Ru En

روسيا - العالم الإسلامي: جوانب جديدة من التعاون

١١ يوليو ٢٠١٩

قدمت مجموعة الرؤية الاستراتيجية  "روسيا – العالم الاسلامي" في قصر  الضيافة بوزارة الخارجية الروسية عرضا لاستراتيجيتها المحدثة بحضور معالي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس جمهورية تتارستان ، رئيس المجموعة روستم مينيخانوف وسفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وممثلين عن إدارة الرئيس الروسي ، ونواب  من مجلس الدوما  والمجلس الاتحادي، وعدد من رؤساء المقاطعات الروسية، بالاضافة الى شخصيات اجتماعية وسياسية ودينة بارزة -هيئة التحرير.

 

أكد في كلمته سيرغي لافروف على أن أنشطة مجموعة الرؤية الإستراتيجية في المرحلة الحالية من تطور العلاقات الدولية تعتبر مهمة. ومن المعروف ان المجموعة أسست بمبادرة  كل من رجل الدولة البارز يفغيني بريماكوف وأول رئيس لجمهورية تتارستان مينتيمير شايمييف. وبناءً على تفويض من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، تولي روستم مينيخانوف رئاستها.

 

كما أكد سيرغي لافروف في كلمته على ان أنشطة مجموعة الرؤية الاستراتيجية  روسيا - العالم الإسلامي  لها اهمية خاصة . حيث تنتظر المجموعة مهام عديدة  تتمثل في تنسيق جهود المجتمع المدني ودوائر الأعمال والجمعيات الدينية والعلماء والشباب والعاملين في المجال الثقافي والفني و كل من يحاول المساهمة في بناء العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي.

 

روسيا - العالم الإسلامي: جوانب جديدة من التعاون

سيرغي لافروف

 

أن خطوات القيادة الروسية الهادفة إلى تعزيز العلاقات الودية مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تحظى بدعم كبير من غالبية سكان المناطق الروسية، خاصة تلك المناطق التي يعتنق جزء كبير من سكانها الإسلام . و بكل ارتياح وسرور نشير الى التوجه المماثل لنهجنا من قبل العديد من شركائنا في دول منظمة التعاون الإسلامي.

 

من جهته ، روستم مينيخانوف،  متحدثا عن أهداف المجموعة وأهدافها المحدثة ،  شكر  معالي الوزير لافروف ودبلوماسيي الوزارة على مساعدتهم النشطة  لهذه المنظمة الدولية غير الحكومية ، التي تتمثل مهمتها الرئيسية في تعزيز التقارب المستقبلي لروسيا مع بلدان العالم الإسلامي ، والحفاظ على الحوار والشراكة على قدم المساواة على أساس ثقافي وحضاري ، إقامة علاقات تستند على  ركيزة توسيع التعاون الاقتصادي والإنساني والديني.

 

تضم المجموعة الاستراتيجية اليوم شخصيات حكومية و إجتماعية وممثلين عن العلوم ودوائر الأعمال وكذا شخصيات دينية من 33 دولة إسلامية و 32 ممثلاً روسيًا.

 

ويمثل الجانب الروسي  في المجموعة أعضاء من المجلس الاتحادي و اعضاء من مجلس الدوما - أعضاء مجلس الشيوخ والنواب - الذين يمثلون مناطق مختلفة من البلاد ، بالاضافة الى المعين حديثًا ممثلا لروسيا الاتحادية لدى منظمة التعاون الإسلامي - السفير المفوض فوق العادة رمضان عبداللطيبوف.

 

في النهج المحدث لأنشطة مجموعة الرؤية الاستراتيجية ، والذي سيركز في المستقبل القريب ، على تلك المناطق الروسية التي يعيش فيها المسلمون بكثرة للمشاركة في أنشطة المجموعة. اليوم ، دعت المجموعة رؤساء المقاطعات الروسية  من بينها : باشكرتوستان ، داغستان ، إنغوشيا ، كاباردينو- بلقاريا ، كراتشاي-شركيسيا ، القرم ، تتارستان ، أوسيتيا الشمالية- ألانيا وجمهورية الشيشان ، بالإضافة إلى ممثلي الإدارات الروحية من هذه المناطق.

