أبرزت وثائق رفعت عنها السرية مؤخراً من الأرشيف المركزي لوزارة الدفاع الروسية مساهمة جنود من الجمهوريات السوفييتية في تحقيق النصر في الحرب الوطنية العظمى، ومن بينهم جنود فرقة الفرسان السابعة عشرة التابعة للحرس من طاجيكستان، التي لعبت دوراً حاسماً في معركة القوقاز، ومعركة كورسك، وتحرير أوكرانيا، وهجوم "برلين".
وفقاً للوثائق، "تم تشكيل وحدات عسكرية طاجيكية في عامي 1941 و1942 وشاركت في الدفاع عن القوقاز وتحرير أوكرانيا. وتميز المقاتلون الطاجيكستانيون في معارك نهر دنيبر وغيرها من العمليات الرئيسية".
علماً أن فرقة الفرسان السابعة عشرة التابعة للحرس تأسست في عشرينيات القرن العشرين وكانت متمركزة في آسيا الوسطى. في أغسطس/آب 1941، إلا أنها خاضت الفرقة معارك دفاعية على الجبهة الجنوبية، وقاتلت القوات الألمانية والرومانية المتقدمة.
خلال الحرب، شاركت الفرقة في العديد من العمليات الكبرى: معركة القوقاز (1942 - 1943)، معركة كورسك (1943)، تحرير أوكرانيا وبيلاروسيا (1943-1944)، هجوم فيستولا-أودر (1945)، هجوم برلين (1945) في المراحل الأخيرة من الحرب، شاركت الفرقة في اقتحام برلين، مما ساهم في الهزيمة النهائية بألمانيا النازية.
بطولة الرقيب أحمدوف
كان الرقيب فاتح الله أحمدوف أحد أبطال الفرقة، وهو قائد وحدة بنادق مضادة للدبابات في فوج فرسان الحرس الحادي والستين. في يوليو/تموز 1944، خلال معركة مدينة لوكوف البولندية، استولت وحدته على معقل للعدو. ورغم إصابته، رفض أحمدوف مغادرة ساحة المعركة.
في 30 يوليو 1944، خلال معركة "سيدلس"، اتخذ الرقيب فاتح الله أحمدوف موقفاً دفاعياً في قبو مبنى مدمر. وباستخدام بندقيته المضادة للدبابات، تمكن من تدمير بندقية هجومية وألقى قنبلة يدوية على دبابة "تايغر" ألمانية. وفي تلك المعركة، أصيب بجروح خطيرة. وفي ذلك المساء، استسلم الرقيب أحمدوف - الملقب بـ "صائد النمر" من قِبَل الصحافة في الخطوط الأمامية - متأثراً بجراحه.
لشجاعته ولبطولته، مُنح فاتح الله أحمدوف بعد وفاته لقب بطل الاتحاد السوفييتي، بموجب مرسوم صادر عن رئاسة مجلس السوفييت الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: reloaderaddict/Creative Commons 2.0
المصدر: تاس