دعا أمين سر مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، إلى زيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية في إطار "رابطة الدول المستقلة" وذلك على ضوء الأحداث الأخيرة في أفغانستان، وذلك اليوم الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021، في افتتاح الاجتماع الـ 17 لرؤساء الأجهزة الأمنية والاستخبارات في الدول الأعضاء برابطة الدول المستقلة حول أنشطة الاستخبارات
وأضاف باتروشيف: "نحن بحاجة إلى زيادة تلقي وتبادل المعلومات الاستخباراتية حول خطط المنظمات الإرهابية الدولية ونوايا الغرب لاستخدامها ضد بلداننا. بالإضافة إلى ذلك، من المُهم تنسيق أنشطة السياسة الخارجية لدول الرابطة بصورة أوثق. وفي إطار مكافحة الإرهاب والتطرف المطلوب هنا العمل بنشاط على توحيد تشريعات مكافحة الإرهاب ومعايير تدريب المتخصّصين".
وأشار المسؤول الأمني الروسي إلى أن "الانسحاب المتسرّع للوحدة العسكرية الغربية من أفغانستان" كان له "أثر سلبي خطير" على أمن بلدان رابطة الدول المستقلة.. "في الواقع، على مدى 20 عاماً من وجود الولايات المتحدة وحلفائها في هذا البلد، لم تتمكن من الوفاء بأي من التعهدات التي قطعتها على نفسها. وبدلاً من ذلك، حاول الغرب بإصرار أن يفرض على الأفغان قيماً غريبة عليهم، والتي، قولاً واحداً، لا يمكن لها أن تترسخ في الأراضي الأفغانية".
وبيّن باتروشيف أنه "نتيجة لذلك، انهار النظام العميل في كابول في غضون أيام"، وبحسب قوله، فإن الأمريكيين "تركوا الأفغان ببساطة لمصيرهم، محاولين نقل عبء المسؤولية بالكامل إلى الدول المجاورة لأفغانستان".
وأضاف أمين سر مجلس الأمن الروسي أن الولايات المتحدة، في واقع الأمر، زرعت قنبلة موقوتة في المنطقة، بما في ذلك أنها تركت لحركة "طالبان" (المحظورة في روسيا الاتحادية) عددا كبيرا من الأسلحة والمعدات العسكرية الحديثة.
وأضاف في هذا الإطار: "في الوضع الحالي، يمكن أن تقع (الأسلحة) بسهولة في أيدي إرهابيين من "داعش" (تنظيم "الدولة الإسلامية" المحظورة في روسيا الاتحادية) أو تنظيم "القاعدة" (المحظورة في روسيا) أو الجماعات الأخرى التي تشكل تهديداً خطيراً على دولنا".
مكافحة تهريب المخدرات
وفي سياق متصل بالوضع الأفغاني، قال باتروشيف "إن الرغبة الحقيقية لحركة "طالبان" في محاربة إنتاج المخدرات في أفغانستان لم يتم تقيّيمها بعد"، منوهاً بأن "تهريب المخدرات لا يزال يُعتبر من التهديدات الرئيسية التي تواجه منطقة بلدان رابطة الدول المستقلة".
وتابع نيكولاي باتروشيف بالقول إن "أفغانستان تظل أكبر منتج للأفيون في العالم، حيث توفر ما يصل إلى 90 بالمائة من السوق العالمية. وتُعد المخدرات الأفغانية أحد المصادر الرئيسية لتمويل الإرهابيين. واليوم، تعلن (طالبان) بشكل شفهي عن رغبتها في محاربة إنتاج المخدرات، إلا أنه لم يتم تقييم خطواتها الحقيقية في هذا الاتجاه حتى الآن".
كما أشار المسؤول الأمني الرفيع المستوى إلى أنه وفقاً لآخر تقديرات مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة، وبفضل العمل المنسّق بصورة جيدة لوكالات إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية، فإن ما يسمى بـ"الطريق الشمالي" يمر عبر أراضي الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة. وحوالي نسبة 1 بالمائة فقط من نسبة تجارة المخدرات الأفغانية. "أرى هذا على أنه ميّزة مشتركة لدينا".
وبحسب المسؤول الأمني الروسي الكبير، سيكون من المطلوب في المستقبل استمرار ممارسة إجراء تدريبات خاصة لأجهزة مكافحة المخدرات وهيئات الشؤون الداخلية تحت اسم "الرعد" من قِبَل منظمة معاهدة الأمن الجماعي، بالإضافة إلى قناة عمليات مكافحة المخدرات السنوية.
واختتم نيكولاي باتروشيف قاشلاً إن "لجنة رؤساء أقسام أجهزة إنفاذ القانون في دوائر الجمارك برابطة الدول المستقلة، تشارك اليوم في عملها كمراقب. وأقترح النظر في إمكانية اجتذاب ممثلي الأجهزة الأمنية لدول الرابطة المهتمة، بغية المشاركة في العملية المذكورة".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس