أشار مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة - فاسيلي نيبينزيا، الى أن روسيا تأمل بأن يتمكن مجلس الأمن الدولي، على غرار الجمعية العامة، من المطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك اليوم الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وقال فاسيلي نيبينزيا في اجتماع الدورة الطارئة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن حماية الشعب الفلسطيني: "نأمل أن يتمكن مجلس الأمن أخيراً، عقب انعقاد الجمعية العامة، من الوفاء بالتزاماته، علاوة على ذلك، قام ممثلو دولة الإمارات العربية المتحدة بإعداد وتقديم مشروع آخر للنظر فيه بشأن زيادة ومراقبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وأضاف نيبينزيا: "في الواقع، يتم تنفيذ خطة أمام أعيننا: قصف قطاع غزة وإعادته الى العصر الحجري، ويحزنني أن أقول إن الجهود الجماعية للأمم المتحدة لم تؤد طوال هذا الوقت إلى النتيجة المرجوة، لكن السبب ليس أن الدبلوماسية المتعددة الأطراف تتعطل، وليس عجز مجلس الأمن عن أداء مهمته، كما يقول البعض".
حول تدخل واشنطن
كما أكد مندوب روسيا أن "الولايات المتحدة تقف في طريق جميع جهود حفظ السلام، منذ البداية، رفضت واشنطن صراحة الدبلوماسية متعددة الأطراف، ولقد سمعنا من الممثلين الأمريكيين أنه بينما تشارك واشنطن في دبلوماسية ثنائية هادئة على الأرض، بينما واشنطن تتدخل في ذلك، لا يحتاج الى أي أحد للتدخل فيه. هذا هو السبب الرئيسي في أن مجلس الأمن الدولي لم يتمكن من اتخاذ أي إجراءات حاسمة طوال هذا الوقت، كما اقترح عدد من أعضائها مشروع حلول لحل الوضع، وأجروا مفاوضات مكثفة بشأنها بحسن نية، على مدار الساعة تقريباً. فالإمارات وروسيا والصين تطلب باستمرار اجتماعات مجلس الأمن لمناقشة الوضع في غزة، وهو ما لم يفعله زملاؤنا الغربيون من قبل".
وأوضح نيبينزيا أنه في 16 أكتوبر/تشرين الأول، اقترحت روسيا أول مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي مع نص على وقف فوري لإطلاق النار في منطقة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، لكنه لم يكن مدعوماً من الوفود الغربية، وبسبب حق النقض، "الـ فيتو" الأمريكي، لم يتم تمرير المسودة البرازيلية أيضاً، مؤكداً أنه "منذ ذلك الحين، وقعت العديد من الأحداث الرهيبة التي كشفت عن عدم وجود بديل لما كنا نتحدث عنه منذ البداية - وهو مطلب لا لبس فيه للأطراف لوقف الأعمال القتالية والعنف، إنها مطالب وليست طلبات كما يليق بمجلس الأمن".
وتابع: "لقد اقترب مجلس الأمن الدولي من مثل هذا القرار في 8 ديسمبر الجاري، حين احتشد أكثر من 100مشارك ممن صاغوا الوثيقة حول المسودة من جانب المجموعة العربية، مع بند وقف إطلاق النار، وتم تقديمه بإسم الإمارات العربية المتحدة".
وأردف فاسيلي نيبينزيا القول: "احتوى النص على كل ما طلبه (الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش) في خطابه غير المسبوق أمام مجلس الأمن"، مؤكدا أنه حتى ذلك الحين لم تسمح الولايات المتحدة باعتماد القرار.
ولفت مندوب روسيا الدائم الانتباه الى أن "الولايات المتحدة مرة أخرى، لحماية حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط، استخدمت "الـ فيتو" ضد قرار مجلس الأمن، ونتيجة لهذه الخطوات، يستمر سفك الدماء الوحشي، والآلاف الجديدة من الضحايا والدمار الميت والكارثي، بعد أن بدأت الدعوة لوقف إطلاق النار، أصدر الجانب الأمريكي بالفعل ترخيصاً للقتل ويتحمل الآن المسؤولية الكاملة عن كل ضحية جديدة للصراع في غزة".
كما اشار الدبلوماسي الى أنه "يجب على بقية أعضاء مجلس الأمن وأعضاء الأمم المتحدة بشكل عام ألا يشاركوا بهذا الذنب".
حول الفيتو
استخدمت الولايات المتحدة، في 8 ديسمبر الجاري، حق النقض، الـ "فيتو"، في مجلس الأمن الدولي وعرقلت مشروع قرار إنساني أعدته الإمارات العربية المتحدة، والذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في منطقة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، إذ صوت 13 من أعضاء مجلس الأمن الـ 15 لصالح القرار، بما في ذلك روسيا والصين، بينما امتنعت المملكة المتحدة عن التصويت.
وفي شرحه لاستخدام حق النقض من قِبَل الولايات المتحدة، قال نائب الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة - روبرت وود، إن القرار "منفصل عن الواقع" بالإضافة إلى ذلك، لم تكن واشنطن مقتنعة بأن الوثيقة لا تدين حركة "حماس" الفلسطينية، كما أنها لم تؤكد حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.
وكما قال النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة - دميتري بوليانسكي، قبل التصويت، لم يتمكن مجلس الأمن من المطالبة بوقف إطلاق النار لمدة شهرين بسبب موقف واشنطن، منوّهاً بأن هناك سبب واحد، موقف الولايات المتحدة، التي تسعى إلى حماية حليفها بأي وسيلة، حيث تمنع مجلس الأمن من التدخل.
حول القرار
في الشأن ذاته يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت، يوم أمس الثلاثاء، على تبني قرار قدمته مصر وموريتانيا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في منطقة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، حيث صوتت 153 دولة لصالح الوثيقة، بما في ذلك روسيا والبرازيل وإيران وإسبانيا وكندا والصين وكوبا والإمارات والسعودية وفرنسا وسويسرا والسويد، فيما عارضت 10 دول على القرار،بما في ذلك النمسا وإسرائيل والولايات المتحدة وجمهورية التشيك، وامتنعت 23 دولة عن التصويت، بما في ذلك المملكة المتحدة وألمانيا وأوكرانيا.
ويكرر مشروع القرار الذي قدمته مصر وموريتانيا في الدورة الطارئة الاستثنائية الـ10 للجمعية العامة للأمم المتحدة نص الوثيقة التي اقترحتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن الأسبوع الماضي، والتي تم رفضها بسبب ـ "الفيتو" الأمريكي، حيث شارك في رعاية القرار عشرات الدول، بما في ذلك روسيا وبيلاروسيا والصين ومالطا والبرتغال.
ويدعو القرار إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، فضلاً عن إطلاق سراح جميع الرهائن، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب الوثيقة من طرفيّ النزاع الامتثال للقانون الإنساني الدولي.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Zuma\TASS
المصدر: تاس