أعلن أمين سر مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، عن وجود أكثر من 20 تنظيماً إرهابياً ينشط في أفغانستان تضم في صفوفها، بحسب مختلف التقديرات، أكثر من 23 ألف مقاتل.
وصرّح باتروشيف بذلك للصحفيين الروس في عاصمة الهند مدينة نيودلهي عقب اختتام المشاورات المتعدّدة الأطراف بشأن القضايا الأفغانية، والتي انعقدت يوم أمس الأربعاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وأشار أمين سر مجلس الأمن الروسي إلى أن المشاركين في الاجتماع ناقشوا الوضع في أفغانستان، في مجال الأمن بالدرجة الأولى، فضلاً عن تداعياته الإقليمية والعالمية، وقال: "إن التهديد الرئيسي النابع من الجانب الأفغاني لا يزال هو الإرهاب، وبحسب التقديرات المختلفة، هناك حاليا أكثر من 20 تنظيماً إرهابياً يعمل في أفغانستان بإجمالي أكثر من 23 ألف مقاتل".
ولفت المسؤول الأمني الروسي إلى أن "مصادر التمويل" الرئيسية للأنشطة الإرهابية ما زالت تتأتى من تهريب المخدرات، علاوة على أن "فرض ما يسمى بالضريبة على الجماعات الاجرامية المنظمة المتورّطة في إنتاج وتوزيع المخدرات".
ولفت نيكولاي باتروشيف قائلاً: "لا تزال أفغانستان أكبر منتج للأفيون في العالم، حيث توفر ما يصل إلى نسبة 90 بالمائة من السوق العالمية".
التنسيق بخصوص أفغانستان
كما كشف باتروشيف أن المشاركين في اجتماع أمناء مجالس الأمن تلك الدول في نيودلهي، "اتفقوا على التنسيق الوثيق حول أفغانستان، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والهجرة غير المنضبطة، كما أعلن المشاركون في الاجتماع المتعدد الأطراف لأمناء مجالس الأمن عن دعمهم القوي لأفغانستان كي تنعم بالسلام والاستقرار، وأكدوا على احترام سيادة ووحدة أراضي الدولة".
وتابع أمين سر مجلس الأمن في روسيا الاتحادية: "اتفقنا على تنسيق أوثق لدولنا في الاتجاه الأفغاني، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات والهجرة غير المنضبطة"، منوّهاً بن المشاركين في الاجتماع أكدوا أيضاً على أهمية تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للشعب الأفغاني.
كما أشار أمناء مجلس الأمن إلى أن الأمم المتحدة تلعب "دوراً مركزياً وهام" في حل الوضع في أفغانستان.
وأضاف نيكولاي باتروشيف: "مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن معظم المشاركين في حدث اليوم هم أعضاء في منظمة (شنغهاي) للتعاون، فقد اتفقنا على الاستخدام الأكثر فعالية للأدوات القانونية لمنظمة (شنغهاي) للتعاون في هذا المجال".
واختتم قائلا: "لن يقتصر الأمر على تسوية الوضع في أفغانستان فحسب، بل سيعتمد أيضا على أمن ورفاهية عدد من الدول، بما في ذلك روسيا، وعلى توقيت تفاعلنا وفعاليته".
الأزمة الإنسانية
إلى ذلك، قال باتروشيف إن أكثر من 18 مليون شخص يتضورون جوعاً في أفغانستان، فالبلاد على شفا أزمة إنسانية، موضحاً أن "أفغانستان بالفعل على شفا أزمة إنسانية. وقد استمر الجفاف فيها لعدة سنوات، كما أن أسعار المواد الغذائية آخذة في الارتفاع، وأكثر من 18 مليون شخص يتضورون جوعاً بالفعل".
"في الوقت نفسه، تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها، بدلاً من الاعتراف بالمسؤولية عن انهيار الاقتصاد الأفغاني والمجال الاجتماعي، المساهمة في زيادة تدهور الوضع من خلال العزلة الاقتصادية لأفغانستان"، بحسب ما أكده نيكولاي باتروشيف.
كما وصف باتروشيف الزيادة الحادّة في عدد اللاجئين من أفغانستان بأنها تهديد للاستقرار الإقليمي، وأردف قائلا: "إننا نرى مخاطر جسيمة من تسلّل عناصر إرهابية ومتطرفة وتجار مخدرات متنكرين في زي لاجئين أو أفغان يتعاونون مع الغربيين، إلى أراضي الدول المجاورة في آسيا الوسطى وإلى روسيا".
عن الاجتماع في نيودلهي
الجدير بالذكر أن حضر حوار "نيودلهي" الأمني الإقليمي في أفغانستان كل من الهند وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، الذين مثلهم مستشارو الأمن القومي أو أمناء مجالس الأمن في هذا الاجتماع.
وقد ترأس هذا الحدث مستشار الأمن القومي لرئيس وزراء الهند، أجيت دوفال، وكانت إيران قد نظمت اجتماعات مماثلة سابقة خلال 2018 و2019.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس