Ru En

لافرينتييف: روسيا ترى استعدادا لإحلال الهدوء في إدلب

١٧ فبراير ٢٠٢١

أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف، أن بلاده ترى استعداداً لإرساء الهدوء في منطقة خفض التصعيد في إدلب، مشيراً إلى أن الكثير سيتوقف على سلوك المعارضة المعتدلة، وذلك في 17 فبراير/شباط 2021.

 

وقال لافرينتييف، خلال مؤتمر صحفي عقب اختتام جلسات الاجتماع الدولي الخامس عشر حول سوريا بصيغة "أستانا": "نرى استعدادا لإحلال الهدوء في منطقة خفض التصعيد في إدلب. ولكن هذا سيتوقف كثيراً على المعارضة المعتدلة"، مشدّداً على أن المعارضة السورية المعتدلة "تمثل قوة كبيرة إلى حد ما".

 

وأضاف المسؤةل الروسي أنه: "لدى المعارضة القدرة على ضمان وجودها المستقر في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وضمان، إن لم يكن التخلص، من ممثلي الجماعات المتطرفة التي تشكلت هناك، إلى خارج المنطقة الأمنية، فتحييد هؤلاء كحد أدنى، وهذا سيساعد كثيرا على استقرار الوضع هناك".

 

وتعتبر إدلب المنطقة الوحيدة في سوريا التي تسيطر على معظمها التشكيلات المسلحة للمعارضة السورية وجماعة "جبهة النصرة" الإرهابية (المحظورة في روسيا الاتحادية). وفي 2017، تم إنشاء منطقة خفض التصعيد الشمالية هناك، حيث انتقل مقاتلون إليها مع عائلاتهم من مناطق أخرى من البلاد، ممن رفضوا إلقاء أسلحتهم بشكل طوعي.

 

 

الرغبة في إيجاد حل وسط

 

إلى ذلك صرّح ألكسندر لافرينتييف بأن روسيا أشارت خلال اجتماع مع المعارضة السورية إلى استعدادها للتوصل إلى حلول وسط في مسألة التسوية السلمية للأزمة.

 

وأضاف: "أجرينا اليوم محادثات شاملة ومهمة إلى حد ما مع المعارضة (السورية). ومن حيث المبدأ شعرنا بالرغبة في مثل هذا التوجه نحو الوصول إلى بعض خيارات التسوية من أجل حل سلمي للأزمة".

 

وشدّد لافرينتييف على أن روسيا غلى استعداد للعمل الجماعي لحل الوضع في إدلب، وقال: "نحن مستعدون لاستقبال (المعارضة السورية) في موسكو، كما نحن مستعدون للعمل انطلاقاً من أي منصات أخرى، والأهم هو الابتعاد عن مثل هذه الأساليب المتطرفة لحل الأزمة، والتي تشمل تغيير في الحكومة القائمة في سوريا. وإلا، بالطبع، سيكون من الصعب للغاية التحدث عن تقدم من جانب الحكومة الشرعية".

 

 

عن عمل اللجنة الدستورية

 

كما صرّح المبعوث الخاص للرئيس الروسي بأن هناك تقدم ملحوظ في عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف، منوّهاً بأنه قد مر عامان على بدء عمل هذه اللجنة، وبأنه "رغم كل شيء، تمكنا من المضي قدما".

 

وقال الدبلوماسي الروسي رفيع المستوى: "مع ذلك بدأت الأطراف في التحدث مع بعضهما البعض، وإن لم يكن ذلك بشكل مباشر، ولكن خلال المشاورات تم طرح أفكار ومقترحات مثيرة للاهتمام بالفعل، وسيتم تعميمها بشكل أكبر من أجل اتخاذ بعض القرارات".

 

وبحسب قوله، فإن موسكو تتوقع أن يكون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون قادراً على إقناع الأطراف بمزيد من المرونة في المفاوضات.

 

 

التفاعل مع الولايات المتحدة

 

كما أقاد ألكسندر لافرينتييف، بأن روسيا تتوقع أنه مع وصول جو بايدن إلى الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، سيتم تعديل سياسة الضغط القصوى على سوريا لصالح التليين.

 

وقال: "نأمل أن تسود الفطرة السليمة، وأن يتم تعديل سياسة الضغط القصوى، التي التزمت بها القيادة الأمريكية خلال السنوات الأربع تقريباً من ولاية دونالد ترامب، وأن تتجه نحو تخفيف الإجراءات التقييدية في ظل جو بايدن".

 

وشدّد لافرينتييف على أن ذلك ضروري من أجل تخفيف معاناة الشعب السوري، مشيراً إلى أنه قبل عام ونصف، أي قبل فرض العقوبات الصارمة، تم تزويد سكان البلاد ككل بمواد الغذاء والدواء والطاقة.

 

وأضاف: "مع اعتماد قانون قيصر سيئ السمعة بشأن فرض عقوبات على النظام، بدأ الوضع الاجتماعي والاقتصادي (في سوريا) يتدهور بشكل حاد. وهذا يشير في النهاية إلى أنه ليس خطأ الحكومة الحالية التي فعلت كل شيء من أجل الحفاظ على مستوى طبيعي لتوفير الأمن والغذاء والوقود وزيوت المحركات، لكن هذه كلها نتائج الضغط من الخارج".

 

واختتم الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية هذه الفكرة بالقول: "إذا تغيرت هذه السياسة، أعتقد أننا سنتمكن من الاعتماد بشكل أكبر على نهج دمشق الأكثر إنتاجية لحل كافة القضايا، بما في ذلك مسألة التنسيق. أشدد مجدداً على اعتقادنا بأننا بحاجة إلى التحدث مع دمشق، وأننا بحاجة إلى إقامة حوار مع دمشق بدلا من عزلها سياسياً واقتصاديا".

 

كما قال لافرينتييف فإن روسيا منفتحة على التفاعل مع الولايات المتحدة في إطار صيغة أستانا بشأن سوريا، "في حال أبدت واشنطن هذه الرغبة".

 

 

وقال في معرض رده على سؤال ذي صلة: "نحن منفتحون على الحوار مع شركائنا الأمريكيين. الآن لم يتشكل موقف واشنطن إزاء الملف السوري بشكل نهائي، الأمر يستغرق وقتا. نأمل في إقامة حوار بنّاء بين أطراف معنية في المستقبل، إذا أظهروا استعدادهم لذلك"ـ مشدداً على أن روسيا تعتبر الوجود الأمريكي في سوريا "غير قانوني".

 

وأضاف: "ما يفعلونه باستخدام الشركات الأمريكية التي تسيطر عليها واشنطن لنهب الموارد الطبيعية، أعني بالدرجة الأولى النفط بالطبع.. غير مقبول، لأن هذا يسبب معاناة للسوريين الذين يتم حرمانهم من حق استخدام عائدات النفط في بلدهم.. لمصلحة الشعب السوري".

 

 

احتمال القيام باستفزازات كيماوية

 

وقال ألكسندر لافرينتييف إن لدى روسيا معلومات عن التحضير لاستفزازات جديدة باستخدام المواد الكيماوية في سوريا، مؤكداً على أن ثمى معلومات ترد حالياً عن التحضير لاستفزازات جديدة باستخدام المواد الكيماوية في سوريا".

 

وشدّد على أن روسيا تسجل ظهور ممثلين عن منظمة "الخوذ البيضاء" في محافظة إدلب السورية، "التي تستعد الآن بحسب المعلومات المتوافرة، لبدء إظهار استخدام مزعوم من قبل الحكومة المركزية للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين".

 

وأشار الدبلوماسي إلى أن المحرضين على ذلك يعوّلون على "إجراءات عقابية" من الغرب ضد دمشق.

 

وتابع ألكسندر لافرينتييف: "نوجه تحذيراً لكل من يقف وراء هذه الاستفزازات (بالأسلحة الكيماوية)، للإعداد لهذه الهجمات الهمجية. الفبركة هنا لن تساعد، وسيتم بعد ذلك تحديد هوية جميع المتورطين وإخضاعهم للمحاكمة والمسؤولية والعقاب".

 

وأضاف "لكن الحقيقة هي أن مثل هذه المحاولات وحشية أيضاً لأنها يمكن أن تدفع البلاد إلى جولة أخرى من المواجهة، في حال اتخاذ بعض الإجراءات العقابية ضد دمشق من قبِل الغرب".

 

 

إجراء الانتخابات في سوريا

 

كما قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين  إن موسكو لا تقبل اعتراضات الغرب على عدم شرعية إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا حتى يتم وضع دستور جديد.

 

وشدّد قائلا: "الدستور السوري ينص على إجراء انتخابات رئاسية في موعدها، في وقت ما هذا الصيف. نحن نعتبر ذلك شرعياً تماماً، ولا نقبل مزاعم الغرب بأنه لا ينبغي القيام بذلك بأي شكل من الأشكال، أو أنه سيكون غير قانوني"، واستطرد متسائلا: "غير قانوني من أي وجهة نظر؟! لا يمكنهم إثبات ذلك".

 

كما أعرب ألكسندر لافرينتييف عن اعتقاده بأن العملية السياسية للإصلاح الدستوري يجب أن تسير على التوازي مع عمل هياكل الدولة. نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية ونرى أن الانتخابات الرئاسية ملائمة"، منوهاً بأن روسيا ستراقب سير هذه الانتخابات في حال تم إجراؤها. 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

المصدر: تاس