احتلت اللغة الروسية المرتبة الخامسة في قائمة 12 لغة رائدة في العالم من حيث مجموعة من المعايير، بما في ذلك دورها في التواصل اليومي والعلمي.
ويتضح هذا من خلال بيانات دراسة معهد بوشكين "مؤشر موقع اللغة الروسية في العالم" للعام 2021، والتي حصلت وكالة أنباء "تاس" على نسخة من هذه الدراسة، ونشرته اليوم الخميس 31 مارس/آذار 2022.
وبحسب مؤشر 2021، فإن اللغة الروسية تراجعت أمام الإنجليزية والإسبانية والصينية والفرنسية، بينما تفوقت على اللغات: العربية والبرتغالية والألمانية واليابانية والهندية والبنغالية والأوردية.
وعند إعداد هذا التصنيف، وعدد المتحدثين باللغة وعدد مستخدمي الإنترنت بها، وعدد مصادر الإنترنت ومقدار المعلومات العلمية في اللغة، وحالة اللغة في المنظمات الدولية، فضلا عن كم اللغة في وسائل الإعلام.
بدورها، قالت عميد معهد "بوشكين" الحكومي الروسي، مارغريتا روسيتسكايا، في تعليقها على النتائج والتي نقلت تصريحاتها وكالة "تاس" عن المكتب الصحفي للمعهد الروسي: "بالطبع، اللغة الروسية ليست الأكثر شيوعاً من حيث عدد المتحدثين، فهناك اللغة الهندية نفسها التي يتحدث بها عدد أكبر من الناس، ولكن إذا قمنا بتقييم اللغة من خلال تكرار استخدامها في الاتصالات العلمية عبر البلاد، فإن اللغة الهندية تتخلف عن العديد من اللغات الأخرى التي تنتمي إلى فئة اللغات الدولية".
هذا وبحسب الباحثين، وفقا لمعظم المعايير، تحتل اللغة الروسية موقعا متوسطا - من 4 إلى 7، ومع ذلك، من حيث عدد الموارد في اللغة، فقد احتلت المركز الثاني لعدة سنوات.
كما أوضحت مارغريتا روسيتسكايا أنه "في العالم الحديث، يتم تحديد دور اللغات ليس فقط وليس بعدد المتحدثين"، منوّهة بأن "العبء الوظيفي للّغة، أي قدرتها على إشباع حاجة الشخص للتعليم والمعلومات والتفاعل الاجتماعي والمهني، هو عامل أكثر أهمية في تحديد قدرتها التنافسية".
اللغة الروسية في رابطة الدول المستقلة
وفي السياق ذاته، حلّل الخبراء أيضا مؤشر استقرار اللغة الروسية على مدى 30 عاما - من 1991 إلى 2021 - في رابطة الدول المستقلة.
ويأخذ الفهرس (المؤشر) في الاعتبار الوضع الدستوري للغة الروسية ومكانتها في الاتصالات العامة، وحصة الطلاب والمعلمين باللغة الروسية، وحصة المنشورات العلمية باللغة الروسية، وحصة وسائل الإعلام باللغة الروسية.
وفقاً للقائمين على هذه الدراسة، فإن المشكلة الأكثر حدّة هي انخفاض مجال تكاثر المتخصصين الروس، فقد انخفض عدد الطلاب الذين يدرسون باللغة الروسية إلى النصف على مدار 30 عاماً في جميع مستويات التعليم.
وعند تحليل حصة المنشورات العلمية باللغة الروسية، وجد الخبراء أنها تلعب دوراً مهماً في العلوم الوطنية لبيلاروسيا وكازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأذربيجان، بينما لا تلعب دوراً رائداً في جورجيا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا .
كما أنه في بعض بلدان الفضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، خلال الـ 30 عاماً الماضية، كانت هناك زيادة كبيرة في حصة المنشورات باللغة الروسية.
وهكذا، في بيلاروسيا من 51 بالمائة في 1990 إلى 81 بالمائة في 2021، وفي أذربيجان من 20 بالمائة إلى 36 بالمائة، وفي تركمانستان - من 30 بالمائة إلى 56 بالمائة.
في الوقت نفسه يُشار إلى أنه انخفاض حصة مفردات اللغة في وسائل الإعلام الناطقة بالروسية لا يعني انخفاضاً في عددها المتداول.
على سبيل المثال، في لاتفيا، زاد عدد وسائل الإعلام باللغة الروسية من 147 إلى 338، على الرغم من انخفاض حصة سوق الإعلام الوطني بنسبة 47 بالمائة، وفقا لمعهد "بوشكين".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس