زيارة الرئيس السوري - بشار الأسد إلى موسكو تحمل صفة إستثنائية ومرتبطة بضرورة وضع استراتيجية مشتركة مع روسيا في ضوء الآفاق الجديدة في منطقة الشرق الأوسط الناتجة عن التقارب السعودي - الإيراني. جاء ذلك في مقابلة مراسل "تاس" مع الخبير اللبناني في القضايا العربية - نضال سابي، اليوم الأربعاء 15 مارس/آذار 2023.
واعتبر الخبير: إن "العمليات السياسية في المنطقة تكتسب زخماً جديداً. لذلك على قادة روسيا وسوريا، فلاديمير بوتين وبشار الأسد، الإستعداد لهذه التغيرات".
وبحسب نضال سابي، فإن فعالية الدبلوماسية لموسكو وبكين تُغير وجه الشرق الأوسط. وقال "في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، حققت روسيا اختراقاً غير متوقعاً في العلاقات السورية - التركية من خلال اقتراحها على أنقرة ودمشق إستئناف الحوار والعودة إلى التعاون. والآن، الصين، من خلال علاقاتها الاقتصادية الوثيقة مع إيران والسعودية، حفزتهما للتقارب وإقامة علاقات السلام والاستقرار بين البلدين.
وشبّه سابي اتفاق "10 مارس"، الذي تم التوصل إليه في بكين بشأن تطبيع العلاقات الثنائية بين السعودية وإيران، بزلزال سياسي، لافتاً إلى أن "مذكرة التفاهم هذه ترسم خطاً تحت حقبة 40 عاماً استخدمت خلالها الولايات المتحدة التناقضات بين طهران والرياض لتأجيج الصراعات في سوريا والعراق واليمن ولبنان"، معتبراً أن أمام دول المنطقة فرصة فريدة لبناء حياتها دون تدخل الاستعمار الجديد، ومع حلفائها بهذا الطريق هما روسيا والصين.
أما بالنسبة لسوريا وتركيا ، كما أشار الخبير اللبناني، فقد علق زلزال 6 فبراير/شباط الماضي عملية التفاوض بين الطرفين بمشاركة روسيا وإيران اللتين انضمتا إلى جهود الوساطة. وقال: "في الوقت نفسه، تسببت الكارثة التي حلت بالسوريين في استجابة عميقة في العالم العربي. نظمت الجزائر ومصر والعراق وليبيا والإمارات ودول أخرى بشكل عاجل إيصال المساعدات الإنسانية عبر جسر جوي إلى مطارات حلب ودمشق واللاذقية".
كما يرى تضال سابي أن معظم القادة العرب يتحدثون علانية الآن لصالح رفع العقوبات الوحشية ضد سوريا، التي فرضها الغرب منذ 12 عاماً، واختتم بالقول: "أعتقد أنه لن يمر وقت طويل حتى تهبط طائرة في دمشق تقل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: official website of the President of the Russian Federation
المصدر: تاس