سيختتم وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف زيارات عمله الخارجية بزيارة إلى تركيا، بناء على دعوة من نظيره التركي - مولود تشاووش أوغلو، وسيجري وزير الخارجية الروسي محادثات في أنقرة، ابتداءً من اليوم الخميس 6 ويوم غد 7 ابريل/نيسان 2023 حول مجموعة واسعة من المواضيع. ومن المنتظر أن يناقش لافروف مع الجانب التركي بشكل مفصل قضايا الطاقة والوضع حول أوكرانيا، وتنفيذ صفقة "الحبوب"، بالإضافة إلى مهام تطبيع الوضع في ناغورنو قره باغ والحوار بين كل من أنقرة ودمشق.
وتأتي زيارة الوزير الروسي هذه في فترة إضطرابات في الحياة الداخلية للجمهورية، إذ تعرضت تركيا لزلازل مدمرة في فبراير/شباط الماضي، أودت بحياة ما لا يقل عن 50 ألف شخص، وما زالت تكافح بدعم من روسيا ودول أخرى للتخلص من نتائجها. في الوقت نفسه، تركيا قادمة على فترة متوترة قبل الإنتخابات وتستعد بشكل مكثف للإنتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 14 مايو/أيار القادم.
ومع ذلك، وعلى الرغم من صعوبة الوضع الداخلي التركي، تظل أنقرة ملتزمة بموقف المشاركة النشطة في الأجندة الدولية وتعلن من أعلى مستوى استعدادها للتنفيذ السريع لمشروع توزيع الغاز، فضلاً عن رغبتها في تنظيم محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا. كما أنه من المحتمل ألا يفوت الوزيرين فرصة الاطلاع على مجموعة كاملة من القضايا الدولية والمهام الثنائية والمبادرات التي صاغها الجانب التركي.
هذا وقد تم الإعلان في اليوم السابق، من قِبَل وزارة الخارجية الروسية، أن الوزيرين سيتطرقان لقضايا ضمان الأمن الشامل للروس في تركيا خلال الموسم السياحي القادم.
الإتفاقية الخاصة بالحبوب
من المواضيع الرئيسية للمحادثات الروسية - التركية الحالية "حزمة" الاتفاقات الخاصة بـ "الحبوب" بين روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، التي تم التوصل إليها في يوليو/تموز الماضي في اسطنبول. وتطرق سيرغي لافروف وتشاووش أوغلو إلى الجوانب الأكثر حساسية لما يسمى بصفقة الحبوب في أوائل مارس/آذار خلال اللقاء الثنائي على هامش الإجتماع الوزاري لمجموعة الـ 20 في نيودلهي - الهند، حيث شدد الجانب الروسي على أن استمرار "حزمة" اتفاق الحبوب "لا يمكن إلا إذا أخذت في الإعتبار مصالح المنتجين الروس الزراعية والأسمدة".
في الوقت نفسه، كما أشار يرغي لافروف لاحقاً، فإن صفقة "الحبوب"، التي تتضمن "مكونين مرتبطين ارتباطًا وثيقًا وهما، التصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود من موانئ أوكرانيا وإزالة جميع العقبات أمام تصدير الحبوب الروسية والأسمدة الروسية ، المنصوص عليها في مذكرة روسيا - الأمم المتحدة، حيث نفذ فقط الجزء الأول والجزء الثاني لم يتم تنفيذه على الإطلاق".
وفي ظل هذا الخلل، صرح نائب وزير الخارجية الروسي - سيرغي فيرشينين للصحافيين في وقت متاخر أن الجانب الروسي قرر تمديد صفقة الحبوب بعد 18 مارس الماضي فقط لمدة 60 يوماً، وليس لـ 120 المتوقعة. وبحسب نائب الوزير، فإن هذه الفترة كافية لإجراء تقييم موضوعي لتنفيذ تأكيدات الأمم المتحدة، بهدف ضمان تحرير صادرات المنتجات الزراعية الروسية، وقد وتم إبلاغ موقف روسيا للشركاء في الصفقة.
وبالنظر إلى مخاوف موسكو، قال الزعيم التركي - رجب طيب إردوغان إنه اقترح على الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين تحويل الحبوب الروسية إلى دقيق، ومن ثم إرسالها إلى أقل البلدان نمواً. ومن المحتمل أن تُناقش هذه المبادرة التركية بالتفصيل من قِبَل الوزيرين الروسي والتركي، بالإضافة إلى جوانب مهمة أخرى من صفقة "الحبوب".
