Ru En

لافروف: ليس لدى روسيا أي فكرة لضم قره باغ إلى مكوناتها

١٨ يناير ٢٠٢١

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه يجب حل مسألة وضع ناغورني قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان، مشيرا إلى أن روسيا مستعدة من أجل المساعدة في إيجاد حل يُسهم في ضمان السلام والاستقرار في المنطقة.

 

وصرّح وزير الخارجية الروسي، اليوم الاثنين، 18 يناير/كانون الثاني 2021، خلال المؤتمر الصحفي حول نتائج الأنشطة الدبلوماسية الروسية في عام 2020: "فيما يتعلق بالاقتراح الغريب بتضمين ناغورني قره باغ داخل مكوّنات روسيا الاتحادية. أنتم تعلمون، كما أفهمه، أن استقلال ناغورني قره باغ لم يعترف به أحد، بما في ذلك جمهورية أرمينيا. نحن ليس لدينا حتى مثل هذه الأفكار. ونحن ننطلق من فرضية أنه يجب حل جميع قضايا هذه المنطقة بين الدول الواقعة هنا، وخاصة بين أرمينيا وأذربيجان".

 

وأضاف وزير الخارجية الروسي "سنكون مستعدين للمساعدة في البحث عن حل وإيجاد حل يضمن السلام والاستقرار والأمن في هذه المنطقة".

 

 

تنفيذ الاتفاقات

 

وأشار وزير الخارجية إلى أن الاتفاقات بشأن ناغورني قره باغ، المُسجلة في البيان المشترك لقادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، يتم تنفيذها بشكل فعّال للغاية.

 

وأضاف أن وضع ناغورني قره باغ لم يُذكر بشكل واضح في البيان المشترك لزعماء الدول الثلاث، وأن "المنطقة التي تنتشر فيها قوات حفظ السلام الروسية هي منطقة مسؤولية قوات حفظ السلام الروسية. وهذا بالضبط ما ننطلق منه في اتصالاتنا مع يريفان وباكو، والآن يتم العمل على هذه الفروق الدقيقة. وربما أود هنا ذكر تفاصيل متعلقة بتنظيم خطوط النقل، والإمدادات إلى منطقة مسؤولية قوات حفظ السلام، وتوفير المساعدة الإنسانية للأشخاص الذين عادوا إلى هناك. وقد عاد بالفعل 50 ألف أرمني إلى هناك من أرمينيا".

 

كما شدّد الوزير لافروف على أن قضية وضع المنطقة "سيتم التعامل معها من قبل الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا". وأضاف "لقد استأنفوا اتصالاتهم مع الأطراف ويتوجهون إلى المنطقة مرة أخرى. بالضبط لأن مشكلة وضع ناغورني قره باغ تُعتبر متناقضة للغاية، إذا أخذنا موقفي يريفان وباكو، وقرّر القادة الثلاثة تجاوز هذه القضية وتركها في وقت لاحق، للمستقبل".

 

وذكر الوزير أيضاً أنه لا توجد ملاحق سرية للبيان الثلاثي لزعماء روسيا وأذربيجان وأرمينيا.

 

وأضاف أن "(اتفاق) 9 نوفمبر، على ما أعتقد، يتم تنفيذه بشكل فعّال للغاية، وهذا هو تقييم كل من الرئيس (الأذربيجاني إلهام) علييف ورئيس الوزراء (الأرمني نيكول) باشينيان. باستثناء مسألة أسرى الحرب التي تم تعليقها للأسباب المذكورة أعلاه، والتي أعيد ذكرها بصيغتها الحالية في بداية شهر ديسمبر (2020) - بعد شهر من توقيع الاتفاقيات. كل شيء آخر هناك، في رأيي، يتم تنفيذه بفعالية كبيرة، ويتم حل مسألة ولاية حفظة السلام. يجب أن يكون بالطبع موضوع اتفاق ثلاثي، كما نوقش في موسكو في اجتماع 11 يناير. لا توجد ملحقات سرّية ولا أرى أن أي من المواضيع يمكن أن تكون في موضع سرية".

 

سؤال عن وضع الإقليم

 

وأضاف الدبلوماسي الروسي أن مناقشة وضع ناغورني قره باغ ستصبح ممكنة في المستقبل، وسوف تتم العودة إلى هذا الموضوع ، لكنها ستكون في الوقت الحالي سابقة لأوانها. وقال "آمل حقا أن تتراجع المشاعر الآن إلى المرتبة الثانية. وبالمناسبة، هذا هو بالضبط السبب في أن الوقت الحالي ليس أفضل وقت لطرح موضوع وضع ناغورني قره باغ كأولوية، فهو يبقى موضوع للمستقبل".

 

واختصر لافروف بالقول: "سيتعيّن علينا العودة إلى مسألة الوضع. الشيء الرئيس هو أنه يجب أن تكون هناك مناقشات قانونية ملموسة وهادئة فيما بعد بين أرمينيا وأذربيجان على أساس حسن الجوار الذي نحتاج جميعا لاستعادته في المنطقة".

