أجرى رئيس الوزراء الأرمني - نيكول باشينيان محادثات في العاصمة الروسية - موسكو مع الرئيس الأذربيجاني - إلهام علييف اليوم الخميس 25 مايو/أيار 2023، بوساطة من الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، علماً أن باشينيان كان قد أعلن في 18 مايو عن الشروع بإطلاق هذه المحادثات. في الوقت نفسه، لم يعلن الكريملِن عن مثل هذا الاجتماع في 25 مايو، وإن أفاد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي - دميتري بيسكوف في 19 مايو بأن موسكو تتوقع زيارة كل من علييف وباشينيان "الأسبوع المقبل، لكن سيتم إبلاغهما بالاتصالات المحتملة بمشاركتهما في الوقت المناسب".
في الشأن ذاته يذكر أن القمة الثلاثية السابقة عُقدت في سوتشي في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
المفاوضات في أوروبا والولايات المتحدة
في 14 مايو، أجرى باشينيان وعلييف محادثات بمشاركة رئيس المجلس الأوروبي - تشارلز ميشيل. وبعد الاجتماع في بروكسل - بلجيكا، أوضح ميشيل إن القيادة في كلا البلدين أعلنت الموافقة على استئناف الحوار حول ترسيم الحدود، كما تم الإعلان عزم القيادة إجراء محادثات جديدة في بروكسل في يوليو/تموز القادم، إذ أبلغت وزارة الخارجية الأرمنية أنه من المقرر عقد الاجتماع القادم لقادة أرمينيا وأذربيجان، بمشاركة رئيس المجلس الأوروبي، في 1 يونيو/حزِيران. كما سيجري علييف وباشينيان وميشيل محادثات مع المستشار الألماني - أولاف شولتز والرئيس الفرنسي - إيمانويل ماكرون على هامش قمة المجتمع السياسي الأوروبي في العاصمة المولدافية - كيشيناو.
كما أشارت يريفان إلى أن القضايا المتعلقة بإلغاء حظر النقل الإقليمي والاتصالات الاقتصادية، وترسيم الحدود وأمنها بين البلدين، والاتفاق على تسوية العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان، والحاجة إلى حل قضايا حقوق وأمن سكان إقليم ناغورنو قره باغ تمت مناقشتها في الاجتماع الذي عقد في بروكسل. كما نوقشت أيضاً مواضيع تتعلق بالسجناء والمفقودين وقضايا إنسانية أخرى.
ووصفت وزارة الخارجية الأذربيجانية المحادثات في بروكسل يوم 14 مايو بأنها مفيدة من وجهة نظر تطبيع العلاقات بين باكو ويريفان. وشددت الوزارة على "الأهمية الاستثنائية" للتأكيد في الاجتماع على احترام السلامة الإقليمية للدول، وقبول أرمينيا للسلامة الإقليمية المعترف بها دولياً لأذربيجان. كما أعربت الوزارة عن استعداد باكو لمواصلة الحوار والتفاعل مع الشركاء الدوليين بهدف تعزيز التقدم في تطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا.
في 22 مايو، صرّح وزير الخارجية الأرمني - أرارات ميرزويان في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الشؤون الأوروبية البريطاني - ليو دوهرتي إنه خلال الفترة من 1 إلى 4 مايو، تم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن مادتين من مشروع اتفاقية السلام خلال المفاوضات في الولايات المتحدة مع نظيره الأذربيجاني - جيهون بايراموف.
اللقاء مع لافروف
في 19 مايو، التقى وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف بوزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا في موسكو. إذ اجتمع رؤساء الوكالات الدبلوماسية في موسكو في لحظة متوترة، عندما أصبحت تقارير القصف على حدود الجمهوريتين أكثر تواترا. واتهم الجانبان بعضهما البعض بانتهاك نظام وقف إطلاق النار وادّعيا وقوع قتلى نتيجة القتال.
بعد نتائج المحادثات الثلاثية، قال سيرغي لافروف إن "أذربيجان وأرمينيا تمكنا من تقريب فهمهما من رؤية مشتركة حول موضوع معاهدة السلام. كما أشار إلى أن روسيا "ستواصل المساهمة في المضي قدماً من أجل التنفيذ الكامل لجميع أحكام جميع البيانات الثلاثية التي تشكل أساس الجهود المبذولة لتطبيع العلاقات الأرمنية – الأذربيجانية".
وأكد الوزير أنه "دون حل قضايا ترسيم الحدود، ورفع الحظر عن النقل والاتصالات الاقتصادية، ودون تحسن عام في الوضع الأمني في ناغورنو قره باغ وعلى الحدود الأرمنية - الأذربيجانية، من الصعب المضي قدماً في جوانب محددة من معاهدة السلام". وأضاف لافروف كذلك، أن باكو ويريفان اتفقتا على عقد اجتماع للجنة الثنائية لترسيم الحدود وترسيم الحدود بمشاركة استشارية من روسيا في المستقبل القريب.
وتعليقاً على نتائج المحادثات، ذكرت وزارة الخارجية الأرمنية أنه في موسكو واصلت الأطراف العمل على مشروع اتفاق "بشأن إقامة السلام والعلاقات بين الدول". ووفقاً للوزارة الأذربيجانية، وافق بايراموف وميرزويان على مواصلة مناقشة مشروع معاهدة السلام بين باكو ويريفان.
مفاوضات جديدة
في تلك الأثناء ذكرت الخدمة الصحفية للحكومة الأرمنية مساء أمس الأربعاء بأن باشينيان غادر إلى موسكو للمشاركة في الاجتماع القادم للمجلس الاقتصادي الأوراسي، وكذلك للمشاركة في اجتماع ثلاثي مع رئيسيّ روسيا وأذربيجان. في وقت سابق، في مؤتمر صحفي، أعلن رئيس الوزراء الأرمني عن مفاوضات مكثفة بين يريفان وباكو، معرباً عن أمله في أن يتمكن الطرفان من الاتفاق على توقيع اتفاق سلام في المستقبل القريب.
وفي الوقت نفسه، وحسب رأي رئيس الوزراء الأرمني، من غير المحتمل أن يكون من الممكن التوقيع على الوثيقة يوم الخميس في موسكو. لكننا نأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن الاتصالات الإقليمية خلال المفاوضات.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس