أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أنه سيجري مشاورات في العاصمة موسكو يومي 8 و9 سبتمبر/أيلول 2021، مع المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، روبرت مالي.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي في تصريح لوكالة أنباء "تاس" اليوم الأربعاء 8 سبتمبر: "لدينا مشاورات مقرّرة، وستعقد اليوم وغدا (8 و9 سبتمبر) منذ الصباح. لقد كنا نخطط لهذه المشاورات منذ فترة طويلة من أجل مناقشة الوضع برمته والتطلع إلى الأمام. كما أن هناك العديد من المشاكل، وبصراحة، تُعد الآن واحدة من تلك اللحظات التي يكون فيها من المهم للغاية عدم الوقوع في الخطأ".
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق، أن مالي سيتوجه إلى موسكو وباريس بين 7 و10 سبتمبر/أيلول، من أجل إجراء مشاورات حول القضايا المتعلقة بعودة واشنطن وطهران إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
بناء القوة النووية الإيرانية
وقال نائب وزير الخارجية الروسي "إن موسكو قلقة من التقدم السريع في بناء قدرات إيران في العديد من جوانب برنامجها النووي"، مشيراً إلى أنه "نحن بالطبع قلقون من التقدم السريع الذي نلاحظه في بناء قدرات إيران في العديد من جوانب برنامجها النووي".
وأوضح الدبلوماسي الروسي أن القلق لا يتعلق بانتهاك إيران لالتزاماتها الأساسية بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية أو اتفاقية الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأن هذه الوثائق لا تفرض أي قيود على إيران في هذا المجال. وتابع قائلا: "لقد تم ضمان شفافية الجهود الإيرانية ذات الصلة، ولكن من جهة استعادة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة، فإن الوضع يزداد تعقيدا، لأن طهران تتحرك أكثر فأكثر بعيداً عن المعايير المحدّدة منذ البداية لهذه الاتفاقية."
كما وأضاف سيرغي ريابكوف: "لكن هذا أيضاً يمكن التراجع عنه إذا عدنا إلى المفاوضات وواصلنا صياغة حلول وسط للمشاكل المتبقية، ومواصلة المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها منذ أن تعطلت".
هذا وقد انعقدت منذ ابريل/نيسان الماضي، محادثات في فيينا - النمسا بين إيران و"الخماسية" الدولية (روسيا وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا) حول مشكلة إعادة تأهيل الاتفاق النووي الإيراني إلى صيغته الأصلية.
وخلال ذلك، يناقش الطرفان رفع العقوبات الأمريكية عن إيران، والوفاء بالتزامات إيران النووية، وكذلك عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.
وفي السياق ذاته، أجرى ممثلو الدول الأطراف في الاتفاقية مشاورات منفصلة مع الوفد الأمريكي، وذلك من دون مشاركة إيران. ومنذ البداية، توقعت الوفود استكمال العمل مع نهاية شهر مايو/أيار، ثم في بداية شهر يونيو/حزيران.
إعادة تأهيل خطة العمل الشاملة المشتركة
إلى ذلك، صرّح سيرغي ريابكوف بأن موسكو قلقة من الإشارات القادمة من العواصم الغربية حول ضرورة ممارسة الضغط السياسي على طهران بهدف استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة، معتبراً أن "هذا منطق خاطئ".
وتابع قائلا: "إنني أشعر بالقلق إزاء الإشارات التي يتم سماعها ليس فقط من واشنطن، ولكن أيضاً من عواصم الدول الغربية الأخرى - المشاركة في عملية التفاوض في فيينا بشأن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة، والتي تشير إلى أنه من الضروري الآن اتخاذ بعض التدابير السياسية" إزاء طهران". واستدرك قائلا: "هذا منطق خاطئ".
وأضاف: "من الضروري عدم تصعيد الموقف، أو زيادة الضغط، بل على العكس من ذلك يجب التحلي بضبط النفس وإيجاد طريقة لاستئناف المفاوضات".
كما أشار سيرغي ريابكوف إلى أنه من الضروري احترام العمليات الداخلية لإعادة هيكلة الدولة نتيجة نقل السلطة في إيران والانتظار حتى يتم تشكيل فريق تفاوض جديد لمواصلة العمل المعلّق بشأن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا، كما قال: "نعم، فترة التوقف أصبحت طويلة جداً، وهذا أمر ليس جيد. نعم، يحتاج الإيرانيون إلى وقت إضافي لتشكيل فريق التفاوض الخاص بهم، لكن هذا جيد أيضا. ومع ذلك، فإن ما يحدث في الدائرة الغربية هو بمثابة نقل للسلطة، ويجب التعامل مع ذلك باحترام".
واختتم نائب وزير خارجية روسيا الاتحادية هذا الجانب قائلاً: "إذا بدأنا الآن في البحث عن بعض الصيغ التي ستتخذ الشكل الافتراضي لقرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين إيران، أعتقد أنه يمكننا ببساطة تقويض فرص الاستئناف السريع للمفاوضات. هذا يأتي بنتائج عكسية، وربما لا يلبي مصالح الدول الغربية نفسها".
وبيّن ريابكوف أن التراجع عن المواقف التفاوضية التي تم التوصل إليها في المحادثات بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا أمر غير مقبول، مؤكدا أن موسكو ستواصل إرسال إشارات إلى جميع الأطراف حول عدم جدوى مراجعة النقاط التي تم الاتفاق عليها بالفعل.
وقال: "التراجع عن هذه المواقف التفاوضية غير مقبول، مراجعة ما تم الاتفاق عليه بالفعل في فيينا سيكون له نتائج عكسية، وسنواصل إرسال الإشارات المناسبة إلى كل من الجانب الإيراني وزملائه من المجموعة الغربية."
كما أشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن موسكو تتعاون بشكل وثيق مع الأطراف في صيغة كافة المشاركين في عملية التفاوض، وتعقد المؤتمرات الافتراضية، ويتم الحفاظ على الاتصالات من خلال السفارات.
واختتم سيرغي ريابكوف تصريحه بقوله إن "لدينا شراكة عميقة مع جمهورية الصين الشعبية. إن مواقف جمهورية الصين الشعبية فيما يتعلق بالملف الإيراني بأكمله متوافقة للغاية مع مواقفنا، ونحن راضون عن الطريقة التي تتبعها بلداننا من أجل إيجاد حل شامل لمشكلة استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة. وسنقوم، قدر الإمكان، بجذب زملائنا الغربيين إلى هذا الأمر. وعليه فإن المشاورات مع المبعوث الأمريكي الخاص تنسجم مع هذا السياق".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: مجلس الاتحاد الروسي
المصدر: تاس