تعتبر روسيا الاتحادية أنه من المستحيل القبول بـ"صفقة القرن" التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن التسوية في منطقة الشرق الأوسط.
وجاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مقابلة أجرتها معه وكالة "ريا نوفوستي"، في سياق تعليقه على تفاصيل حديث أخير مع المبعوث الخاص للبيت الأبيض، آفي بيركوفيتس.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي: "اتصل بي وبدأ يفكر في أنه كان من الضروري الترويج لـ"صفقة القرن". قلت له إن هذا مستحيل. لأنك تعرف موقف الفلسطينيين وموقف كل العرب جامعة الدول العربية".
وأشار الدبلوماسي الروسي في هذا الخصوص إلى ضرورة تجميع اللجنة الرباعية للشرق الأوسط من أجل مناقشة الوضع ومعرفة كيفية الخروج منه.
كما علق بوغدانوف على تقارير إعلامية حول مبادرة روسيا لاستضافة قمة الولايات المتحدة وفلسطين في جنيف، واصفا إياها بـ"الهراء التام". ما هي القمة؟ ما هي جنيف؟ "هذا هراء كامل على العموم".
وأضاف بوغدانوف "كتب أيضا هناك أنه بالاضافة إلى (مبعوث البيت الأبيض الخاص بالتسوية في الشرق الأوسط) تحدث بيركوفيتش مع بعض موظفي مجلس الامن القومي".
يذكر أن شركة "أكسيوس" (Axios) أفادت في وقت سابق أنه خلال محادثة هاتفية أجريت مؤخرا، اقترح بوغدانوف أن يعقد بيركوفيتس "قمة مصغرة" للولايات المتحدة وفلسطين بمشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء في اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، وعدد من الدول العربية. ولوحظ أن مكان الاجتماع سيكون جنيف.
وفي وقت سابق من اليوم، قال مصدر رفيع في وزارة الخارجية الروسية لوكالة "ريا نوفوستي" إنه من غير المخطط عقد مؤتمرات قمة وجها لوجه حول قضايا الشرق الأوسط، بما في ذلك بين روسيا والولايات المتحدة.
اتصالات من السلطة الفلسطينية
اليوم، وبمبادرة من الجانب الفلسطيني، أجرى ميخائيل بوغدانوف محادثة هاتفية مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أحمد مجدلاني، كما تم خلال المقابلة مناقشة قضايا الأراضي الفلسطينية الإسرائيلية بالتفصيل.
وأكد الجانب الروسي من جديد موقفه الثابت لصالح قيام دولة فلسطينية مستقلة داخل حدود عام 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية وفقا لإطار القانوني الدولي المعترف به، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية.
وفي الوقت نفسه، أُعلن عن الاستعداد لمواصلة مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على إقامة مفاوضات ثنائية مباشرة تحت رعاية دولية في صيغة "رباعية" من الوسطاء يتألفون من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
يذكر أنه في 28 كانون الثاني/ يناير، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة سلام بين فلسطين وإسرائيل، والمعروفة باسم "صفقة القرن". وتعترف الوثيقة بالقدس كعاصمة موحدة لإسرائيل وغير قابلة للتجزئة، وتفتح المجال أمام إسرائيل لضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وبسط سيادتها على غور الأردن،
كما تقترح خطة ترامب أيضا إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح، محرومة من السيطرة على حدودها ومجالها الجوي، عاصمتها بلدة "أبو ديس" التي تقع في الضواحي الشرقية للقدس.
وأعلنت أغلبية زعماء العالم، وكذلك الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، عدم قبول هذه الوثيقة.