يفتتح الاجتماع الخامس للمشاورات حول أفغانستان بصيغة "موسكو"، اليوم الجمعة 29 سبتمبر/أيلول 2023، في عاصمى جمهورية تتارستان - مدينة قازان الروسية. ومن المتوقع أن يناقش المشاركون قضايا مكافحة التهديدات الإقليمية وإنشاء حكومة شاملة في البلاد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا، في وقت سابق إن "صيغة موسكو بشأن لأفغانستان يشمل روسيا والهند وإيران وكازاخستان وقيرغيزستان والصين وباكستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان. وسيتم في الاجتماع طرح قضايا المصالحة بين الأفغان وضمان الأمن الإقليمي وإعادة إعمار البلاد بعد الصراع. ونتيجة لذلك، من المتوقع اعتماد بيان مشترك للأطراف".
من جانبه أكد رئيس الوفد الروسي، الممثل الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان، مدير الإدارة الثانية لآسيا بوزارة الخارجية - زامير كابولوف، حضور جميع المشاركين تقريباً في اجتماعات صيغة "موسكو". ومن المتوقع أن يحضر الاجتماع كذلك وفد يمثل حركة "طالبان" (المحظورة في روسيا)، برئاسة وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة - أمير خان متكي. وفقاً لكابولوف، لم تتم دعوة ممثليّ الولايات المتحدة إلى الاجتماع كمراقبين ولم يتم التخطيط لذلك.
الوفاء بالوعود
إحدى القضايا الرئيسية في جدول الأعمال ستكون مسألة شمولية الحكومة المؤقتة لـ "طالبان"، وتمثيل مختلف الجماعات العرقية والطائفية الأفغانية فيها. كما أشار كابولوف في وقت سابق إلى أنه لا يوجد تقدم في هذه المسألة حتى الآن، ولكن العمل على هذه المسألة سيستمر في المحادثات، إذ يتوقع الممثل الخاص للرئيس الروسي أنه في الاجتماع الذي سيعقد في قازان، أن يدعو المشاركون إلى تشكيل حكومة عرقية سياسية شاملة في أفغانستان.
وفقاً لوزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، فإن "روسيا تنطلق من حقيقة أنه من الضروري التفاوض مع "طالبان"، لكن موسكو لن تعترف بحكومتها بحكم القانون حتى تفي بالتزاماتها. وبالتحديد، كما أشار الوزير في ابريل (نيسان الماضي)، الى أن شمولية الهياكل الحاكمة، يضمن ليس فقط الشمولية بالمعنى العرقي، ولكن بالمعنى السياسي أيضا".
القضايا الإنسانية ومكافحة الإرهاب
بعد وصول "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان، تواصل روسيا تقديم المساعدة الإنسانية لهذا البلد. لذلك، في سبتمبر، تم إرسال دفعة أخرى من المساعدات الإنسانية، ولاحظ المسؤولون الروس اهتمامهم باستعادة البنية التحتية الأفغانية. في الوقت نفسه، تشير روسيا إلى محاولات الدول الغربية لمنع مثل هذا التفاعل. وصرّحت نائبة الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة - آنا إيفستينيفا، سابقاً أن "الغرب يرفض إمكانية تقديم أي مساعدة لتنمية أفغانستان، بما في ذلك ترميم المدارس والمستشفيات".
كما أشار سفير روسيا الاتحادثة لدى أفغانستان - دميتري جيرنوف، إلى أن إمدادات الحبوب والوقود الروسي خففت من عواقب الكوارث الطبيعية في بلد لا يزال الوضع الإنساني فيه صعبا. بالإضافة إلى ذلك، تقدم موسكو لكابُل عدة مئات من المنح الدراسية للتدريب المجاني لرعايا الدولة الأفغانستانية في الجامعات الروسية في التخصصات ذات الأهمية الاجتماعية. ولا يزال التهديد الإرهابي يشكل التحدي الأمني الرئيسي داخل أفغانستان وخارجها. كما أشار ممثلو الخدمات الخاصة لرابطة الدول المستقلة في سبتمبر (أيلول الجاري) إلى القلق بشأن نمو الإرهاب. ومع ذلك، شدد السفير الروسي على أن "طالبان" حققت بعض النجاح في القتال ضد مسلحيّ منظمة "الدولة الإسلامية" الإرهابية (داعش - المحظورة في روسيا).
حول التنسيق
من الجدير بالذكر أنه تم اعتماد صيغة "موسكو" في عام 2017 على أساس آلية التشاور السداسية للممثلين الخاصين لروسيا وأفغانستان والهند وإيران والصين وباكستان. وعُقِد الاجتماع الأول لمناقشة هذه القضية في 14 ابريل/نيسان 2017، بمشاركة نواب الوزراء والممثلين الخاصين من 11 دولة، بما في ذلك الجانب الأفغانستاني. والهدف الرئيسي لهذه الصيغة يكمن في تعزيز عملية المصالحة الوطنية في أفغانستان، وإحلال السلام في وقت مبكر في ذلك البلد، علمًا أن الاجتماع الرابع والأخير حتى الآن عُقِد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي - 2022 بالعاصمة الروسية - موسكو دون مشاركة حركة "طالبان".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Vadim Babenko/Unsplash
المصدر: تاس