تهدف القمة القادمة لدول "منظمة شنغهاي للتعاون" في سمرقند، إلى إظهار أن المُثُل العُليا للصداقة والتعاون والثقة المتبادلة لا تزال قائمة، وذلك بحسب ما صرح به اليوم الثلاثاء 6 سبتمر/أيلول 2022، السفير المتجول بوزارة الخارجية الروسية، المسؤول الروسي البارز في "منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ " كيريل بارسكي، خلال جلسة "منتدى الشرق الاقتصادي" السابع يعنوان "دور منظمة شنغهاي للتعاون في العالم المتغير".
وقال بارسكي: "منذ البداية، تم وضع نموذج منظمة شنغهاي للتعاون كنموذج أولي لعالم متعدد الأقطاب. عقدنا هذا العام العديد من الفعاليات في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، والتي ستتوج بقمة في سمرقند، والتي ستنعقد تحديدا في غضون أسبوعين".
وأضاف الدبلوماسي الروسي: "ستكون هذه القمة أيضاً غير عادية، مثل كل ما يحدث حولنا، لأنّها مصمّمة لتظهر على خلفية العمليات المدمرة التي تتطور الآن في العلاقات الدولية من قبل قوات الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، أن هناك قد يكون عالم آخر، أن شخصاً ما يدمر النظام الدولي، وشخص ما يقويها ويخلقها على أساس نهج إقليمي. على خلفية هذا التعصب الجامح الذي ساد الغرب الآن، (من المفترض) إظهار أن المثل العليا للصداقة والتعاون والثقة المتبادلة لا تزال حية ولها مستقبل".
بدوره، أشار راشد عليموف، الذي شغل منصب الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون بين 2016-2018، في حديثه عبر تقنية الفيديو، إلى أن قمة "منظمة شنغهاي للتعاون" في سمرقند ستكون ذات أهمية استثنائية ليس فقط لمستقبل المنطقة، وإنما أيضا لمستقبل السلام العالمي والأمن الدولي.
فرصة فريدة
هذا وأكد كيريل بارسكي أن روسيا تعتبر "منظمة شنغهاي للتعاون" فرصة فريدة لتعزيز الأمن والتعاون في المنطقة وعلى نطاق أوسع.
وقال: "لقد احتلت منظمة شنغهاي للتعاون بالفعل مكانة فريدة في التقسيم الدولي للعمل، وهي ركيزة موثوقة للأمن في قارتنا، وتتعامل مع مجموعة واسعة من القضايا"، مبيناً أن "هذه الدائرة تتوسع أكثر فأكثر. من المهم للغاية أن يأتي التعاون الاقتصادي في المقدمة أكثر فأكثر على أجندة الأمن والتعاون في السياسة الخارجية، ومكافحة مجموعة واسعة من التهديدات".
وأضاف قائلا: "هنا، بالطبع ، لدينا ما نفعله، لأن الموضوع مهم للغاية. وهذا أمر تطلبه جميع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون تقريباً، بحيث تأخذ القضايا الاقتصادية مكانة أكبر، والأهم من ذلك، بحيث يكون تأثير هذا التعاون أكبر".
ومع ذلك، أشار كيريل بارسكي إلى أهمية عدم المبالغة في ذلك، موضحاً أنه "ومع ذلك، يجب أن تلعب مشاريع التكامل دوراً رئيساً في جدول الأعمال الاقتصادي في مساحتنا الأوراسية. بالنسبة لنا، بالنسبة للدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، هذا هو في المقام الأول لدول الاتحاد والمبادرة لتشكيل شراكة أوراسيا الكبرى".
كما أعرب السفير المتجول بوزارة الخارجية الروسية عن أمله في أن نشهد في السنوات القادمة تفاعلا أوثق بين منظمة شنغهاي للتعاون والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وأضاف الدبلوماسي أن "منظمة شنغهاي للتعاون، باعتبارها إحدى المنصات لتشكيل الشراكة الأوراسية الكبرى، ما زالت قادرة على التعريف بنفسها".
كما أشار السفير إلى أهمية "عدم الانغلاق على نفسها، بل على العكس من ذلك، القيام بدور المبادر إلى التعاون الواسع وتشكيل شبكة إقليمية شريكة".
وبحسب قوله، "تعد أوراسيا اليوم واحدة من أكثر المناطق الواعدة في العالم، حيث سيكون هناك أمن وتنمية اقتصادية وعلاقات حسن جوار وصداقة وتعاون".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Akishin Vyacheslav/Creative Commons 2.0
المصدر: تاس