تتعاون روسيا مع جميع اللاعبين الدوليين المؤثرين بشأن التسوية الليبية، بما في ذلك تركيا، كما ستواصل دفع أنقرة للتأثير بشكل بناء على حكومة الوفاق الوطني الليبي برئاسة فايز السراج.
وصرح بذلك الممثل الخاص للرئيس الروسي في منطقة الشرق الأوسط والدول الإفريقية، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، في مقابلة له مع صحيفة "الأهرام" المصرية، نُشر نصها يوم أمس الإثنين على موقع وزارة الخارجية الروسية.
وأشار نائب الوزير إلى أنه فيما يتعلق بالقضايا الليبية، فإن روسيا الاتحادية تتعاون بشكل وثيق مع جميع اللاعبين الدوليين المؤثرين، بما في ذلك تركيا "مع مراعاة علاقاتها الخاصة مع السلطات في طرابلس".
وقال بوغدانوف إن "مبادرة كانون الثاني/ يناير المعروفة لرئيسي روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين، وتركيا رجب طيب أردوغان، لعبت دورا إيجابيا فى إعلان وقف إطلاق النار من قبل أطراف الصراع، مما خلق خلفية مواتية لمؤتمر برلين"، وقال: لسوء الحظ ، كانت الهدنة قصيرة الأجل واستؤنفت الأعمال العدائية.
وأضاف: سنواصل الضغط على أنقرة للتأثير بشكل بناء على حكومة فايز السراج". "في الوقت نفسه نعمل مع الأمريكيين ومع الأوروبيين ومع دول إقليمية رائدة".
مشيرا إلى المحادثة الهاتفية بين رئيسي روسيا ومصر في الثامن من حزيران/ يونيو، "لسوء الحظ، فإن وقف إطلاق النار لم يدم طويلا، واستؤنفت الأعمال العدائية بشكل قوي. كما سنواصل دفع أنقرة للتأثير بشكل بناء على حكومة فايز السراج. وفي الوقت نفسه، نعمل مع الأمريكيين والأوروبيين والدول الإقليمية الرائدة".
وبخصوص موقف روسيا الاتحادية من التسوية الليبية قال بوغدانوف: "نحن نسعى إلى نهاية فورية للأعمال العدائية وبدء حوار سياسي حول ترتيبات ما بعد الصراع في ليبيا وتشكيل هيئات ليبية مشتركة لسلطة الدولة على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وقرارات مؤتمر برلين الدولي. منوها بمبادرة رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح يوم 23 نيسان/ أبريل هذا العام، والتي تم تطويرها أكثر في "مبادرة القاهرة" التي أعلن عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 6 حزيران/ يونيو من هذا العام". واصفا إياها بالأساس الجيد لتنفيذ هذه المهام.
وأشار المبعوث الخاص للرئيس الروسي أيضا إلى أنه لم يتم استقبال صالح فقط في روسيا الاتحادية.
وأوضح "قبل شهر زار ممثلون عن معسكر الغرب الليبي العاصمة موسكو، نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق، ووزير الخارجية في "حكومة الوفاق الوطني"، محمد طاهر سيالة، وبطبيعة الحال، تحدث الوفدان عن السبل للتغلب على الأزمة في ليبيا".
الوضع في ليبيا
في ليبيا ولفترة طويلة، تستمر هناك هيئتان تنفيذيتان متوازيتان: "حكومة الوفاق الوطني" برئاسة فايز السراج وحكومة مؤقتة، وفي شرقي البلاد مجلس النواب (برلمان منتخب دائم) بدعم من "الجيش الوطني الليبي".
وقبل أكثر من عام، أطلقت الأطراف المتحاربة معارك للسيطرة على المدينة الرئيسية في البلاد بعد أن شن خليفة حفتر هجوما على العاصمة في 4 نيسان/ أبريل 2019، بهدف، كما قال هو، تحريرها من الإرهابيين.
ولجأت حكومة طرابلس رسميا إلى تركيا طلبا للمساعدة على أساس مذكرة تعاون عسكري موقعة معها. وحتى الآن، وبدعم فعال من أنقرة، تمكنت "قوات الوفاق الوطني" من استعادة السيطرة على مساحات من الأراضي التي استولى عليها "الجيش الوطني الليبي" في وقت سابق.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس