أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن روسيا ممتنة للجانب التركي على استعداده حماية صحة وسلامة السياح الروس.
وصرّح وزير الخارجية الروسي بذلك، اليوم الأربعاء 30 يونيو/ حزيران 2021، في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، قال خلاله: "شكرنا زملاءنا الأتراك على طمأنتنا واتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان الحماية الصحية وسلامة المواطنين الروس، بما في ذلك السياح. هذا مهم بشكل خاص في سياق استئناف رحلات المسافرين".
وأضاف: "هنا في أنطاليا، مكان لجذب المواطنين الروس في إجازاتهم، وأكدنا عزمنا الاستمرار في تهيئة جميع الظروف لتنمية التبادلات السياحية".
الجدير ذكره أن الرحلات المنتظمة والمستأجرة استؤنفت بين روسيا وتركيا بتاريخ 22 يونيو/ حزيران 2021. وأصبحت الرحلات الجوية إلى هذا البلد مُمكنة من 32 مدينة في روسيا. ومن أجل زيارة تركيا، لا يحتاج الروس إلى تأشيرة، لكنهم يحتاجون إلى شهادة إجراء اختبار (PCR) سلبي لفيروس كوروناЛ أو شهادة التطعيم الكامل ضد فيروس كورونا.
هذا وسيُعقد الاجتماع المقبل للجنة الحكومية الدولية المختلطة لروسيا الاتحادية وتركيا حول التعاون التجاري والاقتصادي في موسكو في المستقبل القريب.
الوضع في أوكرانيا
كما ناقش سيرغي لافروف مع مولود تشاويش أوغلو الوضع في أوكرانيا، والتسوية في الشرق الأوسط وعدد من القضايا الإشكالية الأخرى.
وأضاف لافروف: "قمنا بمقارنة تقييمنا وتبادلنا وجهات النظر (مع وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو) بشأن الوضع في تسوية الشرق الأوسط، وفي آسيا الوسطى وأفغانستان، والوضع في أوكرانيا وشرق البحر المتوسط ومنطقة البحر الأسود".
وأشار الوزير الروسي إلى أن الاتصالات المنتظمة مع وزير الخارجية التركية "مفيدة للغاية للنظر في المهام الحالية التي تحتاج إلى معالجة وتحديد الأهداف المتوسطة وطويلة الأمد، بما في ذلك في مجال تنسيق السياسة الخارجية في صيغة (روسيا وتركيا)".
القضاء على الإرهاب في سوريا
وفي سياق متعلق بالشأن السوري، تحدثت موسكو وأنقرة، كما أعلن الوزير الروسي، لصالح القضاء التام على الإرهاب في سوريا وأكدا على أهمية تقديم المساعدات الإنسانية لجميع السوريين.
وقال رئيس الدبلوماسية الروسية: "تحدثنا لصالح القضاء النهائي على الإرهاب في الأراضي السورية، وشدّدنا على أهمية تقديم مساعدات إنسانية شاملة لجميع السوريين ومن دون استثناء".
دعم الانفصاليين في "شرقي الفرات"
إلى أكد الوزير لافروف أن روسيا ترى المحاولات الرامية إلى زرع الميول الانفصالية على الضفة الشرقية لنهر الفرات (شرقي الفرات). وقال الدبلوماسي: "نحن، للأسف، نشهد محاولات لزرع ميول انفصالية في شرقي الفرات، هذه المحاولات تتلقى دعماً خارجياً، ويتم تمويلها مادياً ولوجستيا".
وأضاف الوزير لافروف "نعتبر هذا غير مقبول. وسنسترشد بالمبادئ الواردة في وثائق "صيغة (أستانا). هذا رفض قاطع لمحاولات تقسيم سوريا".
اللاجئون السوريون
وتابع وزير الخارجية الروسي، أن عدداً من الدول الغربية يسعى إلى إبقاء اللاجئين السوريين في دول أخرى في المنطقة، بشكل دائم، وذلك بدلاً من مساعدة سوريا على تهيئة الظروف لعودتهم إلى ديارهم.
وقال: "في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قدّمت النرويج وآيرلندا قراراً يتجاهل بشكل تام كل ما قلته للتو، بما في ذلك الإجراءات غير المقبولة من جانب الاتحاد الأوروبي، والذي عندما يريد مساعدة اللاجئين، يقوم بعقد المؤتمرات، ويدعو الأمين العام للأمم المتحدة ( أنطونيو غوتيريش) إليها، والحكومة السورية لا علاقة لها بذلك، ويتخذون القرارات ويحشدون الأموال التي لا توجه إلى سوريا، لإنشاء البنية التحتية الأولية اللازمة لعودة اللاجئين، ولكن إلى البلدان التي يتواجد فيها هؤلاء اللاجئون الآن، بما في ذلك تركيا والأردن ولبنان.
كما بيّن لافروف أن ذلك "رغبة، على ما يبدو، في استمرارية هذا الواقع، حتى يعيش هؤلاء اللاجئون بشكل دائم على أراضي دول المنطقة".
وفي السياق ذاته، أشار الوزير الروسي إلى أنه خلال النظر في الوضع الإنساني في سوريا، من الضروري النظر إلى مجموعة كاملة من الأسباب التي أدت إلى الوضع الذي تعيشه الجمهورية اليوم، بما في ذلك العقوبات، و"قانون قيصر"، فضلاً عن الإجراءات غير القانونية، ومصادرة الأصول السورية في المصارف الأجنبية و"رفض الشركاء ضمان إيصال المساعدات الإنسانية من خلال المنظمات الدولية عبر دمشق، عبر خط التماس، إلى جميع المناطق التي لم تخضع لسيطرة الحكومة بعد".
وأضاف سيرغي لافروف "من هذا المنطلق ناقشنا (مع الجانب التركي) الوضع في سوريا ونحن نواصل المضي قدماً في هذا".
إلى ذلك، بيّن لافروف في سياق مختلف أن موسكو وأنقرة تعتزمان المساهمة بشكل مشترك في تطبيع التفاعل العملي بين باكو ويريفان. وقال رئيس الدائرة الدبلوماسية "اتفقنا على مواصلة تنسيق جهودنا بشكل وثيق لمساعدة باكو ويريفان في حل القضايا، لتطبيع العلاقات مع التركيز على تعزيز إجراءات بناء الثقة".
زيارة أردوغان إلى شوشا
كما تحدث سيرغي لافروف عن زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى أذربيجان، منتصف يونيو/ حزيران الجاري، التي قام خلالها بزيارة شوشا، بفتها زيارة في إطار العلاقات الثنائية بين باكو وأنقرة.
ورداً على السؤال ذي الصلة، قال وزير الخارجية الروسية: "أما زيارة الرئيس إردوغان إلى أذربيجان فكانت زيارة في إطار العلاقات الثنائية بين تركيا وجمهورية أذربيجان".
وأضاف: "اتفقنا اليوم مع مولود تشاويش أوغلو على أننا سنساعد الجميع في استخدام إمكانياتهم، من أجل المصالحة، وتطبيع العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان، وتهيئة الظروف لكل من الأرمن والأذربيجانيين، وأي شعب آخر من عرقيات أخرى على هذه الأرض، للعيش بحسن الجوار جنباً إلى جنب.. وبعد ذلك، في رأينا، سيكون الحل لأي قضايا، بما في ذلك القضايا السياسية، أسهل بكثير".
وشدّد سيرغي لافروف على أن أحد المجالات الإضافية للتعاون الثنائي هو تعزيز استعادة الروابط التجارية والاقتصادية والنقل في هذه المنطقة.
وقال الوزير الروسي: "في وقت من الأوقات، كان لدينا دعم ورد فعل إيجابي على اقتراح الرئيس إردوغان والرئيس (الأذربيجاني إلهام) علييف، لإنشاء مثل هذه الآلية لتعزيز تنمية منطقة (3 + 3) ثلاث دول عبر القوقاز وثلاثة جيران: روسيا وتركيا وإيران". وبحسب قوله، فقد تمت مناقشة هذا الموضوع اليوم الأربعاء في المحادثات.
وأشار لافروف إلى أنه "هنا، برأيي، خطط جيدة لأول مرة. نحن راضون عن التعاون الوثيق والأهم من ذلك التعاون في الشؤون الأرمنية - الأذربيجانية وقره باغ".
كما أشار رئيس السلك الدبلوماسي الروسي إلى أن التفاعل بين موسكو وأنقرة في الترويج لتسوية حول ناغورني قره باغ يتجسد ليس فقط في المشاورات الدورية وتنسيق المواقف السياسية، ولكن أيضاً في سير عمل مركز المراقبة الروسي - التركي حول ناغورني قره باغ على الأرض، مما يضمن التحقق من احترام وقف إطلاق النار من قبل الجميع ومجمل نشاطات القوات العسكرية".
قناة "إسطنبول"
إلى ذلك أعلن الوزير لافروف أن خطط بناء "قناة اسطنبول" لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على معايير وجود السفن الأجنبية في البحر الأسود.
وأضاف: "نحن راضون عن التفاعل مع أصدقائنا وزملائنا الأتراك بشأن تنفيذ اتفاقية مونترو. واليوم، خلال المحادثات، قرّرنا أن خطط بناء قناة إسطنبول لن تؤثر بأي حال من الأحوال على معايير وجود أساطيل بحرية أجنبية في البحر الأسود".
وفي هذا الجانب، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم السبت الماضي، بدء إنشاء قناة "إسطنبول" الملاحية بين بحر مرمرة والبحر الأسود، متجاوزة مضيق البوسفور، علماً أن إردوغان كان قد أعلن عن هذا المشروع في عام 2011.
ومن المفترض أن تكون القناة قادرة على التعامل مع حوالي 160- 180 سفينة في اليوم، بما في ذلك الناقلات التي تصل حمولتها الصافية إلى 300 ألف طن.
هذا ويُذكر أنه في الوقت الحالي تمر 43 ألف سفينة سنوياً عبر مضيق البوسفور صعب الملاحة. وبحسب عدد من الخبراء، في تركيا، قد يتجاوز تدفق السفن عبر مضيق البوسفور الـ 70 ألف سفينة سنوياً في السنوات الـ 10 إلى الـ 15 القادمة.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس