Ru En

مصدر دبلوماسي روسي: واشنطن تتبع مسارا لتقويض تأثير روسيا في العالم العربي

١٩ يونيو ٢٠٢٠

صرح مصدر دبلوماسي روسي لوكالة "ريا نوفوستي" أن الولايات المتحدة تتبع مسارا يستهدف تقويض دور روسيا ونفوذها في العالم العربي.

 

وقال المصدر: "من جانبها، دعت روسيا باستمرار إلى ضرورة التوصل لتسوية سياسية بديلة للصراع الليبي، والالتزام الصارم بالقرارات التي اتخذها المجتمع الدولي بشأن القضايا الليبية".

 

وأضاف أن موسكو تحافظ على حوار بناء مع جميع أطراف النزاع الليبي وتنطلق من حقيقة أنه لا يوجد حل عسكري للمشكلة، ومع أخذ ذلك في الاعتبار، فإن الاتهامات المتكررة من واشنطن ضد روسيا الاتحادية بالتحريض على الأزمة الليبية "تبدو أن لا أساس لها على الإطلاق".

 

وقال مصدر في الوكالة "إن البيان الاستفزازي التالي حول هذا الموضوع حيث "أشار" قبل أيام مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، الذي يتفق مع فرضية أن "تدخل موسكو" في الشؤون الليبية أدى إلى التدخل التركي.

 

وفي هذا الصدد، أشار المصدر الدبلوماسي الروسي إلى أنه في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2019، خلال المباحثات مع وزير الخارجية

الأمريكي مايك بومبيو، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اقتراح يؤدي إلى إطلاق آلية للمشاورات الروسية الأمريكية حول مجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بتعزيز التسوية السياسية الشاملة بين الأطراف الليبية.

 

 

واشنطن غير مهتمة باتعاون لصالح حل مبكر للأزمة في ليبيا

 

 

وأضاف: إن رد الفعل على هذه المبادرة لم يتم تلقيه قط، مما يشير إلى عدم اكتراث الولايات المتحدة بإقامة تعاون بنّاء لصالح حل مبكر للأزمة في ليبيا، وبشكل أكثر عموما، حول مسار يركز على تقويض دور روسيا ونفوذها في العالم العربي".

 

الولايات المتحدة، وفقا لمحاور وكالة "ريا نوفوستي"، تدفع أطراف النزاع في ليبيا بشكل سري لمواصلة المواجهة العسكرية، في محاولة لضمان مصالحها في هذا البلد.

 

وقال "يجب التذكير بأن الولايات المتحدة كانت الرائدة في التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي في الجماهيرية الليبية عام 2011، والتي أعادت البلاد إلى وضعها الحالي اليوم".

 

 

وتابع المصدر الدبلوماسي الروسي: "بعد ذلك انسحبت واشنطن من الجهود الجماعية الهادفة إلى تسوية سياسية ليبية شاملة واتخذت موقف الانتظار والترقب. وفي الوقت نفسه يدفع الأمريكيون من وراء الكواليس أطراف النزاع المسلح لمواصلة المواجهات العنيفة في محاولة لضمان مصالحها في أنحاء ليبيا."

 

وقال المصدر "إن الولايات المتحدة، التي تتهم روسيا بالتدخل في الشؤون الليبية إلى صف قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، تريد صرف الانتباه عن دورها القبيح في هذا الصراع".

 

وقال: "مؤخرا اتهم متحدثون أمريكيون رفيعو المستوى روسيا في كثير من الأحيان بالتدخل المدمر في الصراع إلى جانب الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر. ولم يتم تقديم أي دليل على ذلك".

 

وقال المصدر للوكالة "من الواضح أن الولايات المتحدة تحاول اللجوء إلى تكتيكات الهجمات التي لا أساس لها ضدنا وتحاول صرف انتباه المجتمع الدولي عن سياستها غير المسؤولة تجاه ليبيا وعلى وجه الخصوص دورها القبيح في الصراع الليبي."

 

وفي الوقت نفسه، تفكر الولايات المتحدة في تعزيز وجودها العسكري الدائم في ليبيا.

 

"وفي نهاية المطاف تم لفت الانتباه إلى البيان الذي أدلى به وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا في شباط/ فبراير من هذا العام أنه في حال طلبت واشنطن الإذن ببناء قاعدة عسكرية أمريكية في طرابلس على الأراضي التي تسيطر عليها السلطات الليبية الغربية، فإنهم لن يعترضوا على ذلك".

 

طائرات محملة من قاعدة رامشتاين إلى طرابلس ومصراتة

 

وقال المصدر الدبلوماسي الروسي: "ما إذا كانت مثل هذه الدعوة العلنية من الأمريكيين إلى ليبيا يمكن القيام بها دون مناقشة أولية لهذه القضية بين حكومة فايز السراج وممثلي البنتاغون".

 

وأضاف "يمكننا أن نفترض أن هذا تحقيق لرد فعل دولي على الخطط الأمريكية لتعزيز تواجدها العسكري الدائم في ليبيا".

 

وتتضح الخطط الأمريكية لـ"التوحيد العسكري في ليبيا" أيضا من حقيقة أن طائرات النقل العسكرية الأمريكية تقوم برحلات منتظمة من قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا إلى طرابلس ومصراتة، وقد تكون الشحنات التي يتم نقلها إلى غرب ليبيا ذات طبيعة عسكرية.

 

وقال "وفقا لبيانات من مصادر ملاحية مفتوحة، تقوم طائرات النقل العسكرية الأمريكية برحلات منتظمة من قاعدة رامشتاين الجوية إلى طرابلس ومصراتة".

 

وأكد المصدر الروسي "هناك سبب للاعتقاد بأن البضائع المنقولة إلى غرب ليبيا ذات طبيعة عسكرية، وسيتم توزيعها من قبل وحدة خاصة تابعة للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، المنتشرة على الحدود الليبية التونسية".

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

photo: Creative Commons