صادق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بموجب مرسومه على أسس سياسة الدولة للحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية الروسية التقليدية وتعزيزها. وتشير وثيقة المرسوم، التي نشرت اليوم الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إلى أن مرسوم رئيس الدولة يدخل حيز التنفيذ في نفس يوم المصادقة عليه.
القيم التقليدية
وتقول الوثيقة إن "الاتحاد الروسي يعتبر القيم التقليدية أساس المجتمع الروسي يسمح بحماية وتعزيز سيادة روسيا، وضمان وحدة بلدنا متعدد القوميات ومتعدد الطوائف، والحفاظ على شعب روسيا وتطوير الإمكانات البشرية".
وتتضمن أساسيات سياسة الدولة مفهوم أن استيعاب العمليات والظواهر الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية القائمة على القيم التقليدية والخبرة الثقافية والتاريخية المتراكمة، تسمح لشعب روسيا بالاستجابة في الوقت المناسب وبطريقة فعالة للتحديات والتهديدات الجديدة، والحفاظ على الهوية المدنية لعموم روسيا.
وسيخلق الاتحاد الروسي في العالم صورة لبلد يحمي القيم التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، تشمل أهداف سياسة الدولة "الحفاظ على القيم التقليدية وتعزيزها، وضمان انتقالها من جيل إلى جيل"، وكذلك "مكافحة انتشار الأيديولوجية المدمرة".
هذا ويمكن تعديل سياسة الدولة بشأن القيم التقليدية كل ست سنوات، "بناء على نتائج تقييم فعالية تنفيذ سياسة الدولة في الحفاظ على القيم التقليدية وتعزيزها، فإن أحكام هذه الأساسيات، إذا لزم الأمر، تخضع للتعديل مرة واحدة على الأقل كل ست سنوات"، تقول الفقرة الأخيرة من الوثيقة.
وتؤكد المبادئ الأساسية في الوثيقة أن تنفيذ سياسة الدولة في هذا المجال "سيسهم في الحفاظ على شعب روسيا وتكاثره، والحفاظ على الهوية المدنية لعموم روسيا، وتنمية الإمكانات البشرية، والحفاظ على السلم والوئام الأهليين في البلاد، وتعزيز القانون والنظام، وتشكيل مساحة معلومات آمنة، وحماية المجتمع الروسي من انتشار الأيديولوجية المدمرة، وتحقيق الأهداف الإنمائية الوطنية، وتحسين القدرة التنافسية والمكانة الدولية للاتحاد الروسي".
تصرفات الولايات المتحدة والدول غير الودّية
يعتبر الاتحاد الروسي تصرفات الولايات المتحدة والدول غير الصديقة تهديدا للقيم التقليدية؛ "القيم التقليدية مهددة بأنشطة المنظمات المتطرفة والإرهابية، ووسائل إعلام فردية، وتصرفات الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الأجنبية غير الودية، وعدد من الشركات الأجنبية والمنظمات الأجنبية غير الربحية، وكذلك أنشطة بعض المنظمات والأفراد على أراضي روسيا".
الوطنية وخدمة الوطن
وتعزى الوطنية، وخدمة الوطن، والمثل الأخلاقية إلى القيم التقليدية للاتحاد الروسي، إذ تشير الوثيقة إلى أن القيم التقليدية هي "إرشادات أخلاقية تشكل الرؤية العالمية للمواطنين الروس، تنتقل من جيل إلى جيل، وتكمن في أساس الهوية المدنية لعموم روسيا والفضاء الثقافي الموحد للبلاد، معززة الوحدة المدنية، التي وجدت مظهرها الفريد والأصلي في التطور الروحي والتاريخي والثقافي لشعب روسيا متعدد القوميات".
وتتضمن الوثيقة قيماً مثل الحياة والكرامة وحقوق الإنسان والحريات والوطنية والمواطنة وخدمة الوطن والمسؤولية عن مصيره، والمُثل الأخلاقية العُليا والأسرة المتماسكة والعمل الإبداعي وأولوية الروحانية على المادية، والإنسانية والرحمة والعدالة والجماعية والمساعدة المتبادلة والاحترام المتبادل والذاكرة التاريخية واستمرارية الأجيال ووحدة شعوب روسيا.
التفاعل بين السلطات ووسائل الإعلام
هذا وسيصبح تفاعل السلطات ووسائل الإعلام أداة لتعزيز القيم التقليدية في الاتحاد الروسي، "تعتبر وسيلة المعلومات لتنفيذ سياسة الدولة بشأن الحفاظ على القيم التقليدية وتعزيزها هي تفاعل السلطات العامة مع وسائل الإعلام من أجل تعميم ودفع القيم التقليدية"، كما جاء في إحدى فقرات الوثيقة.
دعاية العلاقات غير التقليدية
تعزى الدعاية للعلاقات غير التقليدية إلى نظام قيم مدمر للمجتمع الروسي، حسب الوثيقة التي تشدد على أن "التأثير الأيديولوجي والنفسي على المواطنين، يؤدي إلى زرع نظام من الأفكار والقيم الغريبة عن الشعب الروسي والمدمرة للمجتمع الروسي، بما في ذلك نشر الأنانية، وإباحة كل شيء، والفجور، ونفي المثل العُليا للوطنية وخدمة الوطن والاستمرار الطبيعي للحياة وقيم الأسرة القوية والزواج وإنجاب العديد من الأطفال والعمل الإبداعي، ومساهمة روسيا الإيجابية في تاريخ وثقافة العالم، فضلاً عن تدمير الأسرة التقليدية من خلال الدعاية للعلاقات الجنسية غير التقليدية".
كما تؤكد الوثيق على أن التأثير الأيديولوجي المدمر على المواطنين الروس أصبح يشكل تهديداً للوضع الديموغرافي في البلاد.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس