قال مدير المركز الروسي لتحليل تجارة الأسلحة العالمية، الخبير إيغور كوروتشينكو، إن "العقوبات الأمريكية ضد تركيا مصمّمة إلى حد كبير للمشترين المحتملين لأنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس-400"، مشيراً إلى أنه "من غير المرجح أن تجبر تلك العقوبات تركيا على التخلي عن عقد التوريد الثاني مع روسيا الاتحادية".
وفي وقت سابق فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على إدارة الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها إسماعيل دمير، وكذلك ضد ثلاثة مسؤولين آخرين في تركيا، بسبب شراء أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس -400".
وقال كوروتشينكو في تصريح لوكالة "نوفوستي": "إن العقوبات التي فرضتها واشنطن على تركيا مثال حي على المنافسة غير العادلة للولايات المتحدة الأمريكية في سوق السلاح العالمية".
وأضاف أن المهمة الرئيسة لهذه العقوبات هي تحذير الدول الأخرى من أن شراء أنظمة "إس-400" الروسية بعيدة المدى من أن خطوة كهذه قد تكون محفوفة بإجراءات مماثلة من قِبل الولايات المتحدة.
ووفقاً لإيغور كوروتشينكو فإن أنظمة "باتريوت" الأمريكية المماثلة "تعتبر أدنى في جميع المؤشرات الأساسية من الأنظمة الروسية"، ولذا، فإن الولايات المتحدة، العاجزة عن المنافسة النزيهة، تلجأ إلى آلية العقوبات.
وأشار الخبير الروسي إلى أنه "في الوقت نفسه، يتم تنفيذ المنافسة من جانب الولايات المتحدة من خلال التلويح بالعصا، وبواسطتها سيتم ضرب جميع تلك الدول والحكومات والمسؤولين الحكوميين، والقادة السياسيين الذين يختارون لصالح "إس-400".
وأضاف كوروتشينكو: "ومع ذلك، أعتقد أنه من الناحية العملية، لن يؤثر هذا بأي حال من الأحوال على رغبة تركيا في إبرام العقد الثاني لشراء "إس-400"، والذي تجري مناقشته حاليا".
كما أشار إلى أنه يتم حاليا تنفيذ عدة عقود لتوريد صواريخ "إس -400" إلى عدد من الدول التي لا تزال ملتزمة بالتعاون العسكري التقني مع روسيا، "على الرغم من استياء واشنطن".
وبدأت عمليات تسليم أحدث أنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس-400"، التي تسببت في أزمة في علاقات تركيا مع الولايات المتحدة، في منتصف يوليو/تموز 2019.
هذا وكانت واشنطن قد طالبت أنقرة، في المقابل، بالتخلي عن الصفقة وشراء أنظمة "باتريوت" الأمريكية، مهددة بتأخير أو حتى إلغاء بيع أحدث مقاتلات "إف-35" إلى تركيا، وكذلك بفرض عقوبات وفقا لقانون (CAATSA - قانون مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات)، في حين رفضت أنقرة تقديم تنازلات وواصلت المفاوضات بشأن دفعة إضافية من "إس -400".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons