دعت وزارة الخارجية الصينية رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى القيام بزيارات لكل من أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، والاعتذار عن مقتل مدنيين هناك على يد الجيش الأمريكي، وهو ما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، اليوم الجمعة 12 أغسطس/آب 2022.
وقال المتحدث خلال مؤتمر صحفي دوري إنه "إذا كانت بيلوسي مُهتمة حقاً بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فمن الأفضل لها زيارة أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، حيث يُمكنها التعبير عن أسفها على مقتل مئات الآلاف من المدنيين على يد الجيش الأمريكي، مع الوعود بأن مثل هذه الأعمال الوحشية الناجمة عن انتهاك الولايات المتحدة لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي لن تتكرر".
وأشار وانغ ون بين إلى أن زيارة نانسي بيلوسي لتايوان "استفزاز سياسي خطير" ينتهك مبدأ "الصين الموحدة" وبنود البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة.
وأضاف في هذا الجانب: "لم يكن لزيارتها علاقة بالديمقراطية، لقد كانت مزحة سياسية تتعارض مع إرادة الشعب الصيني البالغ عدد سكانه 1.4 مليار نسمة، بمن فيهم مواطنونا في تايوان، كما كان تحدياً لمبدأ الصين الموحدة، الذي يقبله المجتمع الدولي على نطاق واسع".
هذا وتصاعد الوضع في منطقة "مضيق تايوان" وفي جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ بعد زيارة بيلوسي في 2 و 3 أغسطس/آب الجاري إلى تايبيه، إذ قوبلت هذه الزيارة بانتقادات حادة من الصين القارية.
وعلى إثر ذلك، حذّرت بكين واشنطن مراراً من أنها سترد في حال تمت زيارة بيلوسي، التي تحتل ثالث أعلى منصب في التسلسل الهرمي للحكومة الأمريكية.
بعدها في 4 أغسطس نفسه، بدأت القوات المسلحة لجمهورية الصين الشعبية مناورات عسكرية واسعة النطاق بإطلاق صواريخ في ست مناطق بمياه تايوان، وكان من المقرر أن تنتهي في 7 أغسطس، إلا أنه تم تمديدها إلى أجل غير مسمى.
بعد ذلك، وفي 10 أغسطس نفسه، قال المتحدث باسم القيادة القتالية للمنطقة الشرقية في "جيش التحرير الشعبي الصيني" إن جميع المهام التي تم تحديدها خلال تدريبات أُجريت في الأيام الأخيرة قد اكتملت، لكنه لم يحدد ما إذا كانت قد انتهت أم لا.
الجدير بالذكر أن تايوان تخضع لحكم إدارتها الخاصة منذ العام 1949، عندما فرّت بقايا قوات حزب "الكومينتانغ" بقيادة تشيانج كاي شيك (1887-1975) إلى هناك في أعقاب هزيمتها في الحرب الأهلية الصينية.
ومنذ ذلك الحين، احتفظت الجزيرة بالعلم الخاص بها وبعض الرموز الأخرى لجمهورية الصين السابقة، والتي كانت موجودة في البر الرئيس قبل وصول الشيوعيين إلى السلطة. وتعتبر بكين الرسمية تايوان واحدة من مقاطعات جمهورية الصين الشعبية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: EPA/ТАСС
المصدر: تاس