Ru En

لافروف: الولايات المتحدة لا تناقش إقامة دولة فلسطينية

٢٩ فبراير

صرح وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة لا تناقش مسألة إقامة دولة فلسطينية في اتصالاتها بشأن الشرق الأوسط، بل تطبيع العلاقات بشكل منفصل في قطاع غزة والضفة الغربية، وذلك اليوم الخميس 29 فبرابر/شباط 2024.

 

وقال لافروف خلال لقاء مع الوفود في الاجتماع الفلسطيني - الفلسطيني الذي افتتح في العصمة الروسية - موسكو: "نحن على علم بوجود العديد من الاتصالات السرية بين دول المنطقة على انفراد، تحاول الولايات المتحدة بكل الطرق الممكنة أن تتولى مرة أخرى دور المفاوض الرئيسي".

 

وأضاف الوزير الروسي: "ولكن بقدر ما يمكننا الحكم من خلال التقارير المتاحة حول التقدم في هذه الاتصالات، الأمر لا يتعلق بإقامة دولة فلسطينية، بل بالتطبيع بشكل منفصل في الضفة الغربية وقطاع غزة".

 

وتابع لافروف القول: "ما يحدث في غزة يؤكد بشكل واضح ما حذّرنا منه جميع شركائنا في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة. إن تكرار المواجهات الواسعة النطاق واندلاع العنف في المنطقة سيتكرر حتماً، كي نتمكن معاً من خلال جهود مشتركة من معالجة السبب الجذري لهذا الصراع الطويل الأمد، الذي يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة. يجب أن يمارس الفلسطينيون حقهم في إقامة دولة داخل حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية. هذا المسار عادل للطرفين، ويستند إلى القانون الدولي، وهو وحده الذي يمكن أن يؤدي إلى سلام دائم في المنطقة".

 

في الوقت نفسه، ووفقاً لـ سيرغي لافروف، لا تهتم الولايات المتحدة الأمريكية بمصالح دول المنطقة، والتي ظلت لسنوات عديدة غير مَرَضية ومشوّهة.

 

وأوضح لافروف أيضاً أنه "من الواضح أن فعالية جهودنا ستعتمد على ما إذا كان الجميع بمقدورهم وضع مصالح وأهداف ومصير الشعب الفلسطيني فوق الفروق الدقيقة والاختلافات الحالية في المواقف والنهج".

 

كما أشار الوزير الروسي إلى أنه "إذا أعلنتم عن مثل هذه الخطوة، أي استعادة الوحدة الفلسطينية وفق منصة منظمة التحرير الفلسطينية، فإن ذلك سيسقط الأوراق الرابحة من أيدي تلك القوى التي استخدمتها، متذرعة بالمشاكل الداخلية في الأراضي الفلسطينية، لتأخير عملية التسوية في الشرق الأوسط".

 

وأردف وزير الخارجية الروسي حديثه بالقول إن "هناك أيضا قوى تستخدم الأحداث المأساوية في غزة لترسيخ" تجزئة الأراضي الفلسطينية وتقسيمها".

 

 

عملية إسرائيل في الضفة الغربية

 

إلى ذلك أكد وزير الخارجية الروسي أن العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية أصبحت أقل خطورة وأقل وحشية مما كانت عليه في قطاع غزة.

 

في الوقت نفسه، شدد الوزير على أن الوضع في غزة ناجم عن محاولات الولايات المتحدة لاحتكار جهود الوساطة، وقال في هذا الصدد إن "موجة غير مسبوقة من العنف قد اجتاحت قطاع غزة من نواح عديدة، كان هذا نتيجة ركود طويل في عملية التسوية في الشرق الأوسط، بسبب محاولات الولايات المتحدة لاحتكار جهود الوساطة، ووقف عمل اللجنة "الرباعية" للوسطاء الدوليين (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) وتعزيز السياسات التي يعتبرونها ضرورية لأنفسهم".

 

بالإضافة إلى ذلك، أشار الوزير الروسي إلى أنه في سنوات مختلفة، قامت روسيا، مثل بعض الدول العربية، بما في ذلك مصر والجزائر "بمحاولات لتزويد جميع الفلسطينيين بفرصة الاجتماع، والقضاء على أي سوء تفاهم واستعادة الوحدة، مؤكداً "نحن نعتبر هذه المهمة مهمة. نمنحك الفرصة ، دون تقييد بعضكما البعض في الوقت المناسب، لمحاولة الوصول إلى حلول مشتركة لاستعادة الوحدة على منصة منظمة التحرير الفلسطينية (منظمة التحرير الفلسطينية) ".

 

من الجدير بالذكر أن  اجتماعاً فلسطينيا - فلسطينياً يُعقد في موسكو بمشاركة ممثلين عن 12 - 14 منظمة، بما في ذلك حركة "فتح"، التي تحكم الضفة الغربية، وحركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، وذلك في الفترة من 29 فبراير الجاري إلى 2 مارس/آذار المقبل.

 

وبحسب نائب وزير الخارجية الروسي - ميخائيل بوغدانوف، فإن الهدف من الاجتماع هو مساعدة مختلف القوى لفلسطينية على الاتفاق على توحيد صفوفها سياسيا.

 

كما تجدر الإشارة إلى أنّ آخر اجتماع بهذه الصيغة كان قد عُقد في موسكو في فبراير 2019 خلف أبواب مغلقة.

 

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس