أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن محاولات تعديل العملية السياسية بين الأطراف الأفغانية بشكل مصطنع مع المصالح الجيوسياسية لشخص ما "لا تساعد على إنشاء أساس للتسوية في هذا البلد".
وجاءت تصريحات الوزير لافروف خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون.
وأضاف: "لقد تم الإعلان عدة مرات عن مواعيد إجراء هذه المفاوضات (بين كابول وحركة طالبان "المحظورة في روسيا الاتحادية - تاس)، التي ستبدأ في العاصمة الدوحة. وقد أجّلنا مرارا هذه المواعيد. ونرى السبب في حقيقة أن هذه العملية السياسية لا يمكن تعديلها بشكل مصطنع لتناسب المصالح السياسية الداخلية أو الجيوسياسية لشخص ما. لسوء الحظ، نرى أن مثل هذه المحاولات لا تساعد في خلق أساس مستقر للعملية السياسية بين الأفغان".
وأكد لافروف أن روسيا تتابع عن كثب تطورات الوضع في أفغانستان. موضحا أن "كل من روسيا والصين وأعضاء آخرين في منظمة شنغهاي للتعاون قد ساهموا بكل طريقة ممكنة خلال السنوات الأخيرة لتهيئة الظروف حتى تبدأ المحادثات الأفغانية الشاملة المباشرة في أقرب وقت ممكن".
وأشار الوزير إلى أنه على مدار العامين الماضيين، استضافت روسيا على أراضيها جميع الممثلين الأفغان، وجميع المشاركين في العملية السياسية الأفغانية، وعقدت ما يسمى بصيغة موسكو، والتي يشارك فيها جميع جيران أفغانستان، واللاعبين الرئيسيين في المنطقة، والولايات المتحدة.
وأضاف الوزير: "نحن ثلاثتنا - روسيا والولايات المتحدة والصين بمشاركة باكستان - ندعم كل الجهود، وهناك الكثير منها. سأذكر قطر وأوزبكستان ودول أخرى في المنطقة، بهدف ضمان بدء هذه المفاوضات في أسرع وقت ممكن".
بهدف التمثيل اللائق
كما لفت وزير الخارجية الروسي الانتباه إلى حقيقة أن قيادة البلاد داخل أفغانستان لديها "نوايا للحد بطريقة ما من عدد المجموعات الاجتماعية والسياسية والعرقية التي يمكن أن تشارك في المفاوضات". وشدّد على أن "هذا بالطبع لن يضمن طبيعتها الشاملة وهذا لا يساعد الأمور".
واستدرك لافروف: "هنا، في رأيي، نحن جميعا، أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون، لدينا موقف مشترك. ونحن نؤيد تمثيل جميع الأطراف الأفغانية بشكل كاف في العملية السياسية المستقبلية، حتى لا يتم إبعاد أحد عنها بشكل مصطنع، ومثل هذه المحاولات، أكرر، لقد تم القيام بها بالفعل".
واختتم الوزير الروسي بقوله "لقد أكدنا جميعا أهمية خارطة الطريق التي تم وضعها داخل مجموعة الاتصال بين أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون وأفغانستان. وتعكس خارطة الطريق هذه التوافق بين أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون وأفغانستان، التي تتمتع بوضع مراقب في منظمة شنغهاي للتعاون، وسيتم تنفيذ خارطة الطريق هذه".
من جهته، أكد المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، صديق صديقي، يوم الاثنين الماضي، استعداد الوفد الحكومي للحوار مع حركة "طالبان"، مشيرا إلى أن "المشاكل الفنية تم حلها قبل محادثات الدوحة".
وفي 29 شباط/ فبراير في العاصمة القطرية الدوحة، وقعت الولايات المتحدة و"طالبان" اتفاقية سلام. وفقا للاتفاقية، تعتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها وقوات التحالف سحب جميع القوات من أفغانستان في غضون 14 شهرا.
بدورها تضمن "طالبان" عدم استخدام أراضي أفغانستان لأي أعمال تشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة وحلفائها. وقبل بدء المفاوضات بين الأطراف الأفغانية بشأن وقف دائم وشامل لإطلاق النار، ينبغي إطلاق سراح ما يصل إلى 5000 من مؤيدي الحركة وما يصل إلى 1000 شخص تحتجزهم "طالبان" كإجراءات لبناء الثقة.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس