عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اعتقاده بأنه من الضروري التعامل مع "طالبان" (حركة طالبان محظورة في روسيا الاتحادية)، ولكن لا ينبغي التسرع في الاعتراف بها.
وقال الرئيس الروسي في قمة رابطة الدول المستقلة، اليوم الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021: "ليست هناك حاجة في الوقت الحالي للتسرع في الاعتراف الرسمي بـ (طالبان). نحن نتفهم أننا بحاجة إلى التفاعل معهم، لكن يجب ألا نتسرع في هذا أيضا".
وأضاف بوتين أن "موسكو تعتزم مناقشة هذه القضايا مع زملائها في رابطة الدول المستقلة"، وأن "الحكومة الانتقالية التي شكلتها (طالبان)، مع الأسف، لا تعكس تركيبة كامل المجتمع الأفغاني".
وصرّح الرئيس الروسي أنه "في الوقت نفسه، تم الإعلان عن نيّة إجراء انتخابات عامة، ويجري اتخاذ إجراءات لاستئناف العمل الطبيعي للهيئات الحكومية"، وأكد على أن "سنراقب معاً، في إطار رابطة الدول المستقلة، بلا شك أن هذه الوعود مدعومة بالأفعال، وسنراقب ذلك".
وقال فلاديمير بوتين: "مع ذلك، من الضروري دعم عملية المصالحة بين الأفغان والسعي بشكل عام لتطبيع الوضع في هذا البلد"، مضيفاً أنه "يمكننا جميعاً المساهمة في استئناف عمل الثلاثية الموسّعة، أي روسيا والولايات المتحدة والصين بمشاركة باكستان (أطلب منكم دعم ذلك)، وكذلك صيغة موسكو، حيث أن المفتاح هي دول المنطقة، بما في ذلك دول آسيا الوسطى". و قال رئيس الدولة الروسية: "نحن ندير أعمالاً لعقد اجتماعات في إطار هذه الآليات في موسكو في المستقبل القريب جداً في غضون شهر أكتوبر".
هذا وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن "موسكو تتوقع وصول وفد يمثل (طالبان) الأسبوع المقبل للمشاركة في المشاورات بشأن أفغانستان بصيغة موسكو".
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم الكريملِن دميتري بيسكوف، أن الاتصالات بشأن أفغانستان جارية بالفعل.
هذا ومن المقرّر عقد اجتماع صيغة موسكو في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2021. إذ تم تشكيل هذه الصيغة في عام 2017 على أساس آلية التشاور السداسية للمبعوثين الخاصين لروسيا وأفغانستان والهند وإيران والصين وباكستان.
"طالبان" تحارب تهريب المخدرات
وفي سياق متصل، قال الرئيس بوتين إنه سيكون من الصعب على "طالبان" التخلي عن مصدر دخل كتهريب المخدرات، موضحاً أنه: "على الرغم من الوعود بمكافحة إنتاج المخدرات، إلا أن (طالبان) في الواقع - لا أعرف ما إذا كانوا سينجحون (سواء) يريدون أن يفعلوا ذلك أم لا".
ووفقا للرئيس الروسي فإنه خلال فترة ولاية الحركة سابقاً في أفغانستان (حتى عام 2001) "فعلوها وفعلوها بنجاح"، وإن استدرك قائلاً:"لكن اليوم لن يكون من السهل التخلي عن مثل هذا المصدر للدخل خاصة في سياق الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الأفغاني".
وبصورة عامة، وصف بوتين مشكلة إنتاج المخدرات في أفغانستان وتهريبها من هناك بأنها مشكلة حادة قائلاً إن "أفغانستان تظل أكبر مورّد للمواد الأفيونية في العالم، (إذ تحتل) ما يصل إلى نسبة 90 بالمائة من السوق العالمية".
مخططات الإرهابيين
وفي سياق آخر، ذكر بوتين أن قادة المنظمات الإرهابية التي تركز قواتها بالقرب من حدود أفغانستان مع بلدان رابطة الدول المستقلة يخططون لبسط نفوذهم.
وأوضح في هذا الجانب: "إن تمركز الجماعات المتطرفة والإرهابية بالقرب من حدود دول الرابطة واضح للعيان.. "داعش" (الاسم السابق للدولة الإسلامية المحظورة في روسيا الاتحادية)، "الحركة الإسلامية" في أوزبكستان (الاسم السابق للحزب الإسلامي التركستاني المحظور في روسيا الاتحادية)، و"جماعة أنصار الله"، وتنظيم "القاعدة" (المحظور في روسيا الاتحادية) وغيرها من التنظيمات. وبحسب معطياتنا، فإن عدد عناصر "داعش" لوحدهم في شمالي أفغانستان يبلغ نحو ألفي شخص".
وبحسب فلاديمير بوتين، فإن "قادة الإرهابيين يخططون لبسط نفوذهم على دول آسيا الوسطى، وعلى المناطق الروسية"، وأن قادة الإرهابيين "يراهنون على إثارة النزاعات العرقية والطائفية والكراهية الدينية".
كما شدّد الرئيس الروسي على أن "الإرهابيين يسعون جاهدين لاختراق أراضي دول الرابطة، بما في ذلك تحت ستار اللاجئين".
وتابع قائلا: "بالطبع، فإن الوضع في أفغانستان يثير القلق الآن، وهو ما يحمل مخاطر على آسيا الوسطى، ولكل منطقة رابطة الدول المستقلة، على الرغم من أن بعض البلدان، كما كانت، بمعزل عن هذه المنطقة".
إلى ذلك يرى الرئيس الروسي أن "الوضع يتطلب تكثيف الجهود المشتركة، لا سيما في قطاعي مكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس