"كانوا من أوائل الدبلوماسيين السوفييت الذين تمكنوا من تأسيس علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية وتعليمية وثيقة مع المملكة العربية السعودية، إنهم أشخاص حولوا مسار الدبلوماسية السوفيتية ووقفوا في أصل شخصيتها الوطنية، نحن نتحدث هنا عن شخصيات مثل كريم حكيموف ونذير توريكولوف".
هكذا ومن دون مبالغة، فإن المؤتمر الدولي عبر الفيديو تحت عنوان: "في أصول العلاقات الدبلوماسية الحديثة مع العالم الإسلامي: حياة ومصير كريم حكيموف و نذير توريكولوف"، فإنه وبسبب الظروف المتعلقة بانتشار وباء "كوفيد - 19"، قررت اللجنة المنظمة للمؤتمر إقامة هذا الحدث عبر الإنترنت.
وقام الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى "منظمة التعاون الإسلامي"، رمضان عبد اللطيفوف، بدور منسق المؤتمر، وقال "إنه لا يمكن مشاركة شخصيات مثل كريم حكيموف ونذير توريكولوف".
وأضاف: هؤلاء هم الأشخاص الذين يستبدلون بعضهم البعض ويكملون بعضهم البعض في وظيفة صعبة، لقد سمحت جهودهم المشتركة للاتحاد السوفيتي بإقامة وتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية الناشئة في مختلف مجالات الحياة.
وأشار عبد اللطيفوف إلى أن ما تقوم به المجموعة اليوم، وما يفعله الدبلوماسيون، هو استمرار لعمل حكيموف وتوريكولوف، مما أعطانا مساعدة جيدة ومجالا لممارسة هذا النشاط.
وأضاف الممثل الدائم لروسيا لدى "منظمة التعاون الإسلامي": "من مهامنا الرئيسية اليوم استعادة النفوذ الذي كان لدى الاتحاد السوفيتي في العالم العربي. بالطبع، يجري حاليا عمل فعال في هذا الاتجاه، لكننا بحاجة إلى تعزيزه وجعله أفضل، لقد قام حكيموف وتوريكولوف بالخطوات الأولى في هذا الاتجاه. في الواقع، الوجود في مدينة جدة بالقرب من مكة هو تمثيل لروسيا الاتحادية في العالم الإسلامي".
بدوره، أكد نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية بين روسيا والعالم الإسلامي، فاريت موخاميتشين، أن أحد الاتجاهات المركزية لعمل المجموعة اليوم هو دراسة السجلات التاريخية بما في ذلك فترة تشكل الدولة السوفيتية، وبناء العلاقات مع دول الشرق الإسلامي، وكذلك تعاون الدبلوماسيين السوفييت مع الهياكل والبنى الدينية الإسلامية.
وأضاف موخاميتشين: إن دراسة مسيرة حياة وعمل كريم حكيموف ونذير توريكولوف، تتيح لنا استكمال صورة ذلك الزمان، بما في ذلك رؤية التقدم في تطوير العلاقات بين الدولتين.
"لقد كان كريم حكيموف ونذير توريكولوف أول قادة البعثات الدبلوماسية السوفيتية الذين يعملون في عدد من البلدان في العالم العربي. لقد تركوا علامة مشرقة في تاريخ الاتحاد السوفيتي، بما في ذلك كونهم في أصول تشكيل الدبلوماسية الوطنية والسوفيتية".
وأردف نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" قائلا: اغتنم هذه الفرصة، وأعلن أيضا عن عدد من الفعاليات التي سيتم تنفيذها وسيتم توقيتها لتتزامن مع الذكرى الـ 15 لانضمام روسيا الاتحادية إلى منظمة التعاون الإسلامي.
وأضاف موخاميتشين: في حزيران/ يونيو، سيتم إصدار كتاب "أوليغ أوزيروف" الذي يتحدث عن أنشطة كريم حكيموف. هنا، لقد جمع المؤلف بين الأدب والصحافة، وضمّن نتائج البحث العلمي وقد سلط الضوء ليس فقط على شخصية حكيموف نفسه، ولكنه أضاف أيضا وجهة نظره الخاصة عن الماضي.
من جهته تحدث عضو مجلس الطاقة والبنية التحتية للجنة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية (الأوراسية) طاهر منصوروف، في تقرير له بعبارات دافئة ومنفصلة عن "الامتنان للراحل يفغيني بريماكوف، الذي كان الأساس في إنشاء المجموعة".
وبحسب منصوروف، فإنه بفضل اهتمام وقوة الراحل بريماكوف فقد تمكنوا من الوصول إلى الأرشيف المغلق، لدراسة جميع المعلومات المتاحة عن نذير توريكولوف، وفي وقت لاحق أدى كل هذا إلى تأليف "كتاب" حصل على موافقة ولي العهد فيصل، والذي اعتبر توريكولوف ليس مجرد صديق مقرب، ولكن أيضا بمثابة الأخ.
ونحن بدورنا هنا في جمهورية كازاخستان لا ننسى مواطننا العظيم، أول دبلوماسي سوفيتي كازاخستاني، نحن نعقد المؤتمرات بشكل دوري انتظام وننشر الكتب، وتنمو هنا فئة دبلوماسية شابة وبالتحديد في مثل هذه الأمثلة.
وقد أيد ما قاله منصوروف، كلمات زميله السفير فوق العادة ومفوض روسيا الاتحادية، أوليغ أوزيروف، الذي تحدث بمزيد من التفصيل عن عمله في الكتاب المخصص لشخصية كريم حكيموف وأنشطته السياسية.
وقال السفير أوزيروف: في الشرق وخلال فترات التاريخ الصعبة، من الشائع أن يلجأ الناس إلى كبار السن والشيوخ، ويجب علينا أن نشيد بالعمل الهائل الذي قام به أسلافنا، في حين جعلوا من عملهم بمثابة المساعدة، بهدف الاعتماد على هذه التجربة المتعددة الأوجه.
فقط في هذه الحالة يمكننا أن نعتمد على مستقبل عظيم، والاستمرار الجدير لعملهم، نحن نغرس المبادئ التي تكمن وراء أنشطتهم المحترفة لجيل الشباب اليوم، ونشير إلى ذلك.
وتوافق لأنك أنت بحاجة إلى أن تكون لديك شجاعة رائعة للدفاع عن الحاجة إلى تعزيز العلاقات مع العالم الإسلامي.
في الواقع، على الرغم من أهميتها، فقد تحدثوا ليس فقط مع الملوك والقادة، ولكن أيضا مع الناس العاديين.
وخلال هذه المحادثة الحية، اقترحت "منظمة التعاون الإسلامي" إنشاء صندوق لدعم طلاب العالم الإسلامي، وصرح بذلك نائب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، عسكر موسينوف.
وبحسب موسينوف، فإنه في الوقت الحالي وفي هذا الجانب لا يزال هناك شيء للعمل عليه. بدوره، أيد الممثل الدائم لروسيا لدى منظمة التعاون الإسلامي، رمضان عبد
اللطيفوف المبادرة التي تم الإعلان عنها، لافتا إلى أنه ينوي مناقشة هذه المسألة في موسكو في المستقبل القريب.
من جهته، أعرب نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس، أندريه باكلانوف، عن وجود اقتراح "العمل معا، وتوحيد القوى"، مشيرا أيضا إلى أن طلاب اليوم يتعلمون من أمثلة هؤلاء الدبلوماسيين الموقرين والشخصيات الموثوقة.
وقد اتفق المشاركون في المؤتمر على أنه من الضروري نشر كتاب عن حكيموف وتوريكولوف، مما يساهم بشكل كبير في تطوير العلاقات بين الاتحاد السوفيتي والمملكة العربية السعودية والعالم العربي ككل، وتمت دعوة الجانب السعودي للمشاركة في نشر الكتاب.
يُذكر أن المؤتمر خصص للذكرى الـ 15 لانضمام روسيا الاتحادية إلى "منظمة التعاون الإسلامي"، وكان المنظمون لهذا المؤتمر هم البعثة الدائمة لروسيا لدى منظمة التعاون الإسلامي والسفارة الروسية في المملكة العربية السعودية، ومجموعة الرؤية الاستراتيجية بين روسيا والعالم الإسلامي، بالإضافة إلى سفارة جمهورية كازاخستان في المملكة العربية السعودية.
وحضر المؤتمر نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، فاريت موخاميتشين، والسفير فوق العادة والمفوض لروسيا الاتحادية أوليغ أوزيروف، وعضو لجنة الطاقة والبنية التحتية للجنة الاقتصادية الأوراسية طاهر منصوروف، ونائب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، عسكر موسينوف، وغيرهم العديد من الشخصيات.