أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال محادثاته مع وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، أن موسكو مهتمة بتطوير مختلف مجالات التعاون مع الجزائر، بما في ذلك في مجال الدفاع.
وقال الوزير الروسي خلال المحادثات: "لدينا علاقات طيبة جدا، تقوم على الاحترام المتبادل، وعلاقات شراكة استراتيجية. ونحن، مثل أصدقائنا الجزائريين، مهتمون بالاتفاق على مشاريع محددة جديدة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والإنسانية والتعليمية والتعاون الدفاعي والتفاعل على الساحة الدولية."
اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون العسكري التقني قبل نهاية العام
وقال الوزير لافروف إن اجتماع اللجنة الحكومية الروسية الجزائرية للتعاون العسكري التقني سيعقد في النصف الثاني من عام 2020.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك "قدمنا تقييما إيجابيا متبادلا لأنشطة لجنتنا الحكومية الدولية الأخرى، لجنة التعاون العسكري الفني. ومن المقرر أيضا عقد الاجتماع التالي لهذا الهيكل في النصف الثاني من هذا العام."
تعليق لافروف على الوضع في ليبيا وسوريا
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تسوية الوضع في ليبيا وسوريا وعدد من الأزمات الأخرى لا يمكن تحقيقها إلا إذا تمت مراعاة توازن مصالح الأطراف وعدم تدخل اللاعبين الخارجيين.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع وزير الخارجية الجزائري: بالطبع، تدعو بلداننا إلى حل أي أزمات أو نزاعات بالوسائل السلمية والسياسية والدبلوماسية حصرا. وإذا أردنا حلا مستداما للمشاكل العديدة في المنطقة ، وفي هذه الحالة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيجب على جميع الأطراف الخارجية تشجيع الأطراف المتنازعة كي "يدخلوا في حوار ويتفقون على أساس حل وسط على أساس توازن المصالح".
شار الوزير الروسي قائلا إنه من خلال هذه المواقف فقط يمكن حل الأزمات مثل التسوية السورية والشرق أوسطية، أعني الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والوضع في دولة مالي وفي منطقة الساحل والصحراء بشكل عام، وبالطبع الصراع الليبي الذي خصصنا له اليوم انتباها خاصا."
لافروف يدعو أطراف النزاع الليبي إلى وقف إطلاق النار
قال وزير الخارجية الروسية إن موسكو تتعامل مع جميع اللاعبين في الأزمة الليبية، وتولي اهتماما خاصا لمهمة إنهاء الأعمال العدائية على الفور.
وأضاف: "نحن نعمل مع كل من هذه الأطراف. في اتصالاتنا مع جيران ليبيا ومع لاعبين خارجيين آخرين، نولي اهتماما خاصا لمهمة الإنهاء الفوري للأعمال العدائية، ليس كنقطة أخيرة في جميع جهودنا، ولكن كمرحلة - قال لافروف في المؤتمر الصحفي عقب المحادثات نظيره الجزائري - "يجب أن تستمر على الفور في إطار لجنة حل القضايا العسكرية وفي إطار حوار بشأن تسوية سياسية مع مراعاة جميع مناطق ليبيا".
لافروف: لا نراهن على جانب واحد من الصراع الليبي
قال وزير الخارجية الروسي إن روسيا لم تراهن على جانب واحد من الصراع في ليبيا وتواصل اتصالاتها مع الليبيين في الوقت الحالي.
وأضاف: "على عكس العديد من اللاعبين الخارجيين الآخرين، لم تحاول روسيا أبدا القيام بأي رهانات في اللعبة الليبية، لقد عملنا دائما مع جميع القوى السياسية في ليبيا، و استقبلناهم جميعا في موسكو في أوقات مختلفة ونستمر في الحفاظ على الاتصالات مع الليبيين الآن".
لافروف يحث دول الجوار على التفاوض بشأن ليبيا
وقال الوزير لافروف في المؤتمر الصحفي عقب المحادثات مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم، إن المفاوضات حول التسوية الليبية يجب ألا تشمل فقط جميع أطراف النزاع، ولكن أيضا جميع جيران ليبيا.
وقال لافروف: "نحن مقتنعون بأنه في هذه المرحلة من جهودنا المشتركة، يجب أن تشارك جميع الأطراف الليبية في المفاوضات المباشرة، ويجب أن يكون بالضرورة لجميع جيران ليبيا صوتهم في تشكيل شروط التسوية بين الليبيين".
وشدّد قائلا "بالمناسبة، نلاحظ أن أصدقائنا الجزائريين، مثل روسيا الاتحادية، يعملون مع جميع القوى السياسية الليبية دون استثناء، وهذا فقط، على ما أعتقد، هو مفتاح نجاح الحل المستقبلي لهذه المشكلة".
لافروف: قرارات مؤتمر برلين لا تزال قائمة
أكد وزير الخارجية الروسي أن قرارات مؤتمر برلين بشأن ليبيا لا تزال ذات صلة، مشيرا إلى أن الهدف النهائي لجميع جهود التسوية الليبية يجب أن يكون متمثلا في استعادة سيادة هذا البلد.
وأضاف: "تلتزم كل من الجزائر وروسيا الاتحادية بتنفيذ الاتفاقات الواردة في الوثائق النهائية لمؤتمر برلين. وكيف تمت الموافقة عليها من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ويتم تحديد خطوات محددة وتسلسلها وتوقيتها بشكل واضح. ونعتقد أن كل هذه النقاط لا تزال تحتفظ بـ"أهميتها" بشكل كامل."
وانعقد مؤتمر برلين حول ليبيا في 19 كانون الثاني/ يناير 2020. وكانت نتيجته الرئيسية دعوة المشاركين فيها إلى وقف إطلاق النار والالتزام بالامتناع عن التدخل في النزاع، مع مراعاة الحظر المفروض على توريد الأسلحة إلى الأطراف المتحاربة هناك.
وقال لافروف "الهدف النهائي لجميع جهودنا يجب أن يكون استعادة سيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستعادة الدولة الليبية التي دمرت بشدة نتيجة مغامرة حلف شمال الأطلسي في العام 2011 في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي."
لافروف ينتقد "السلوك الإجرامي للزملاء في الناتو" في ليبيا
قال وزير الخارجية الروسي إنه طالما يوجد انقسام في ليبيا، فإن اللاعبين الخارجيين سيحاولون التأثير على الوضع هناك، والاعتماد على واحد أو آخرين من قيادة البلاد.
وبحسب الوزير لافروف، فإن اللاعبين الخارجيين، وبشكل أساسي غير الإقليميين، لم يهتموا بمصير الشعب الليبي، أو بمصير الدولة الليبية، ببساطة لقد دمروا هذه الدولة.
وقال لافروف عقب محادثاته مع نظيره الجزائري في العاصمة موسكو: "كانوا يراهنون على أحد الأطراف الليبية في مبارياتهم الجيوسياسية، متجاهلين تماما رأي الاتحاد الإفريقي ومحاولات الاتحاد الإفريقي لتطبيع الوضع"، مضيفا أن "هذا كان السلوك الإجرامي للزملاء في الناتو".
وأشار إلى أن الوضع الحالي في ليبيا يعكس القضية العالقة لهذه المشكلة، والاتفاقات العالقة التي تم تبنيها بصعوبة بالغة في فترة ما بعد عدوان الناتو.
وأضاف: "طالما أن هذا الانقسام موجود، وهذا الانقسام مستمر، ستكون هناك دائما مخاطر أن يعتمد اللاعبون الخارجيون على قيادة واحدة أو أخرى، ولكن هذا ليس ما يتطلبه الوضع، بل يتطلب الجمع بين الجميع على طاولة المفاوضات نفسها، مما يساعد في "التوصل إلى حلول وسط"."
الأزمة في ليبيا
أكد وزير الخارجية الجزائري بوقادم أن حل الأزمة الليبية لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار والمفاوضات السياسية.
وقال "فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، توصلنا إلى الرأي بالإجماع على أن الأزمة الليبية ليس لها حل عسكري، وأن الطريقة الوحيدة هي الحوار السياسي. ويجب احترام وحدة وسيادة ليبيا. ويجب اعتبار الحوار السياسي كمبدأ الرئيسي".
وأضاف الوزير أنه من المهم جدا بذل كل جهد لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار واستئناف عملية التفاوض من أجل السلام في ليبيا. وشدد بوقادوم على أن "الحل السياسي يجب أن يكون في إطار القانون الدولي وأن يقوم على نتائج مؤتمر برلين".
وقال وزير الخارجية الجزائرية: " اتفقنا اليوم مع السيد لافروف على آلية مناقشاتنا الثنائية حول هذا الموضوع من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة وتسوية الوضع في المنطقة في أقرب وقت ممكن".
الشكر لروسيا على مساعدتها في مكافحة "كورونا"
قال وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إن الجزائر ممتنة لروسيا لتزويدها بمعدات طبية لمحاربة فيروس كورونا المستجد.
وقال الدبلوماسي "فيما يتعلق بمكافحة الفيروس، أود أولا أن أشكر روسيا الاتحادية على المساعدة التي قدمتها من خلال "روس أوبورون إكسبورت" وتزويدها بجميع المعدات اللازمة. وقد ساهم ذلك إسهاما كبيرا في مكافحة هذه العدوى في الجزائر".
وشدّد على أنه في إطار الاتفاقية الموقعة حول الشراكة الاستراتيجية، فإن روسيا والجزائر ترتبطان بمجالات تعاون عديدة.
وأضاف بوقادوم: "لدينا الكثير من الأشياء المشتركة، وسنحاول معا تعزيز وتطوير مختلف مجالات العلاقات الثنائية".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: نوفوستي