نطاق الطاقة
بالإضافة إلى ما تقدم هناك قضية مُلِحّة بنفس القدر للمفاوضات، وهي صياغة اقتراح فلاديمير بوتين لإنشاء مركز لإعادة توزيع الغازعلى الأراضي التركية، حيث يمكن إعادة توجيه الحجم المفقود في السيل الشمالي. وأشار الرئيس التركي إلى أنه على الرغم من "بعض التأخير بسبب الزلزال"، إلا أن أنقرة تبذل الآن قصارى جهدها لتنفيذ المشروع في أسرع وقت ممكن. في الوقت نفسه، أكدت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية لوكالة "تاس" الروسية للأنباء، أن مشروع محور الغاز في الجمهورية سيبدأ في غضون عام وأن العمل النشط جار لحل المشكلات القانونية، وأن هذا وارد خلال المفاوضات الحالية، إذ سيتمكن الأطراف من توضيح توقيت إطلاق المشروع أو تحديث المعلومات المتاحة بالفعل.
هذا وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا للصحفيين، عشية زيارة لافروف لأنقرة، بأن الوزيرين سيتفقان على "جدول اتصالات ثنائية على مختلف المستويات". ولم يستبعد الرئيس التركي، في وقت سابق، إمكانية زيارة الرئيس الروسي إلى تركيا، للمشاركة في مراسم إفتتاح محطة أق قويو للطاقة النووية.
ومن المقرر عقد مراسم تحميل الوقود في أول محطة للطاقة النووية في 27 ابريل/نيسان الجاري والتي يتم بناؤها في تركيا وفقاً للاتفاقية الحكومية الدولية مع روسيا عام 2010. وأشار الكريملِن في هذا الصدد إلى أنه حتى الآن "لم يتم اتخاذ قرارات محددة بشأن هذه المسألة"، وإن أكد أن "الجانب الروسي سيتم تمثيله بشكل مناسب بطريقة أو بأخرى ولعل زيارة لافروف ستوضح بعض جوانب هذا الموضوع".
مواضيع المحادثات
من المتوقع أن يناقش الجانبان الموضوعات الدولية والإقليمية. وكان الرئيس التركي قد صرّح مراراً أنه يسعى لتنظيم محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا في المستقبل القريب، وأنه من المحتمل أيضاً أن يتطرق الوزيران إلى هذا الموضوع كذلك.
كما تفيد الأنباء بأنه من المتوقع أيضاً أن ينظر الوزيران في الوضع الحالي ناغورنو قره باغ باهتمام. وكان الوزير سيرغي لافروف قد التقى في نهاية فبراير/شباط الماضي بنظيره الأذربايجاني - جيهون بيراموف في عاصمة الأذربيجانية - باكو، واستقبل في 20 مارس/آذار الماضي وزير الخارجية الأرمني - أرارات ميرزويان في العاصمة الروسية - موسكو.
ووفقاً لمراقبين، من المرجّح أن يوضح الطرفان، في أنقرة، مواقفهما بشأن هذه المسألة، وأن يحددا اتجاهات لمزيد من الاتصالات خلال الاجتماع الثاني بصيغة "3 + 3" الذي وضعته وزارة الخارجية الروسية (أذربيجان وأرمينيا وجورجيا وكذلك روسيا وإيران وتركيا). كما لوحظ في الوزارة عشية الزيارة، أنه من المقرر "العمل بالتفصيل" على قضايا تعميق التعاون في منطقة القوقاز، بما في ذلك استئناف العلاقات بين أرمينيا وتركيا.
إلى ذلك تم التأكيدف في وزارة الخارجية الروسية عل أن سيرغي لافروف ومولود تشاووش أوغلو سيوليان "اهتماماً متزايداً" للعمل على تطبيع العلاقات السورية - التركية. وفي بداية الأسبوع العمل جرت مفاوضات حول هذا الموضوع على مستوى نواب وزراء الخارجية في موسكو بصيغة رباعية (روسيا ، تركيا ، سوريا ، إيران). ومن المتوقع، نتيجة لهذه المشاورات، أن يبدأ الإعداد لاجتماع رؤساء الدوائر الدبلوماسية، ومن الممكن أن يحدد الوزيران في أنقرة مواعيد تقريبة لهذا الاجتماع.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية"روسيا - العالم الإسلامي "
Photo: Russian Foreign Ministry
المصدر : تاس