Ru En

رئيس جمهورية تتارستان لـ«الأهرام»: تجمعنا مع القاهرة مواقف موحدة حول أهم القضايا الدولية والإقليمية

٢٣ مايو ٢٠١٩

أجرى الحوار فى قازان - د. سامى عمارة

 

قمة قازان.. آلية مناسبة لتحقيق التقارب بين روسيا ومصر وبلدان العالم الإسلامى

 

في حديثه لـ«الأهرام» على هامش قمة «روسيا العالم الإسلامي» أكد الرئيس روستام مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان، إحدى جمهوريات الاتحاد الروسى، اهتمام بلاده بتوطيد علاقاتها وتعاونها مع مصر على ضوء ما تحقق من نتائج خلال زيارته القاهرة ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكتوبر الماضي. قال مينيخانوف: "إن بلدينا روسيا ومصر تجمعهما المواقف الموحدة تجاه القضايا الاقليمية والازمات والظواهر الخلافية في العالم، والسياسات المتقاربة تجاه الكثير من القضايا الدولية".

 

وأكد رئيس جمهورية تتارستان ضرورة دعم ونشر التعايش السلمي والتسامح والاحترام المتبادل بين ممثلي مختلف الاديان والشعوب وبناء العلاقات على المودة والصداقة بين شعوب العالم الإسلامي، جنبا إلى جنب مع المبادئ المؤسسية لنشاط مجموعة «رؤية استراتيجية- روسيا وبلدان العالم الإسلامي».

 

وكشف عن ان بلاده تشغل مكانها المناسب بين المناطق العشر الأولى الرائدة الروسية (من بين 85 منطقة روسية) بينما تحتل المرتبة الثالثة في التصنيف الوطني. وركز مينيخانوف على أنها توفر أفضل مناخ للاستثمار، بما تمنحه من إعفاءات ضريبية وتسهيلات في استخدام شبكات البنية التحتية واستئجار الأراضي.

 

كان رستم مينيخانوف وبموجب مرسوم صادر عن الرئيس فلاديمير بوتين في عام 2010 قد تولى رئاسة مجموعة «رؤية استراتيجية- روسيا والعالم الإسلامي»، التي تأسست مع بدء سنوات الولاية الثانية للرئيس بوتين بمبادرة من رئيس الحكومة الروسية الأسبق يفجيني بريماكوف والرئيس السابق لتتارستان منتيمير شايمييف، ما فرض علينا أن نستهل أسئلتنا اليه بـ«محاولة استيضاح أبعاد رؤيته لتاريخ وأهداف هذه المجموعة، ومدي الأهمية التاريخية لمؤسسيها يفجيني ماكسيموفيتش بريماكوف ومنتيمير شاريبوفيتش شايمييف».

 

وهو ما أجاب عليه بقوله:

 

«لقد تاسست هذه المجموعة بمبادرة من رجل الدولة والدبلوماسى القدير يفجينى بريماكوف، بمشاركة من جانب منتيمير شاريبوفيتش شايمييف اول رئيس لجمهورية تتارستان بعد الإعلان عن انضمام روسيا إلى منظمة التعاون الإسلامى فى عام 2005 كعضو مراقب».

 

وقد عقدت المجموعة اجتماعاتها فى كل من موسكو وقازان واسطنبول وجدة والكويت، حيث جرت مناقشة أكثر مشكلات العلاقات الدولية أهمية وحيوية ومنها قضايا الشرقين الاوسط والادني، وكذلك بطبيعة الحال مجمل العلاقات بين روسيا وبلدان العالم الإسلامى فى اجواء تتسم بالشفافية والصراحة. ولقى نشاط هذه المجموعة الكثير من الاصداء الايجابية فى مختلف البلدان الإسلامية. وكانت اجتماعات هذه المجموعة توقفت لبعض الوقت لاسباب تتعلق فى معظمها بما شهدته المنطقة من أحداث «الربيع العربي». حتى جرى استئنافها مجددا اعتبارا من عام 2014.

 

وتتلخص المهمة الأساسية لهذه المجموعة فى الدعم الشامل لعملية مواصلة التقارب بين روسيا وبلدان العالم الإسلامى انطلاقا من المبادئ والاسس الثقافية والحضارية، إلى جانب توطيد الاتصالات وقنوات التواصل وعلى وجه الخصوص على مستوى منظمات المجتمع المدنى والهيئات الاجتماعية، وتنسيق المواقف تجاه القضايا الدولية الرئيسية، مع التركيز على توسيع أواصر التعاون الاقتصادى والتنسيق المتبادل بين المنظمات الشبابية. ولعلنا نؤكد فى هذا الصدد الدور البالغ الأهمية الذى بذله كل من يفجينى بريماكوف ومنتيمير شايمييف ويصعب تثمينه. فقد كانا فى طليعة مؤسسى مجموعة «رؤية استراتيجية»، ووضعا أسس وأهداف مجمل الأنشطة والأهداف التى تضطلع بها هذه المجموعة التى نعكف على مواصلتها فى المرحلة الحالية بتكليف من الرئيس فلاديمير بوتين.

 

أما فيما يتعلق بنشاط المجموعة فى الوقت الراهن، فاننا نواصل ما جرى إقراره من أنشطة اعتبارا من عام 2006، بموجب ما تقرر آنذاك من أسس ومبادئ. وإذا كانت هناك تغييرات تطرأ على قوام المشاركين، فإن ما جرى اقراره من أسس مبدئية للتكامل تظل قائمة شأنما كان الحال فى السابق. فمن الطبيعى ألا يظل العالم الإسلامى على النحو نفسه الذى كان عليه منذ عشر سنوات، وهناك الجديد من التحديات والتغييرات العاصفة التى طرأت على مختلف مناحى الحياة، وهو ما لا بد أن ينعكس على مجمل وما هية القضايا التى تناقشها المجموعة«.

 

ومضى رئيس جمهورية تتارستان ليؤكد أن دعم ونشر المقدرات التقليدية والتعايش السلمى والتسامح والاحترام المتبادل بين ممثلى مختلف الأديان والشعوب وبناء العلاقات البناءة للمودة والصداقة بين شعوب العالم الإسلامي، جنبا إلى جنب مع المبادئ المؤسساتية لنشاط مجموعة «رؤية استراتيجية- روسيا وبلدان العالم الإسلامي». وأضاف قوله : إننا نرى أن كل ذلك يلقى دعما من جانب شركائنا فى العالمين العربى والإسلامي. وكشف عن أن المجموعة تعمل من أجل خدمة الأهداف التالية:

 

توحيد جهود القيادات الرسمية والخبراء والعلماء من مختلف الدول بشأن توسيع العلاقات بين بلادنا وبلدان العالم الإسلامي.

 

وتبادل مختلف الآراء والتجارب التقدمية .

 

وكذلك صياغة التوصيات الخاصة بالتصدى للتحديات العالمية التى تواجهها روسيا الاتحادية والبلدان الإسلامية.

 

وردا على سؤال حول أهم أهداف الدورة الحالية ومدى اختلافها عما سبقها من دورات؟ وعما إذا كان ما يبذله من جهود مشكورة على طريق توطيد التعاون والتقارب بين شعوب روسيا والعالم الإسلامى يلقى قبولا لدى الأوساط العربية والإسلامية قال مينيخانوف :

 

مع كل عام جديد تتزايد أهمية قمة «روسيا العالم الإسلامي» وتتسع ابعاد نشاطها. فقد شارك فى الدورة الماضية فى عام 2018 زهاء 3000 مشارك من 53 دولة وهو رقم قياسى مرشح للزيادة على ضوء تغير منصات اللقاء التى تقام هذا العام لأول مرة فى موقعها الجديد. فى ارض المعارض - «قازان اكسبو» التى تكفل توسيع المساحات اللازمة للمعروضات والمشاركين.

 

وقد شهدت القمة هذا العام الاجتماعات الدورية بمشاركة ضيوف الشرف وتناولت الموضوعات التقليدية وفى مقدمتها «الحلال .. نمط حياة»، المعاملات الإسلامية والشراكة الإسلامية، إلى جانب المسائل المتعلقة بالصادرات والمسئولية الاجتماعية لرأس المال وغيرها من الموضوعات . وبهذه المناسبة أشير إلى ندورة رجال الأعمال الروسية الإندونيسية المشتركة بموجب الاتفاق الذى تم خلال زيارة سفير اندونيسيا لقازان فى اكتوبر الماضي. ومن اللافت فى هذا العام تغيير الموعد التقليدى لافتتاح مهرجان قازان للسينما الإسلامية ليأتى مواكبا لموعد افتتاح القمة، بما يسمح بانخراط رجال الثقافة والفنون من بلدان الجوارين القريب والبعيد فى أجواء الفنون والثقافة الروسية، والاطلاع على أحدث أنجازات السينمائيين.

 

ولأول مرة أيضا تشهد قمة قازان المنتدى الدولى الثانى للحدائق الصناعية ParkL بمشاركة ثلاثة الاف من المشاركين الروس والأجانب وهو ما سوف يعطى زخما جديدا لتطوير التكنولوجيا وتوسيع الإنتاج، فضلا عن زيادة الاستثمار واضفاء الجاذبية على المواقع والمجمعات الصناعية. ويتلخص الهدف الرئيسى للمنتدى فى رفع فاعلية الساحات الصناعية وتشجيع ادخال التقنيات والابتكارات الجديدة للاستيراد وتنمية القطاع الصناعى والاقتصاد بمشاركة الاستثمارات الجديدة.

 

كما شهدت قمة هذا العام وللمرة الثالثة معرض المنتجات الحلال، بينما زادت مساحة المعروضات من ألف وأربعمائة متر مربع فى عام 2018، إلى ثلاثة أضعاف ونصف الضعف هذا العام فيما هى مرشحة للزيادة فى العام المقبل حتى خمسة آلاف متر مربع».

 

واستطرد رئيس تتارستان ليستعرض ما تحقق من إنجازات على صعيد الصناعات والمنتجات القائمة على معايير صناعات »الحلال« سواء فى روسيا أو فى البلدان الأخرى ومنها الإمارات العربية والعربية السعودية وتركيا واندونيسيا وبيلاروس وعدد من المناطق الروسية ذات الأغلبية السكانية الإسلامية.

 

رئيس جمهورية تتارستان لـ«الأهرام»: تجمعنا مع القاهرة مواقف موحدة حول أهم القضايا الدولية والإقليمية

الرئيس روستام مينيخانوف أثناء لقائه مع مندوب الأهرام / الصورة: الاهرام

 

ذكرتم فى حديث سابق لكم إن «العرب لا يعرفون روسيا جيدا، وإذا ما أرادوا معرفة روسيا فينبغى لهم أن يدخلوها عبر بوابة تتارستان، ونحن منفتحون». ماذا يمكن أن تقدمه تتارستان لتتميز به عن غيرها من الجمهوريات والاقاليم فى الاتحاد الروسى فى مجالات التعاون مع مصر والبلدان العربية والإسلامية؟

 

«نعم .. فحقيقة أن تتارستان تقدم نفسها بوصفها واحدة من أكثر الساحات تأثيراً، التى تسهم فى تحقيق التقارب بين شعوب روسيا وبلدان منظمة التعاون الإسلامي. كما أن روسيا بلد متعدد القوميات يقطن بين جنباته ما يزيد على عشرين مليون مسلم من أبنائه الاصليين . وتقطن غالبية هؤلاء فى تتارستان. كما يشكل التتار النسبة القومية الثانية فى روسيا، فضلا عن أن تتارستان المعاصرة تنادى وعلى مر التاريخ بتطوير العلاقات والاتصالات مع العالم الإسلامي. ففيها يتلاقى الشرق والغرب فى سلام ووئام، كما تتناغم وتتلاقى قيم الحضارات الإسلامية والمسيحية.

 

وهنا أؤكد أيضا أن جمهوريتنا تعتبر احد اهم مراكز الابتكارات، والمناطق الصناعية المتطورة فى روسيا، فيما تقف فى صدارة عملية التنسيق مع الشركات والمستثمرين من العالم الإسلامي. وقد قمت فى العام الماضى بزيارة لما يقرب من ثلاثين دولة منها مصر وتونس والبحرين وتركيا وقزخستان وقيرجيزستان وماليزيا واوزبكستان، إلى جانب زياراتى هذا العام للامارات العربية والبحرين وتاجيكستان. كما أننا نستقبل هنا فى تتارستان ما يزيد على مائة من الوفود الرسمية الأجنبية ورجال الاعمال».

 

وأضاف الرئيس مينيخانوف أن بلاده تتميز بخصائص فريدة من حيث كونها الأكثر تميزا فى مجالات الاستثمار والتطور الصناعى والتقارب التاريخى مع بلدان العالم الإسلامي، فيما اشار إلى قمة »روسيا والعالم الإسلامي« التى تعقد سنويا فى قازان بوصفها الصيغة الأفضل لتحقيق التنسيق المتبادل والاتصالات، إلى جانب يقينه من ان تتارستان تظل الساحة الأكثر جذبا للشركاء الاجانب والتعرف من خلالها على روسيا المترامية الاطراف المتعددة القوميات .

 

قمتم فى العام الماضى بزيارة القاهرة والتقيتم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وعددا من كبار القيادات السياسية والاقتصادية فى مصر . كيف تقدرون نتائج هذه الزيارة وما هى المشكلات التى قد تكون عقبة على طريق المزيد من التعاون بين الجانبين؟ وما هى أهم مجالات هذا التعاون؟

 

نعم .. حقا قمنا فى العام الماضى بزيارة مكثفة مثمرة لمصر على رأس وفد تتاري، أجرينا خلالها العديد من اللقاءات ..مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومع رئيس الحكومة المصرية الدكتور مصطفى مدبولي، ومع وزير الصناعة والتجارة عمرو نصار،  ومع وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، كما قمنا أيضا بزيارة مشيخة الأزهر والمتحف المصرى

 

تقديراتنا للزيارة .. انها كانت خطوة مهمة على طريق دعم علاقات الصداقة الروسية المصرية، وفى هذا الصدد نذكر ان الرئيس عبد الفتاح السيسى قام بزيارة رسمية لروسيا فى العام الماضى، ونذكر ان هذه الزيارة شهدت توقيع معاهدة الشراكة الاستراتيجية والتعاون بين مصر وروسيا.

 

وكان بلدانا روسيا ومصر احتفلا فى العام الماضى ايضا بالذكرى الخامسة والسبعين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهنا اقول ان بلدينا روسيا ومصر تجمعهما المواقف الموحدة تجاه القضايا الإقليمية والأزمات والظواهر الخلافية فى العالم،  والسياسات المتقاربة تجاه الكثير من القضايا الدولية.

 

وأشير أيضا إلى أنه جرى خلال زيارتى القاهرة التوصل إلى صياغة خطة تفصيلية لمختلف اشكال التعاون بين تتارستان ومصر فى مختلف الاتجاهات ومنها التجارية الاقتصادية، والعلمية، والثقافية وفى المجالات الإنسانية.

 

ونحن نرى ان البلدين يملكان الكثير من المقدرات لتطوير العلاقات مع الشركات المصرية فى مجالات: الصناعات النفطية والكيماويات. والطاقة. وبناء المعدات والماكينات. صناعة السيارات،وبناء السفن وطائرات الهليكوبتر. ومجالات الأتمتة والتكنولوجيا العالية. والطب والصيدلة وصناعة الأدوية.... وغير ذلك من المجالات.

 

وأشير فى هذا الصدد كذلك إلى ان جمهورية تتارستان لم تتوقف أبدا عند حد تطوير العلاقات والتعاون فى مجال بعينه، نظرا لأنه يهمنا دوما تطوير التعاون فى كل المجالات، وهو ما نقول بشأنه إن مجال التصنيع يظل المجال الأكثر جاذبية لنا فى تتارستان. كما ان مجال الخدمات صار يحظى لدينا باهمية خاصة.

 

وفى هذا الشأن أقول إن صناعات التكنولوجيا العالية والهندسة والتصنيع ومكونات السيارات وصناعة الطائرات والطاقة والبتروكيماويات ومشاريع البنية التحتية والنقل الجوى والصحة والسياحة والتعاون فى مجال العلوم والثقافة يمكن ان تبدو الأكثر جاذبية للمستثمرين من مصر. وإلى جانب ذلك تبادر تتارستان بتبنى »المعاملات الإسلامية« فى روسيا، وهو المجال الواعد بالنسبة للتعاون الثنائى المتبادل.

 

هل من الممكن أن ينسحب نشاط جمهورية تتارستان على المجالات الرياضية والثقافية ولا يتوقف عند العلاقات الاقتصادية ؟ ولدينا الكثير من الافكار التى يمكن طرحها على فخامتكم بهذا الصدد..

 

من الطبيعى ان تحظى اتصالاتنا وتعاوننا فى مجالات العلوم والتعليم باهمية خاصة ومنها بين وزارتى العلوم والتعليم فى تتارستان ومصر . وهناك اتفاقية سارية المفعول بينهما.

 

هناك علاقات متبادلة بين متاحف الجانبين ، هناك طلبة كثيرون من تتارستان يدرسون اللغة العربية فى مصر، ويدرس ما يقرب من 170 من الطلبة المصريين فى المؤسسات التعليمية فى تتارستان، وسنكون سعداء بزيادة هذا العدد.

 

كما أننا نتعاون أيضا فى مجالات الثقافة من خلال الفاعليات المشتركة وإقامة أيام الثقافة العربية، ومشاركة الأفلام المصرية فى مهرجان قازان للسينما الإسلامية، فضلا عن توقيع اتفاقيات التآخى بين قازان ومحافظتى المنوفية فى عام 1997، والقليوبية فى عام 2001. وقد شارك السينمائيون من تتارستان فى مهرجان شرم الشيخ للسينما فى دورته الماضية فى مارس من هذا العام.

 

كان الرئيس منتيمير شاريبوفيتش شايمييف أول قيادة سياسية اقليمية من الاتحاد الروسى تقوم بزيارة القاهرة فى عام 1997، وبادر آنذاك باتفاقيات تآخ مثل التى عقدها مع محافظة المنوفية، وجرى تفعيلها لسنوات عديدة. وأذكر ايضا انه كان اعرب عن اهتمام كبير بتشغيل خط طيران مباشر بين القاهرة وقازان. لكن الظروف المتعلقة بتحديث مطار قازان حالت آنذاك دون تنفيذ هذه الفكرة. هل يمكن إعادة طرح هذه الفكرة التى يمكن أن تكون أشبه بقاطرة تطوير السياحة والاقتصاد ليس فقط بين القاهرة وتتارستان، بل والمناطق المجاورة لجمهوريتكم؟

 

اننا نرحب بتطوير التعاون فى المجالات الإنسانية مع مصر وهو ما سوف نبذل كل الجهد لتنشيطه. اما عن افتتاح خط جوى بين القاهرة وقازان، فاقول ان الطيران المباشر بين تتارستان ومصر يمكن ان يسهم بدرجة كبيرة فى مجالات تنشيط حركة السياحة ولا سيما لأن المنتجعات المصرية تحظى باهتمام كبير بين مواطنينا. ونذكر ان رحلات مباشرة كانت تتم بين قازان ومنتجعى شرم الشيخ والغردقة. لكننا وبسبب الاحداث المعروفة التى وقعت فى عام 2015، توقفت حركة الطيران إلى المنتجعات المصرية. وقد جرت وتجرى الآن مباحثات بين السلطات الروسية والمصرية حول استئناف الرحلات المباشرة إلى المنتجعات المصرية، وهناك تقدم ملموس فى هذا الشأن، لكننى لا أستطيع أن اجزم بموعد محدد لبدء استئناف هذه الرحلات. ومع ذلك أشير إلى أنه جرى التوصل إلى اتفاق حول استئناف الخطوط الجوية المباشرة بين موسكو والقاهرة، وأعتقد أنه يمكن التفكير فى افتتاح خط مباشر بين قازان والقاهرة.

 

نعلم ان السياسة الخارجية والدفاع من صميم صلاحيات السلطة الفيدرالية، لكننا نعلم ايضا مدى التنسيق الذى يجرى بين موسكو وأبرز القيادات الإقليمية، ولا سيما اذا كان الحديث يدور حول العلاقات مع بلدان العالمين العربى والإسلامي. ومن هذا المنظور نطرح سؤالنا.. كيف ترون الأوضاع الراهنة فى الشرق الأوسط على ضوء تصاعد الموقف الراهن حول التسوية السورية والنزاع الفلسطينى الإسرائيلى بعد إعلان الرئيس الأمريكى اعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية؟

 

إن جمهورية تتارستان تقوم بتطوير علاقاتها الدولية فى إطار الخط العام للسياسة الخارجية لجمهورية روسيا الاتحادية. بلادنا تنتهج فى هذا الصدد موقفا مبدئيا حول ملكية سوريا لمرتفعات الجولان. وترى موسكو ان تغيير وضعية هذه الأراضى بعيدا عن مجلس الأمن يعد انتهاكا لقرارات الامم المتحدة.

 

رابط دائم