يُشار إلى أن الرئيس البلاروسي تطرق كذلك إلى الحاجة إلى "التصرف بشكل استباقي"، بما في ذلك في مجال الإعلام، حيث تحاول قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بالفعل تقديمهم على أنهم "محتلين".

 

وفي رأيه، إذا لم يتم تعلم الدروس من الأحداث في كازاخستان، يمكن أن يتكرر هذا في بلدان أخرى في الفضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، وفي المقام الأول في أوزبكستان (انسحبت من عضوية منظمة معاهدة الأمن الجماعي في عام 2012).

 

أما الرئيس الطاجيكستاني، إمام علي رحمن، فقد دعا خلال اجتماع القمة إلى تعزيز الحرب المشتركة ضد الإرهاب، منوّهاً بأنه حذر مراراً وتكرارا من خلايا المتشددين النائمة في آسيا الوسطى، ولفت الانتباه مجدداً إلى المشاكل التي لطالما كانت مصدر إزعاج دوشنبه، بما في ذلك الوضع في أفغانستان المجاورة.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية

المصدر: تاس