أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، مدير القسم الثاني لآسيا في وزارة الخارجية زامير كابولوف، أن موسكو لن تعترف من جانب واحد بسلطة "طالبان"* في أفغانستان، لكنه يتم الاعتراف بهم تدريجياً في العالم بحكم الأمر الواقع.
وقال كابولوف في حديث لوكالة أنباء "نوفوستي": "لا يمكنني الاختيار عن الرئيس (روسيا الاتحادية فلاديمير) بوتين. عندما نشعر أن حركة (طالبان) قد اتخذت بعض الخطوات النوعية الضرورية، فسوف نثير بطبيعة الحال هذه المسألة مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وأشار مبعوث الرئيس الروسي إلى أفغانستان، أنه بهذا المعنى، قال الرئيس إنّنا لن نفعل ذلك من جانب واحد. سنناقشها، وإذا كان أعضاء مجلس الأمن عازمون، فسيتم حل هذه المسألة. نحن نؤيد حل كل شيء معا.
كما أفاد زامير كابولوف، في اللقاء الصحفي الذي تم في 29 ديسمبر/كانون الأول 2021 بأنه "لا توجد أفكار أخرى بعد". وفي الوقت نفسه، أشار كابولوف إلى أن "الاعتراف السياسي سيكون أكثر من عمل سياسي رمزي" في رأيه.
وأضاف الدبلوماسي الروسي: "الاعتراف الفعلي، كما ترون، يحدث بالفعل في الواقع.. فقد شارك وفد (طالبان) في اجتماع تمثيلي لصيغة موسكو هنا، وأتيحت له الفرصة للتواصل مباشرة مع 10 دول في المنطقة. وفي إسلام أباد (عاصمة باكستان) عُقِدت جلسة طارئة لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، حيث تمت دعوة (طالبان) أيضاً، وسنحت لهم الفرصة للتحدث والتعبير عن وجهة نظرهم. وفي الوقت نفسه، من الجيد أن يبدي العالم الإسلامي برمته وجهة نظره بشأن السياسة الداخلية لـ (طالبان) في جانبها الديني".
ويرى زامير كابولوف أن "عملية الاعتراف تتم بصورة تدريجية وتراتبية"، منوّهاً بأن "نحن لا نركّز بشكل خاص على مسألة الاعتراف أو عدم الاعتراف. في الواقع، لدينا سفارة روسية كاملة. وهي ليست وحدها إذ هناك 7 سفارات تعمل، و3أو 4 أخرى في الطريق. والاعتراف الفعلي يحدث بالفعل بهذه الخطوات الصغيرة المنفصلة".
الجدير بالذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرّح قبل أيام في المؤتمر الصحفي الكبير، متحدثاً حول "طالبان" بأنه "في مسألة الاعتراف بها، من الضروري الانطلاق من الحقائق وحقيقة أن القوات التي انتهى بها المطاف على رأس السلطة في أفغانستان ستركز على تمثيل كافة المجموعات العرقية في قيادة البلاد".
وتابع الرئيس الروسي قائلاً: "مع ذلك، فإن التسلّل المُحتمل لعناصر متطرفة لا يُمكن إلا أن يسبّب بعض الذعر والخوف"، وخلص إلى أن روسيا تسعى جاهدة لضمان توطيد قرار الاعتراف بحكومة طالبان.
* يخضع التنظيم لعقوبات الأمم المتحدة بسبب أنشطتها الإرهابية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: المكتب الصحفي لوزارة الخارجية الروسية/ تاس
المصدر: نوفوستي