 

تتوقع إدارة المجموعة أن تعزيز العامل الإقليمي في أنشطتها سيسمح برفع مستوى التعاون  الاقليمي والديني والثقافي والسياحي بين الاقاليم في وروسيا من جهة ومع دول العالم من جهة اخرى.

 

روسيا - العالم الإسلامي: جوانب جديدة من التعاون

 

ومن هنا ستتاح لمناطق روسيا والدول الأجنبية الفرصة لتظهر لبعضها البعض إمكانياتها الاقتصادية والاستثمارية والوصول إلى مستوى عالٍ جديد من التعاون في التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري.

 

يجري العمل على تحديد وتنشيط عمل الممثلين الأجانب في المجموعة ، بما في ذلك تناوب ثلث عددهم . ولن يقتصر إشراك الأعضاء الأجانب في أنشطة المجموعة على الاجتماعات فقط ، بل سيساهم كل منهم في المهمة المشتركة، وطرح مبادرات لاقامة فعاليات في بلدانهم. إلى جانب ذلك، يتم تشجيع كل من الممثلين الروس والأجانب على المشاركة ، بناءً على طلبهم ، في الفعاليات المختلفة خلال العام أو الانضمام إلى عضوية المجالس الدائمة الناشئة في المجالات الرئيسية والملحة لأنشطة المجموعة.

 

هناك تعديلات على أشكال وطرق التعاون الحضاري ولتحقيق هذه الغاية ، يُقترح عقد ورشة عمل علمية دولية خاصة ، بمشاركة مراكز ومؤسسات بحثية عالمية متخصصة ومتخصصين وخبراء ، يمكن أن يضعوا بداية لأبحاث علمية وعملية منتظمة في مجال التنمية المستدامة للحضارات ويشخصوا مشاكل عصرنا التي تواجه دولنا وفي نفس الوقت تشكل جزءًا من أنشطة المجموعة. لقد بدأ الأمر هذا بتأسيس مجلس خبراء تحليلي برأسة عضو المجموعة ، المدير العلمي لمعهد الاستشراق ، الأكاديمي فيتالي ناؤمكين .و سيقوم المجلس بإعداد تقارير منتظمة عن الموضوعات ذات الصلة بعمل المجموعة ، ويتم عرضها . وعن إستنتاجات وتوصيات البحث المقدم من المجلس من خلال أعضاء المجموعة سيتم إطلاع قادة بلداننا على ذلك.

 

نعتزم تشجيع المراكز العلمية والتعليمية في روسيا والعالم الإسلامي ، وخاصة العلماء الشباب، على البحث الجماعي لطرق ووسائل جديدة للتحذير من الأزمات والصراعات الحديثة والعمل على توسيتها، لمواجهة إيديولوجية الإرهاب والتطرف، الذي يتعارض مع المبادئ الأساسية للإسلام ولهذا المقترحات الأولى لمجلس الخبراء التحليلي سوف تشكل الأساس للتحضير لهذا المؤتمر الدولي حول مشاكل الحوار الحضاري في عام 2020.

 

روسيا - العالم الإسلامي: جوانب جديدة من التعاون

روستم مينيخانوف

 

من أجل الوصول الى نهج منظم لأنشطة المجموعة و لزيادة مستوى التخطيط وجودة الأنشطة المنفذة ، تم تأسيس مؤسسة غير تجارية للحوار الاستراتيجي والشراكة مع العالم الإسلامي ، هدفها الرئيسي هو تمويل وتنظيم المنتديات الدولية والمؤتمرات والتبادل العلمي والتعليمية والثقافي ، بما في ذلك بين الشباب والطلاب، وكذلك توفير الدعم لوسائل الإعلام والموارد المعلوماتية الموجهة نحو تحقيق أهداف وغايات المجموعة.

 

من بين أهم المهام امام هذه المؤسسة ، فتح مكاتب تمثيلية ومراكز إعلامية في روسيا والبلدان الاخرى.  ويجري الان بحث مسألة فتح أول مكتب تمثيلي للمجموعة في جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية ، والمعروفة في كل الدول الإسلامية. 

 

يتمثل أحد الأنشطة المهمة للمجموعة في تعزيز التعاون الإنساني. ونحن نعتقد أن قضايا المثل الأخلاقية التقليدية ، والتراث الثقافي والروحي الذي نشأ في بلداننا ، وحمايتها يجب أن تأخذ مكانًا ذا أولوية في نشاط المجموعة.

 

إلى جانب المهرجان الدولي التقليدي للسينما الإسلامية في قازان ، قراءات أيتماتوف: "حوار الثقافات" في عدد من البلدان ، نقترح عرض عقد منتدى علمي دولي "الإسلام في عالم متعدد الثقافات" ، وايضا البدء من عام 2020  في تنظيم وتنفيذ مشروع الرحلات السياحية الخاصة  بــــ " تاريخ الثقافة الإسلامية في روسيا والخارج".

 

وهناك أوليات أخرى للمجموعة هي المجال الاقتصادي ، لإقامة علاقات تجارية في المجالات التجارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والاستثمارية. وهنا يلعب هذا الدور ، قمة قازان السنوية التي تقيمها حكومة تتارستان في اطار مجموعة الرؤية الاستراتيجية والتي في عام 2019 ، شارك بها أكثر من 3800 مندوب من 72 دولة و 38 منطقة من روسيا في المنتدى. افتتحت الجلسة العامة بقراءة رسالة التحية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القمة.

 

روسيا - العالم الإسلامي: جوانب جديدة من التعاون

 

وإستنادا الى توصيات قمة قازان تخطط إدارة المجموعة لعقد عدد من المنتديات الدولية الأخرى ، من بينها: المؤتمر الدولي "الاقتصاد الرقمي: آفاق التعاون بين روسيا ودول العالم الإسلامي" ، المنتدى السنوي لرواد الأعمال الشباب لمنظمة التعاون الإسلامي ، منتدى الأعمال "طريق الحرير العظيم" وغيرها من الفعاليات.

 

نعتقد أن تعزيز التبادل الإعلامي وبناء معرفة بعضنا البعض سيكون أحد أهم جوانب أنشطة المجموعة. تحقيقًا لهذه الغاية، شارك موظفي" دار حضور " للنشر في هذا العمل. حاليًا ، أطلقت المجموعة موقعًا جديدًا بثلاث لغات: باللغات العربية والإنجليزية والروسية ، وسيتم قريبًا إضافة الإصدارات باللغة الفرنسية والتركية والفارسية. تشمل الفعاليات الرئيسية لهذا العام المنتدى الدولي للصحفيين والمدونين المسلمين في سانت بطرسبورغ. سيتم توسيع نطاق الكتب المنشورة باللغة الروسية والأجنبية من قبل السياسيين الروس والأجانب والشخصيات الاجتماعية وعلماء الدين ، بالإضافة إلى إنتاج مقاطع فيديو وثائقية بعنوان " الشخصيات الإسلامية الروسية والأجنبية".

 

من بين المهام الأساسية للمجموعة العمل أيضًا مع الشباب ، وجذبهم إلى أنشطتنا. في هذا الصدد ، هناك مخطط لعقد مهرجانات شبابية ولقائات ومخيمات صيفية في روسيا و في الخارج. سيصبح المعسكرالصيفي الدولي "حوار بولغار للثقافات" معسكرا دوريا  ليس فقط تتارستان و انما ايضا في مناطق أخرى داخل البلاد الروسية  وخارجها ، فضلاً عن ندوات للنقاش حول مختلف القضايا المستجدة. ستنشئ قيادة المجموعة جائزة لأفضل طالب في مجال المعرفة بثقافات البلدان ، وكذلك لأفضل مقال أدبي.

 

سيتم الاحتفال على نطاق واسع بمناسبة الذكرى ال 90 لميلاد يفغيني ماكسيموفيتش بريماكوف (29 أكتوبر 1929) ، الذي عمل الكثير لتقريب روسيا من دول العالم الإسلامي حيث سيتم إنشاء نصب تذكاري أمام مبنى وزارة الخارجية الروسية ، وستعقد المؤتمرات وستعقد قراءات بريماكوف، وسيتم نشر أعماله ، وسيتم إنتاج أفلام حول أنشطته.

 

ففي مايو 2019 ، عقدت المجموعة مؤتمرا بعنوان "نموذج لمنظمة المؤتمر الإسلامي سمي باسم ي.م بريماكوف" في روسيا ، وخططت لعدد من الفعاليات الأخرى التي من المقرر عقدها مستقبلا.

 

روسيا - العالم الإسلامي: جوانب جديدة من التعاون

 

في هذا العام  سيتم الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس منظمة التعاون الإسلامي. في الخريف، من المفترض تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية حول أنشطة منظمة المؤتمر الإسلامي وكذا مؤتمر دولي حول دور منظمة المؤتمر الإسلامي في تطوير التعاون بين دول العالم الإسلامي وروسيا. وسيتم تسليم ثلاث جوائز سنوية  مخصصة  للأعمال المتميزة والأنشطة الاجتماعية و السياسية في روسيا وفي دول العالم الإسلامي وتهدف إلى الحفاظ  و تطويرالحوار بين الثقافات و الأديان و هي:

 

- جائزة يفغيني بريماكوف الدولية

 

- جائزة روستم مينيخانوف الوطنية 

 

- جائزة "حوار الثقافات في العالم الإسلامي".

 

من خلال اتخاذ خطوات جادة لتحديث النشاط ، تحاول المجموعة  استخدام قدرات البلدان الاسلامية بشكل أكثر فاعلية لتعزيز الشراكات والحوار ، وترى قيادة المجموعة ان مهمة رفع مستوى التعاون الدولي إلى مستوى جديد ليس فقط في الشرق الأوسط ، ولكن أيضًا وفي المنطقة الأفرو- آسيوية ، مع مراعاة كل التغيرات في العلاقات الدولية والمساعدة في الحفاظ على  التواصل مع الشخصيات السياسية والزعماء الدينيين وممثلي المجتمع المدني والدوائر العلمية والتعليمية في مجال التفاعل بين الثقافات والحضارات في شكل حوار بين النخبة.

 

توسيع التعاون المتبادل  مع اتحاد الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا ) والاتحاد الاقتصادي للمنطقة الأوروبية الآسيوية.  تعزيز العلاقات مع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي مع مراعاة الطبيعة المتعددة الأوجه لهذة المجتمعات ، و ذلك من خلال إقامة اتصالات بين البلدان على أساس ثنائي او متعدد الأطراف ، وكذلك بناء حوار من خلال المنتديات وورش عمل مع البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. ولتحقيق هذه الغاية ، ستستمر المنتديات العامة ، والاجتماعات السنوية لمجموعة الرؤية الاستراتيجية الروسية والعالم الإسلامي في روسيا وخارجها والتي اصبحت منابر فكرية واسعة لتطوير آفاق التعاون ، وتطوير الحوار بين الأعراق والأديان. في السنوات الأخيرة ، عقدت هذه الاجتماعات الجماعية في موسكو وقازان وغروزني وماخاشكالا. في الوقت الحاضر ، يتم تحديد جدول أعمال المنتدى المقبل وتجري المشاورات في مكان انعقاده هذا الخريف في واحدة من دول العالم الإسلامي.

 

روسيا - العالم الإسلامي: جوانب جديدة من التعاون

 

سيحتل العمل مع الإدارات الدينية الإسلامية والمؤسسات الدينية الرسمية لكل من روسيا ودول العالم الإسلامي في أنشطة المجموعة مكانًا خاصًا والذي من المفترض ان يؤدي إلى توسيع العلاقات بين المجتمعات المدنية في دولنا بشكل كبير ، مما يفتح المجال أمام التنوع الثقافي والديني في هذه البلدان. وفي هذا الصدد ، سيتم تقديم مزيد من المساعدات للمنظمات والجمعيات والمؤسسات الإسلامية الروسية المهتمة بتطوير التعاون مع الجمعيات الإسلامية الدولية والوطنية الرسمية ، بالإضافة إلى الأنشطة المشتركة لمكافحة مظاهر التطرف والإرهاب.

 

وبالتالي ، فإن نشاط مجموعة الرؤية الإستراتيجية " روسيا – العالم الإسلامي" يهدف إلى أن يصبح أداة مهمة "للدبلوماسية الشعبية " ، ليكون من بين أولئك الذين يشجعون الحوار والشراكة بين بلداننا ، ويساهمون في تعزيز النظام العالمي الجديد الأكثر عدلاً ، والحفاظ على الارث الثقافي ومضاعفة التراث التاريخي والديني لحضاراتنا. نعتقد أن هذا في مصلحة دولنا وشعوبنا التي تربطها تاريخ تقافي و حضاري عريق يمتد قرونا .

 

نائب رئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية  " روسي – العالم الإسلامي "
دكتور العلوم السياسية
فاريت موخاميتشين