الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ مـحمد بن عبد الكريم العيسى قام بزيارة حدث إلى روسيا. كما أجرى رئيس المنظمة الدولية محادثات مع السياسيين الروس، بما في ذلك مع رئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي" - روستام مينيخانوف، الذي شارك في المؤتمر الديني، الذي ألقى محاضرة مفتوحة أمام الطلاب. وكان هناك الكثير من النشاط. ولكن ماذا تعني زيارة عالم الدين إلى روسيا؟
موسكو، سانت بطرس بورغ، تتارستان، الشيشان.
في البداية لا بد من نرجع قليلا إلى الوراء إلى زيارة مـحمد بن عبد الكريم العيسى إلى روسيا. موسكو، سانت بطرس بورغ، تتارستان، والشيشان – المناطق التي زارها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في نهاية شهر أذار – مارس – وبداية شهر نيسان – أبريل. كما تنعكس فكرة الزيارة على وجه الدقة في المقالة: تعتبر روسيا نموذجا ينبغي على الدول الأخرى إتباعه لبناء مجتمع بأخذ بعين الإعتبار إلى مصالح مختلف الديانات والقوميات. "إن السلام والوثائم بين المجتمعات المتنوعة تعتبر أساسا للتنمية المتناغمة، والذي يتمثل بنموذج روسيا"، - كما أوضح الشيخ مـحمد بن عبد الكريم العيسى خلال لقائه مع رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، والذي أشار إلى الموقف البعيد النظر في هذه المسألة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي وقت لاحق، إلتقى عالم الدين السعودي مع رئيسة المجلس الأعلى للبرلمان الروسي - رئيسة المجلس الإتحادي الروسي فالنتينا ماتفيينكو، والممثل والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، ومع رئيس جمهورية الشيشان رمضان قاديروف، الذي زار المؤتمر "الإسلام – رسالة الرحمة والسلام"، الذي عقد قي مدينة غروزني ومدينة موسكو. وفي مدينة سانت بطرس بورغ ألقى مـحمد بن عبد الكريم العيسى محاضرة لطلاب جامعة سانت بطرس بورغ الحكومية.
رئيس تتارستان روستام مينيخانوف، الذي يترأس مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي" إلتقى الضيف القادم من المملكة العربية السعودية في كرملن كازان. وإنتهى اللقاء بالتوقيع على إتفاقية التعاون بين رابطة العالم الإسلامي والإدارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان. وإستمرت هذه الزيارة في مدينة بولغار، حيث توجد هناك الأكاديمية الإسلامية، التي تم إفتتاحها بمبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي تهدف إلى إعدادعلماء الدين المسلمين بمهارات عليا.
السياسة الروسية العرقية والدينية في الإعتبار
إذ أن تركيز العيسى على موضوع وجود أديان مختلفة في روسيا ليس صدفة. إن رابطة العالم الإسلامي – هي منظمة، تم تأسيسها بمشاركة فعالة من قبل السلطات في المملكة العربية السعودية. كما وأنه تم إتخاذ هذ القرار في عام 1962 ميلادية خلال المؤتمر الإسلامي العام (والتي أصبحت لاحقا تعقد تحت رعاية رابطة العالم الإسلامي). كما أن هذه المنظمة هو نشر القيم الإسلامية من خلال الدعوة والأنشطة التعليمية، بما في ذلك، عن طريق بناء المساجد والمراكز الدينية. ولهذا السبب تحديدا، فإنه تم النظر إلى رابطة العالم الإسلامي من قبل العديد من المراقبين من خلال عدسة الحركة والإيديولوجيا السلفية. وتتألف الرابطة من 40 عضوا من عدة دول مختلفة في العالم. ومع ذلك، فإنه يتم تنسيق الأنشطة الرئيسية من قبل أمانة هذه المنظمة، التي يقع مقرها في مدينة مكة. وبالتأكيد، فإن متابعة الدور الرسمي للرياض في مثل هذه السيناريوهات في أنشطة الرابطة ليس أمرا صعبا.
وفي الوقت الحاضر فإن السلطات السعودية أخذت على محمل الجد تشكيل صورة خاصة بها، تأخذ بالإعتبار إلى الأحداث الأخيرة على الساحة الدولية. والسبب في ذلك لا يعود فقط إلى مقتل جمال خاشقجي فحسب وما تلاه من توتر في العلاقات بين الرياض وأنقرة، وواشطنطن، وبروكسل. حيث أن برنامج "رؤوية عام 2030، التي تم تبنيها في المملكمة السعودية عندما أصبح سلمان بن عبد العزيز ملكا في عام 2015 ميلادية، والتي تشير إلى تراجع دور رجال الدين في الحياة السياسية للمملكة.
ويذكر في هذا الصدد دور وشخصية الشيخ العيسى. وقبل تعيينه في منصب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، في عام 2012 ميلادية أشار عالم الدين إلى أن المذهب السلفي يعتبر واحدا من النهج المتبعة في أحكام القرأن والسنة، والذي أصر إلى أنه من المستحيل إعتباره على أنه هو الطريقة الوحيدة والصحيحة.
كما أن الأحداث في العراق وسورية أظهرت ما أدت إليه نمو أشكال الإيديولوجيا السلفية، الموجودة في المملكة العربية السعودية بصفتها إيديولوجية رسمية. وبالطبع، فإن فإن الحديث لا يدور عن الإمتناع عن السلفية. ومع ذلك، فإن موضوع التعايش المتناغم للعديد من مختلف الديان والجماعات العرقية أصبح بالنسبة للمملكة العربية السعودية ذو أهمية، وهذه هو السبب في تزايد الإهتمام للتجربة الروسية.
الصور: من المواقع الرسمية لمجلس الدوما الروسي ورئيس جمهورية تتارستان