تمت الموافقة على مرسوم من الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، يحدد مفهوماً جديداً للسياسة الخارجية لروسيا، إذ تعتزم روسيا إيلاء الاهتمام على سبيل الأولوية لتطوير التعاون مع إيران وتركيا ومصر والسعودية، فضلاً عن دعم سوريا، وذلك اليوم الجمعة 31 مارس/آذار 2023.
وجاء في المرسوم أن روسيا تعتزم، على سبيل الأولوية، أن تولي اهتماماً بتطوير التعاون الشامل والقائم على الثقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والدعم الشامل لسوريا، فضلاً عن تعميق شراكة متعددة الجوانب ذات منفعة متبادلة مع جمهورية تركيا ومصر والسعودية وغيرها من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مع مراعاة درجة سيادتها والبناءة في سياستها فيما يتعلق بروسيا".
ويؤكد الزعيم الروسي أن شركاء روسيا المطلوبين والموثوقين بشكل متزايد في ضمان الأمن والاستقرار وحل المشكلات الاقتصادية على المستويين العالمي والإقليمي، "هم دول ذات حضارة إسلامية صديقة في واقع وفي عالم متعدد الأقطاب إذ تفتح آفاقاً واسعة لتصبح مركزاً مستقلاً للتنمية العالمية. وفي هذا الصدد، تسعى روسيا إلى تعزيز التعاون الشامل متبادل المنفعة مع دول منظمة التعاون الإسلامي، واحترام هياكلها الاجتماعية والسياسية والقيم الروحية والأخلاقية التقليدية".
وأشار الرئيس فلاديمير بوتين الى أن موسكو كذلك ستولي اهتماماً لتشكيل "بنية شاملة مستدامة للأمن والتعاون الإقليميين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا على أساس توحيد إمكانات جميع الدول والجمعيات بين الدول في المناطق، بما في ذلك جامعة الدول العربية ومجلس التعاون للدول العربية في الخليج العربي".
وأكد بوتين أن الجانب الروسي ينوي التعاون بنشاط مع جميع الأطراف المعنية من أجل تنفيذ مقترحات روسيا لضمان الأمن الجماعي في منطقة الخليج العربي، إذ تعتبر موسكو تنفيذ هذه المبادرة "خطوة مهمة نحو تطبيع مستدام وشامل للوضع في منطقة الشرق الأوسط"
ويشير النص إلى أن روسيا تسعى إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، بالإضافة إلى الإسهام في توطيد الجهود الرامية إلى حماية القيم التقليدية ومكافحة الكراهية للإسلام. وستهتم كذلك بتخفيف التناقضات بين دول منظمة التعاون الإسلامي وجيرانها، وكذلك المساهمة في تسوية النزاعات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وجنوب شرق آسيا. علاوة على ما تقدم، وبحسب النص أيضاً، ترى روسيا الحاجة إلى استخدام الإمكانات الاقتصادية لبلدان المنطقة "من أجل تشكيل شراكة أوروبية آسيوية كبيرة.
دعم عمليات التكامل
هذا وتعتزم روسيا التركيز على دعم عمليات التكامل في إطار الجمعيات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وافريقيا وأمريكا اللاتينية.
ووفقاً للرئيس الروسي: "من أجل تسهيل تكييف النظام العالمي مع واقع عالم متعدد الأقطاب، تعتزم روسيا إيلاء الاهتمام على سبيل الأولوية لدعم التكامل الإقليمي ودون الإقليمي في إطار المؤسسات الصديقة متعددة الأطراف ومنصات الحوار والجمعيات الإقليمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية وافريقيا والشرق الأوسط".
كما يؤكد المفهوم الجديد الذي وقعه الرئيس الروسي على أن روسيا ستولي أيضاً اهتماماً خاصاً لتحسين الاستدامة والتطوير التدريجي للنظام القانوني الدولي.
منطقة آسيا والمحيط الهادئ
وبحسب المرسوم الرئاسي، ستقاوم روسيا محاولات تقويض نظام الأمن والتنمية الذي تم إنشاؤه حول الـ "آسيان" على أساس المساواة، مع الأخذ في الاعتبار الإمكانات المتعددة الأوجه المتنامية ديناميكيا لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما وتعتزم روسيا إيلاء الأولوية لمواجهة محاولات تقويض النظام الإقليمي للجمعيات متعددة الأطراف التي تم إنشاؤها حول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في مجال الأمن والتنمية، بناءً على مبادئ الإجماع والحقوق المتساوية للمشاركين فيها.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: fabrikasimf/Freepik
المصدر: تاس