 

 

الاتصال بين أرمينيا وقره باغ

 

وصرّح لافروف بأنه لا يرى أي سبب لعرقلة الاتصالات بين المسؤولين الأرمن وناغورني قره باغ، مشيراً إلى أنه بالإضافة إلى الاتفاق على ممر لاتشين، الذي سيكون له طريق جديد، "ستتم إقامة اتصال موثوق ودائم بين المناطق الغربية من الأراضي الرئيسية لأذربيجان وناختشيفان، وهذا اتفاق أكده رؤساء الدول". وتابع وزير الخارجية الروسي: "إذا اتفقنا مع ذلك، واتفق الجميع مع ذلك، على أنه يجب أن يكون هناك اتصال بين أرمن قره باغ وأرمن أرمينيا، فلا أرى أي سبب لضرورة منع الاتصالات على هذا المستوى".

 

كما أشار سيرغي لافروف إلى أن "المسؤولين الأرمن يشاركون في تقديم مساعدات إنسانية إلى ناغورني قره باغ، الأمر الذي لا يتسبب في إثارة أي مشاعر سلبية في باكو، وسيكون من الغريب لو حدث خلاف ذلك". وفي الوقت نفسه، بحسب لافروف، "من المحتمل أن تسبب حقيقة أن هؤلاء المسؤولين الأرمن يدلون بتصريحات مسيّسة إلى حد ما حول قره باغ، ما قد يخلق توترا".

 

وكشف الوزير الروسي عن اعتقاده بأنه "سيكون من الأفضل تجنب ذلك. لقد شهدنا بالفعل كيف تصبح التصريحات العاطفية من قره باغ أو عن قره باغ، كيف تصبح كلمة ما قوة مادية، في هذه الحالة، أصبحت الكلمات من جهات مختلفة قوة مادية سلبية للغاية". وأضاف أن موسكو تولي الآن اهتماماً خاصاً "لإقامة اتصالات بين قيادتي أذربيجان وأرمينيا وخلق جو من الثقة".

 

كما أكد رئيس السياسة الخارجية الروسية على أن مسألة عزل ناغورني قره باغ عن أرمينيا لم تُطرح قط. وأشار إلى أن الاتفاقات بين موسكو وباكو ويريفان تتضمن اتفاق الأطراف لضمان التواصل بين أرمينيا و ناغورني قره باغ عبر ممر لاتشين، الذي سيكون تحت سيطرة قوات حفظ السلام الروسية. وقال: "لم ينكر أحد على الإطلاق علاقة أرمينيا بقره باغ، طوال عقود من المفاوضات، لم يكن هناك طرح لمسألة فصل أرمينيا وقره باغ عن بعضهما البعض. ولهذا السبب لم يرفض أحد ممر لاتشين كمفهوم، ولا يزال موضوع اتفاق الأطراف، بما في ذلك موافقة جيراننا الأذربيجانيين".

 

تواجد قوات حفظ السلام الروسية وتبادل الأسرى

 

وقال الوزير لافروف إن قوات حفظ السلام الروسية في ناغورني قره باغ تضمن مصالح كل من أرمينيا وأذربيجان، موضحاً: "أضمن لكم مائة بالمائة أن منطقة مسؤولية قوات حفظ السلام الروسية هي شكل يضمن مصالح الجانبين الأرمني والأذربيجاني".

 

وأضاف الوزير الروسي أن موسكو تسعى إلى تبادل أسرى الحرب بين أرمينيا وأذربيجان على أساس مبدأ "الجميع مقابل الجميع"، ويقوم الجيش الروسي مع جيشيّ البلدين بفحص قوائم المعتقلين في بلدة "حدروت" في ناغورني قره باغ.

 

وقال: "حول أسرى الحرب. قد نوقش هذا حقا، وهذا جزء من الاتفاقيات التي تم توقيعها ليلة 9-10 نوفمبر. وأيضاً عندما وصل رئيس أذربيجان (إلهام علييف) ورئيس وزراء أرمينيا (نيكول باشينيان) إلى موسكو في 11 يناير (2021) هؤلاء الأشخاص، الذين تم التخلي عنهم في هذه المنطقة (حدروت) بعد إعلان وقف إطلاق النار وجميع الأعمال العدائية، يجب أن يعاملوا بشكل منفصل وليس على أنهم يقعون تحت بنود 9 نوفمبر".

 

كما نوّه بأنه "ومع ذلك، فإننا، والرئيس (فلاديمير) بوتين وأنا، في اتصالات مع زملائنا، نشجّع مع ذلك على ضرورة النظر في هذه المسألة (تبادل أسرى الحرب - تاس) من أجل إغلاقها نهائياً، مسترشدين بمبدأ الكل مقابل الجميع".

 

وبحسب وزير الخارجية الروسي سيرغي  لافروف، "الآن جيشنا (على اتصال) بالجيش الأرمني والجيش الأذربيجاني، ويتم التحقق من قوائم الأسماء هذه من أجل معرفة مكان وجود هؤلاء الأشخاص".

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس