اتفقت موسكو وواشنطن على جدول أعمال موسع خلال اجتماع الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن، حيث يمكن طرح القضايا المتبقية، التي لم يتم تضمينها في خطة محادثات اليوم الأربعاء 16 يونيو/ حزيران 2021 في مدينة جنيف - سويسرا، خلال المناقشات بمبادرة من الرئيسين.
وقال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، للصحفيين إنه "تم ترتيب الموضوعات المخطط مناقشتها تقريبا على الشكل التالي: حالة وآفاق تطور العلاقات الروسية - الأمريكية، والقضايا الرئيسية للاستقرار الاستراتيجي وأمن المعلومات و محاربة الجرائم السيبرانية. وبعد ذلك تأتي الكتلة التي سيتم من خلالها مناقشة "قضايا محدّدة لم تُحل في العلاقات الثنائية".
بالإضافة إلى ذلك، تضمّن جدول الأعمال قضايا التعاون الاقتصادي والمناخ والقطب الشمالي ومكافحة فيروس كورونا.
بالنسبة لطبق "التحلية"، على حد تعبير أوشاكوف، بقيت هناك القضايا الإقليمية: الشرق الأوسط، سوريا، ليبيا، الوضع حول البرنامج النووي الإيراني، التسوية في أفغانستان، الوضع في شبه الجزيرة الكورية وفي ناغورني قره باغ، وكذلك أوكرانيا.
القضايا العالقة
إلى ذلك ومن بين القضايا العالقة في العلاقات الثنائية، ذكر الكريملِن في هذا الخصوص، اعتقال المواطنين الروس بناءً على طلبات أمريكية حول العالم (أحصت موسكو حوالي 60 حالة من هذا القبيل منذ العام 2008)، وأيضا القيود المفروضة على عمل البعثات الدبلوماسية ومصادرة الممتلكات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة.
واستذكر أوشاكوف: "يمكن للمرء أن يقول، لقد تمت سرقة ممتلكاتنا هناك (في أمريكا)". ويطلق الكريملِن على هذه القضايا، وعلى عدد من القضايا الأخرى مُسمّى "مضايقات متبادلة في العلاقات الثنائية".
كما شدّد مساعد الرئيس الروسي على أنه "إذا قمنا بتحريك بعض (هذه القضايا) على الأقل من مكانها، فسيكون ذلك جيداً بالفعل".
الأجندة الأمريكية
وذكر الكريملِن أنه يتوقع من بين الموضوعات التي سيطرحها الجانب الأمريكي، خارج جدول الأعمال المُعتمد، سيكون هناك الوضع حول أليكسي نافالني وقضية بيلاروسيا. ومن بين القضايا الأخرى المطروحة على جدول الأعمال، حدّدت الإدارة الأمريكية الوضع في مجال حقوق الإنسان.
وفي هذا الشأن قال مسؤول في الإدارة الأمريكية إنه "لم يتم رفع أي شيء عن الطاولة (المفاوضات)".
وفي الوقت نفسه، ومن الموضوعات الرئيسة للمفاوضات، قيام جماعة أمريكية بشن هجمات قراصنة تعرض لها مؤخراً عدد من الشركات والمؤسسات في الولايات المتحدة، حيث يسود الاعتقاد في واشنطن، كما كان من قبل، أن مهاجمين من روسيا هم من يقفون وراء تلك الهجمات.
وفي واقع الأمر، أجاب بايدن بالإيجاب عندما سُئل عما إذا كان مستعدا لمناقشة فكرة تبادل مجرمي الإنترنت مع روسيا. ومع ذلك، أوضح مساعده لشؤون الأمن القومي جاك سوليفان، في وقت لاحق، أن رئيس البيت الأبيض كان يتحدث فقط عن النية حول تقديم هؤلاء المتسللين إلى العدالة داخل أراضي البلاد.
محتوى معقد
وفي سياق متصل بقمة الرئيسين بوتين وبايدن، أشار أوشاكوف، إلى أن جميع الموضوعات التي تهم كلا الطرفين والحاجة إلى مناقشتها، "وهو ما يدركه حتى تلاميذ الصف الثالث"، تنعكس في جدول أعمال المفاوضات المتفق عليه بين موسكو وواشنطن، ولكن يمكن للرئيسين إثارة أي قضية أخرى إذا رغبا بذلك.
وقال مساعد الرئاسة الروسية إن "المناقشات ستتطرق كذلك إلى تلك القضايا التي لم يتم الاتفاق عليها مسبقاً ولم يتم تحديدها ضمن جدول الأعمال".
وخلص يوري أوشاكوف إلى أنه من الأسهل الاتفاق على مواضيع القمة وتشكيل الوفود، "كل شيء آخر أكثر تعقيداً بكثير، ومحتوى (المفاوضات) معقد للغاية". وحتى اليوم الأخير قبل القمة، ظل السؤال مفتوحا حول ما إذا كان سيتم توقيع وثيقة مشتركة في ختامها.
ولكن – بحسب ما صرّح به المتحدث الصحفي الرئاسي دميتري بيسكوف، لوكالة أنباء "تاس" مساء أمس الثلاثاء "لن يكون هناك توقيع (وثائق)".
إلى ذلك، تتوقع كل من موسكو وواشنطن أنه قد يتم اتخاذ قرار في القمة بشأن عودة رؤساء البعثات الدبلوماسية للبلدين - أناتولي أنتونوف وجون سوليفان، اللذين يجريان مشاورات في عاصمتيهما، إلى السفارات.
حالة العلاقة
الجدير ذكره أنه منذ العام 2011، تم فرض عقوبات أمريكية على روسيا بحوالي 96 مرة، بما في ذلك ثلاث مرات في عهد الرئيس الجديد جو بايدن.
وفي الوقت نفسه، أعلن الجانب الروسي مراراً استعداده لتحسين العلاقات مع واشنطن بشكل مشترك، مشدداً على أن مثل هذا الحوار يجب أن يُبنى على مبادئ المساواة واحترام مصالح الطرف الآخر.
وبالإضافة إلى القضايا السياسية، تولي موسكو أهمية أيضا لقضايا التفاعل الاقتصادي بين البلدين.
هذا وكان الرئيس الروسي قد صرّح مؤخرا، في مقابلة مع قناة "روسيا-1" التلفزيونية بأن "العديد من الشركات الأمريكية ترغب في العمل معنا، ويتم إخراجها من سوقنا مشدودة من آذانها، وهي تفسح المجال أمام المنافسين".
إلى ذلك وفي العام 2020، انخفض حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 9 بالمئة - إلى 23.8 مليار دولار، ومع ذلك، في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، زاد تدفق الصادرات والواردات بنسبة 16 بالمائة تقريباً، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
كما لفت الكريملِن إلى وجود حوالي 3 آلاف شركة، بمشاركة من رأس المال الأمريكي، تعمل في روسيا حالياً، ويقدر إجمالي أصولها بنحو 75 مليار دولار، وكان وفد الولايات المتحدة في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الأخير هو الأكثر تمثيلاً – بحضور أكثر من 200 شخص.
وكان فلاديمير بوتين قد أكد مؤخراً، في الحديث عن جدول أعمال القمةن على أنه "بشكل عام، هناك شيء يمكن الحديث عنه، هناك مواضيع عامة".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس