قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إنه بدلاً من التعامل مع القضايا الأمنية وحل مشكلة الهجرة المرتبطة بانسحاب القوات الغربية من أفغانستان، كان الاتحاد الأوروبي منشغلاً بالبحث عن تهديدات روسية جديدة وابتكارها.
وصرّحت زاخاروفا بذلك، اليوم الأربعاء 18 أغسطس/ آب 2021، على القناة "سولوفييف لايف" في موقع "يوتيوب".
وقالت: "لذلك كان من المفترض أن تنطلق هذه المفاوضات قبل شهر مضى. وبالإضافة إلى ذلك، كان يجب أن تكون هناك خطة في حالة حدوث تطوّر طارئ وغير متوقع للوضع. أين كل هذا؟ وسأجيب عن سبب عدم مشاركة الاتحاد الأوروبي والهياكل الأخرى في مسؤولياتهم المباشرة، وأمن المنطقة المعهود إليها. لقد كانوا منشغلين في تأنيب روسيا والبحث عن بعض التهديدات الروسية الوهمية واختراعها، وما تحدثنا عنه قد حدث".
يُشار إلى أن مفوّض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال يوم أمس الثلاثاء 17 أغسطس/ آب، عقب انعقاد مؤتمر طارئ افتراضي عبر الفيديو، لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بشأن أفغانستان، "إن الاتحاد الأوروبي مستعد لبدء حوار مع السلطات الأفغانية الجديدة من أجل تفادي حدوث أزمات إنسانية وأزمات هجرة".
وفي معرض التعليق على تصريحات بوريل، قالت زاخاروفا: "أود أن ألفت انتباهكم إلى حقيقة أن المفاوضات حول منع حصول تدهور في الهجرة كان يجب أن تُعقد قبل بدء التدهور في الهجرة. هذه هي الحال عادة".
كما أشارت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، إلى أن الاتحاد الأوروبي هو هيكل سياسي يتعامل، من بين العديد من الأمور الأخرى، مع مشكلة الهجرة"، وهذا الهيكل الذي يمثله السيد بوريل يمتلك تجربة هائلة في هذا الأمر. وعلى سبيل المثال ليبيا وسوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط وشمال افريقيا".
وتابعت قائلة: "هل إنهم لم يفهموا فعلاً ما الذي سيبدأ عندما يشرعون في سحب قواتهم - وقد اتفقنا معكم منذ فترة طويلة على أننا نقول الاتحاد الأوروبي، لكننا نعني الـ ناتو. وفي المقابل، نفذت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مهمتها في إطار التحالف". وتساءلت زاخاروفا "ألم يكن في وسعهم إدراك ما الذي سيؤدي إليه الوضع".
أزمة إنسانية وسياسية
وفي سياق متصل، أعلنت الدبلوماسية الروسية أن الغرب يترك وراءه الآن أزمة إنسانية وسياسية أخرى في أفغانستان بمثابة الإرث للعالم والأجيال القادمة.
وقالت ماريا زاخاروفا: "نحن نرى الآن كيف أن المجتمع الغربي مرة أخرى، الذي يدافع عن بعض قيمه الغربية، يترك أزمة أخرى كإرث للعالم والأجيال القادمة، قبل ذلك كانت ليبيا والعراق وسوريا التي نجت فقط بفضل الإجراءات الحاسمة لروسيا الاتحادية والمبادئ التوجيهية التي قدمها رئيس بلدنا، والعديد من المشاكل الإقليمية الأخرى. والآن تمت إضافة واحدة أخرى إليهم".
كما أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إلى أن الوضع الإنساني في أفغانستان، وكذلك الوضع حول سقوط أشخاص من طائرات النقل العسكرية الأمريكية، يدلان على الموقف الحقيقي للغرب تجاه حقوق الإنسان.
وأوضحت ماريا زاخاروفا أنه "في المرة القادمة التي نقرأ فيها كل هذه التقارير متعددة الصفحات، التي أعدها المجتمع الغربي من الولايات المتحدة وبريطانيا إلى دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الأخرى حول حقوق الإنسان في العالم، يجب أن نتذكر كيف يلتزمون بحقوق الإنسان ويحترمونها في موقف معين واحد. لأن الشخص الذي يجب حماية حقوقه ليس واحداً، فهناك الآلاف منهم. هؤلاء هم مواطنو أفغانستان، هؤلاء هم مواطنو الدول الأخرى الذين انتهى بهم الأمر هناك".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الروسية/ تاس
المصدر: تاس