Ru En

لافروف: تصرفات واشنطن في سوريا تقود إلى إشعال المشكلة الكردية

٠٩ نوفمبر ٢٠٢١

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية الميول الانفصالية في شمال شرقي سوريا قد يؤدي إلى حقيقة أن المشكلة الكردية لن تؤثر على سوريا فحسب، بل ستؤثر أيضا على كافة دول المنطقة.

 

وجاءت تصريحات وزير الخارجية الروسي خلال مؤتمر صحفي، 09 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عقب محادثاته مع أمين سر الفاتيكان لشؤون العلاقات الخارجية رئيس الأساقفة، بول ريتشارد غالاهر، أشار خلالها إلى أن "الأكراد يجب أن يشعروا بأنهم جزء من المجتمع السوري. ونحن على اتصال وثيق مع الممثلين الأكراد، وعلى استعداد للمساعدة في ضمان أن تؤخذ مصالحهم المشروعة في الاعتبار بشكل كامل في إطار العمل الجاري على تشكيل إطار سياسي جديد في سياق اللجنة الدستورية".

 

وأضاف وزير الخارجية: "أنصح الأكراد بألا يقعوا في المغازلة التي يواصل زملاؤنا الأمريكيون فعلها معهم، والذين يسيرون بالقضية إلى تأجيج النزعات الانفصالية في شرقي سوريا، ويحاولون جعل هذه الخطط مصدر إزعاج خطير يستهدف المصالح في الحفاظ على دولة سورية موحدة. وبشكل عام، تعتبر هذه ألعاب خطيرة يمكن أن تؤدي إلى حقيقة أن المشكلة الكردية تشتعل بشكل خطير في كافة أنحاء المنطقة، بالنظر إلى أن أبعادها لا تشمل سوريا فقط، بل تشمل دولاً أخرى أيضا".

 

هذا وشدّد وزير الخارجية الروسي على أن روسيا تؤكد على تنفيذ أحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 من قبل جميع الدول.

 

وقال: "وينطبق ذلك أيضا على من يتواجدون بشكل غير قانوني مع وحداتهم العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية. وهذا يتعلق بضرورة احترام الجميع لسيادة هذا البلد ووحدة أراضيه، وضرورة الإنهاء العاجل، وخاصة في سياق الجائحة، للعقوبات غير القانونية أحادية الجانب التي يفرضها الغرب باستمرار على الجمهورية العربية السورية".

 

وأوضح سيرغي لافروف أن "هذا يتعلق بضرورة توقف الغرب عن التخريب في المطالب لتهيئة الظروف لعودة اللاجئين إلى الجمهورية العربية السورية".

 

بدوره، أشار غالاهر إلى أهمية المفاوضات حول الدستور السوري التي تجري في جنيف - سويسرا برعاية الأمم المتحدة، وقال: "نأمل أن تتعاون جميع الأطراف مع بعضها البعض لضمان استكمال هذه المفاوضات بنجاح، وكان من المُمكن إيجاد حل سياسي لهذا الصراع ويسمح لكثير من اللاجئين بالعودة إلى سوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط".

 

كما شدّد أمين سر الفاتيكان لشؤون الخارجية رئيس الأساقفة على أن مصير جميع اللاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية، أمر مهم. هذا وتسعى الكنيسة إلى تعزيز المؤسسات الاجتماعية، في سوريا وغيرها، بما في ذلك المستشفيات، منوّهاً بأنه لدى الكنيسة الكاثوليكية في سوريا مشروع يسمى المستشفيات المفتوحة.

 

الجدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان قد أعرب عقب لقاءه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، على هامش قمة "مجموعة العشرين" في العاصمة روما، عن ثقته في أن "الولايات المتحدة ستتوقف عن مساعدة المنظمات الإرهابية الكردية المحظورة على الأراضي التركية في سوريا، كما فعلت هي حتى الآن".

 

وفي تلك الأثناء، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" بأن الجيش التركي، بدعم من المعارضة السورية المسلحة، يستعد لشن هجوم على مواقع الوحدات الكردية في 4 مناطق شمالي سوريا.

 

يُشار إلى أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الـ "بنتاغون" جون كيربي أشار في تاريخ 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إلى أن الولايات المتحدة لن تغيّر موقفها بشأن التعاون مع "قوات سورية الديمقراطية" شمال شرقي البلاد، ضمن صفوف وحدات الدفاع الذاتي الشعبية الكردية، وذلك في معرض تناوله تصريحات تركيا بضرورة وقف الولايات المتحدة مساعدة تلك التنظيمات، وكذلك على العملية العسكرية المحتملة لأنقرة في المنطقة، 

 

وبذلك أشار كيربي إلى أن مهمة الولايات المتحدة في سوريا تولي اهتمامها وشكل حصري للتهديد الذي يشكّله تنظيم "الدولة الإسلامية" (جماعة إرهابية محظورة في روسيا الاتحادية).

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo : Creative Commons

المصدر: تاس