يعقد الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، والرئيس الإيراني - مسعود بزشكيان، محادثات في الـ كرملين، من المقرر أن تُختتم بتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة، وذلك اليوم الجمعة 17 يناير/كانون الثاني 2025.
وتشير الأنباء إلى أن الاجتماع سيغطي أجندة واسعة النطاق، بما في ذلك القضايا العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وتشمل ملفات النقاش الرئيسية التطورات في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا ومنطقة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والوضع في جنوب القوقاز، ووضع البرنامج النووي الإيراني.
بالإضافة إلى ذلك، ستتم مناقشة الموضوعات الثنائية، مع التركيز على توسيع التعاون في التجارة والاستثمار والنقل والخدمات اللوجستية والمجال الإنساني.
وفي ختام المحادثات، من المقرر أن يدلي الرئيسان الروسي والإيراني بتصريحات لوسائل الإعلام.
مستوى جديد من العلاقات
يهدف الاتفاق إلى رفع العلاقات الروسية - الإيرانية إلى مستوى جديد، وتعيين الدولتين رسمياً كشريكين استراتيجيين. كما يضع إطاراً قانونياً لمزيد من التعاون على المدى الطويل.
وبحسب مسؤولين من كلا البلدين، فإن الاتفاقية تغطي مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك الدفاع؛ ومكافحة الإرهاب؛ والطاقة ؛والتمويل؛ والنقل؛ والصناعة؛ والزراعة؛ والثقافة؛ والعلوم والتكنولوجيا.
يُشار في الشأن ذاته إلى أن روسيا وإيران تعملان حالياً بموجب معاهدة أسس العلاقات ومبادئ التعاون المعتمدة في عام 2001، التي تم توقيعها في البداية لمدة 10 سنوات وتم تجديدها تلقائيا كل خمس سنوات، علماً ان هذه الاتفاقية، المُحدّثة، ستمتد لمدة 20 عاما.
وفي مقابلة مع وكالة "تاس" للأنباء، قال الخبير السياسي الإيراني بالشأن الروسي - البروفيسور روح الله مدبر، ان المعاهدة الجديدة لن تعزز التعاون فحسب، بل ستعزز أيضاً مقاومة العقوبات الأمريكية، وان الوثيقة تتضمن كذلك بنوداً بشأن الاحترام المتبادل للسلامة الإقليمية للبلدين، فيما أكد الـ كريملِن أن الاتفاقية تتماشى مع تطلعات موسكو وطهران وليست موجهة ضد مصالح الدول الأخرى.
بدوره أوضح وزير الخارجية الإيراني - عباس عَرَقجي، أن الاتفاقية لا تستلزم إنشاء تحالف عسكري.
التعاون في كافة القطاعات
أكد الـ كريملِن أن العلاقات الروسية - الإيرانية "في تصاعد"، وتتطور بشكل مكثف على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ويجري حوار نشط عبر قنوات مختلفة، بما في ذلك التعاون بين الحكومات، والبرلمانات، والوكالات، والأقاليم. وفي عام 2024، قام رئيس الوزراء الروسي بأول زيارة رسمية إلى إيران في التاريخ الحديث.
كما يعطي رئيسا البلدين الأولوية لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، وتواصل اللجنة الدائمة الروسية - الإيرانية للتعاون التجاري والاقتصادي العمل بشكل فعّال.
من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول 2024، ارتفع حجم التجارة بين البلدين بنسبة 15.5%، ليصل إلى 3.77 مليار دولار. وتتجاوز حصة العملات الوطنية في التسويات المتبادلة 96%، علماً أن هناك العديد من المشاريع المشتركة الكبرى جارية، وخاصة في مجال النقل والطاقة، ويشمل ذلك التشغيل الناجح الجاري للمفاعل الأول في محطة "بوشهر" للطاقة النووية وبناء الوحدتين الثانية والثالثة.
بالإضافة إلى ما تقدم، يتوسع التعاون الثقافي والإنساني، إذ تخطط روسيا هذا العام لعقد أيام الثقافة الروسية في إيران. وتجري مناقشات لافتتاح مركز ثقافي روسي في طهران. علماً أن أكثر من 9 آلاف طالب إيراني يتلقون التعليم العالي حالياً في الجامعات الروسية.
وتشهد السياحة بين البلدين نمواً ملحوظاً: فقد ارتفع عدد الرحلات المتبادلة، من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول 2024 إلى 63 ألف رحلة، أي بأكثر من 21%، ومنذ عام 2023، بدأ العمل بنظام الإعفاء من التأشيرة للمجموعات السياحية المنظمة.
وأفاد الـ كريملِن بأن "التنسيق الوثيق بين روسيا وإيران على الساحة الدولية يعتمد على نهج مشترك، بما في ذلك الالتزام ببناء نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب، يقوم على مبادئ القانون الدولي المعترف بها عالمياً، والأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة، والتعاون المتبادل المنفعة والمنصف بين الدول، والالتزام بالسياسة الخارجية المستقلة، والتصميم على مقاومة الضغوط الخارجية والعقوبات غير المشروعة".
اتصالات سابقة
سيكون الاجتماع المرتقب بين فلاديمير بوتين ومسعود بزشكيان هو الثالث بينهما، حيث كان الرئيسان قد التقيا سابقاً في أكتوبر/تشرين الأول 2024، الأول في منتدى دولي في عشق آباد، ثم في إطار قمة "بريكس" التي عُقِدت في مدينة قازان - عاصمة جمهورية تارسان/ روسيا الاتحادية.
وخلال كل من المحادثات، أكد الرئيسان على الرغبة المتبادلة بين موسكو وطهران في تعزيز العلاقات الثنائية. وأشار الـ كريملِن إلى أن هذا التعاون كان "ودياً وبنّاءً، تم التركيز خلاله على تعزيز التعاون الثنائي".
بالإضافة إلى هذه الاجتماعات المُشار إليها يُذكر أن فلاديمير بوتين ومسعود بزشكيان أجريا محادثتين هاتفيتين خلال عام 2024.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا
المصدر: تاس