Ru En

العلاقات الروسية – البحرينية: الإنتقال من الإهتمام إلى المشاريع الكبيرة ذات المنفعة المتبادلة

١٩ أبريل ٢٠١٩

بتاريخ 31 من شهر أذار / مارس رئيس جمهورية تتارستان، ورئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي" -  روستام مينيخانوف قام بزيارة عمل إلى البحرين. حيث أن زيارة الدولة – الجزيرة الواقعة في الخليج الفارسي (العربي) أصبحت إستمرارا لتنامي العلاقات الرسمية بين موسكو والمنامة.

 

الأصدقاء البحرينيين

 

إن موضوع الزيارة الأساسي هو الإستثمارات، التي تسعى تتارستان بنشاط بجذبها إلى المنطقة. حيث أن  روستام مينيخانوف زار حديقة الإستثمارات الدولية في البحرين (Bahrain International Investment Park)، وتعرف على مبادئ عمل المنصة والمعنيين فيها. حيث أشار رئيس تتارستان إلى أن الزراعة والبتروكيماويات يمكن أن تجعل مجالات هذه المواضيع وأن الطرفين يحصلان على فوائد كبيرة من تنميتها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن روستام مينيخانوف قد أشار إلى جاذبية أسعار الطاقة الكهربائية والغاز في الدولة – الجزيرة، والذي يمكن أن يكون عاملا هاما لإدراج شركات تتارستان في حديقة الإستثمارات الدولية في البحرين.

 

ولاحقا تم عقد لقاء جمع بين رئيس جمهورية تتارستان، ورئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي" وبين إبن عم ملك البحرين  حمد بن إبراهيم أل خليفة، - المسؤول عن تنمية الإستثمارات في المملكة. الشيخ حمد يعتبر أنه صديقا لتتارستان. في عام 2015 ميلادية وصل بزيارة إلى تتارستان، وقام بزيارة إلى مدينتي بولغار وكازان.

 

العلاقات الروسية – البحرينية: الإنتقال من الإهتمام إلى المشاريع الكبيرة ذات المنفعة المتبادلةروستام  مينيخانوف و حمد بن إبراهيم أل خليفة.  الصورة:  مارات خوساينوف (من موقع رئيس جمهورية تتارستان).

 


لا بد من الإشارة إلى أنها ليست الزيارة الأولى لرئيس تتارستان إلى البحرين. في عام 2016 ميلادية، كان روستام  مينيخانوف سنويا يقوم بزيارة إلى هذه الدولة – الجزيرة الواقعة في الخليج الفارسي (العربي). كما أن مثل هذه الإتصالات  بدأت في التعبير عن تنفيذ المشاريع المشتركة. فمثلا، على سبيل المثال، منذ سنة، أصبح معروفا بأن الخبراء من تتارستان سيساعدون البحرين في إستخراج الرواسب النفطية التي تم الكشف عنها على أراضي المملكة.

 

العلاقات المحتملة

 

إن العلاقات المتبادلة بين تتارستان والبحرين – هي جزء من الصورة العامة للعلاقات الروسية – البحرينية. وفي السنوات الأخيرة لوحظ نشاط في زيادة الإتصالات بين دولتينا في العديد من المجالات المختلفة.

 

كما أن السلطات في جزيرة البحرين في أواخر القرن الـعشرين ومطلغ القرن الحادي والعشرين فرضوا نظام ضريبي جذاب في الدولة (عدم وجود ضريبة الدخل، وضريبة القيمة المضافة) بالإضافة إلى ذلك وجود نظام التأشيرة المبسط مع العديد من البلدان المتقدمة. وهذا أدى إلى تحمل الإقتصاد البحريني التقلبات في أسواق المواد الخام، والذي يعتبر مكانا يجذب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم. وعلاوة على ذلك، فإن سلطات الدولة تبحث بإستمرار عن خيارات التنويع الإقتصادي، والتي تحاول لتطوير إتجاهات جديدة وإقامة علاقات ذات منفعة متبادلة مع الشركاء.

 

الوقود والطاقة. في هذا المجال، تعمل روسيا بصفتها لاعبا في السوق الدولية، وهذا التفاعل الذي يمكن أن يجلب المنفعة للمنامة. وقبل كل شئ، البحرين تحاول أن تعلب دورا هاما في محور الوقود في الخليج الفارسي (العربي). ولهذا، فمن الضروري مساعدة روسيا في إنشاء محطة الغاز الطبيعي المخفض، وفي الواقع، الغاز بحد ذاته. الحقيقة تكمن في أن مخزون الغاز البحريني ليس كثيرا. وتدرس السلطات في مملكة البحرين بجدية إلى خيار نقل الغاز الطبيعي المخفض الروسي للإستهلاك المحلي ومن خلال المحطة – لإعادة تصديره لاحقا. ومن الواضح، بأن المنامة ستسعى إلى فرض مثل هذا السيناريو، لأنه توجد مثل هذه النية لدى سلطنة عمان، التي تحاول لتنفيذ هذا المشروع الذي يعتمد على مصادر الوقود الإيراني. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للتجربة الروسية في تطوير مجمع الطاقة القدرة على جذب الإهتمام لدى البحرين، حيث تكون مسألة إستخدام مصادر الطاقة البديلة مسألة مهمة للغاية.

 

الفضاء. إهتمام المنامة بتطوير الصناعات الفضائية كذلك يمكن أن يصبح عاملا بزيادة علاقات الصداقة الروسية – البحرينية. كما أن تقاليد إستكشاف الفضاء الخارجي إلى جانب توافر الحلول التكنولوجية موجودة لدى الجانب الروسي – وهي مساعدة جيدة لدولة في الخليج الفارسي (العربي)، والتي بدأت منذ 5 سنوات بالبدء في عمل وكالة الفضاء العلمية الخاصة بها.

 


الهندسة الحيوية.  إتجاه أخر – يمكن للدولتين أن تستفيدان في الحصول على المنفعة، - تطوير الصناعات الدوائية والطب البيولوجي الأساسي. حيث أن الإتصالات بين الدولتين حول هذا الموضوع كانت في الأعوام 2015 و 2016 ميلادية، - أثناء زيارة الوفد الروسي إلى البحرين والتوثل إلى إتفاق بشأن تبادل الخبرات في إعداد الكوادر الطبية.

 

العلاقات الروسية – البحرينية: الإنتقال من الإهتمام إلى المشاريع الكبيرة ذات المنفعة المتبادلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسلم وسام الصداقة للمدير العام لمؤسسة "ممتلكات" محمود هاشم الكوهجي. الصورة من: موقع رئيس روسيا الإتحادية.

 

الإستثمارات. موسكو والمنامة كذلك تعلقان أمال كبيرة في مجال الإستثمارات. مؤسسة "ممتلكات"، التابعة لحكومة البحرين، أعربت عن إهتمامها بالمشاركة في المشروعن المتعلق في قطاع البناء، والطاقة، والمواد الخام، وكذلك التطور التكنولوجي. وفي وقت سابق إتضح بأن هذه المؤسسة إستثمرت في روسيا 235 مليون دولار في المشاريع اللوجستية ومشاريع النقل. ومن اللافت للإنتباه بأن مدير مؤسسة "ممتلكات" محمود الكوهجي في شهر أيار / مايو من عام 2018 ميلادية تسلم وسام الدولة من يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 


وبالتالي، فإنه توجد أرضية لإقامة علاقات متبادلة المنفعة بين روسيا والبحرين. وهذه المجالات وغيرها من ىالتعاون الثنائي ستكون ممكنة فقط من خلال الإتصالات الوثيقة بين بلدينا. كما أن الإرادة السياسية لذلك موجودة، وهذا ما يؤكده التفاعل المتبادل بين تتارستان ودولة الخليج الفارسي (العربي).